|


محمد السلوم
(طار) بيسيرو وكنت أظنه يطير
2011-01-11
أحسنت القيادة الرياضية السعودية عملا بتكليف الإطفائي ناصر الجوهر مهمة الإشراف الفني على منتخبنا بديلا للبرتغالي بيسيرو بعد المستوى الفوضوي أمام الفريق السوري في ثاني لقاءات المجموعة الثانية أول أمس الأحد والذي انتهى بهزيمة المنتخب بهدفين مقابل هدف.
لقد طاربيسيرو وكنت أظنه يطير قياسا على تخبطاته وهوالذي كابر في المؤتمرات الصحفية بأنه لن يطير، وبارك الله في المنتخب السوري لأنه بصم على عيوب مدربنا الفنية المتكررة وأراحنا منه.
ولعل طيران بيسيرو تطيرمعه الفوضى الفنية التي لازمت أداء منتخبنا منذ توليه قيادة الأخضر بدءا من طيران التأهل لمونديال جنوب إفريقيا وبطولة خليجي عشرين بعد أن كنا قاب قوسين أو أدنى منهما.. وصولا إلى الخسارة الأخيرة وهي بمثابة بلوغ حد الهاوية.
وكأن التاريخ يعيد نفسه بعلاج مماثل لحد الهاوية ونتحرك في الوقت الحرج لكن محاولة إصلاح الخلل خيرمن التفرج عليه، فقد حدث علاج مماثل في لبنان خلال استضافتها لأمم آسيا عام 2000 بعد خسارة المنتخب السعودي من اليابان بثلاثة أهداف، ونجح ناصرفي علاج الموقف بالوصول إلى النهائي وصيفا لبطلها اليابان.
والأماني تنصب بعد فراغ المنتخب من مشاركته الآسيوية أن تعيد القيادة الرياضية النظر في تركيبة الفريق الاستشاري من سعوديين وأجانب وهم الذين نصحوا القيادة بالإبقاء على بيسيرو بعد خليجي عشرين وكأن مافعله من تخبط ضيع هوية المنتخب السعودي ليس من الأخطاء الفنية مما يعني أن قدراتهم محل شك.
والغريب أنهم سرعان ما تنازلوا عن قناعتهم خلال اتصال الأمير سلطان بن فهد بهم وأيدوا قرار الاستغناء عن بيسيرو، وهذا يعني أيضا أن قناعاتهم في الأساس مهزوزة، وأمثال هؤلاء ليسوا محل ترحيب الوسط الرياضي الذي يؤمن بالآية الكريمة(إن خير من استأجرت القوي الأمين).
ومن الواضح أن قوة العلم والفن ضعيفة في الفريق الاستشاري، أما الأمانة فالله هو العليم بما في الصدور، ويبدو أنهم لايختلفون عن مدربنا السابق بيسيرو مع الفارق بين من يتخبط في الملعب وبين من يغطي عجزه بكلام لاينتهي بقطف النتائج.
وكنت في مقالات سابقة عدة تناولت مساويء بيسيرو الفنية وحذرت مبكرا أثناء خليجي عشرين من أن الاستمرار مع المدرب وهوعلى هذا النحو من التخبط وقد تعرى فنيا في بطولة إقليمية يؤشرإلى أن ثمة خطب ما في الانتظار.
وذكرت في ذلك الوقت أنه قد ينكشف بـفضيحة «جلاجل» في الدوحة في ظل عدم توفر غطاء فني محترف يحسن اختياروتوظيف اللاعبين ويفك شفرات المدربين الآخرين، وهو مالم يستطع بيسيرو فعله في مباراة الأحد.
و انكشف فعليا حسب لغة الفن التدريبي على أرض الملعب أمام الفريق السوري المكافح، فكان القرارالصائب رغم تأخره لـ(لملمة) الأخطاء السابقة وعلاجها خاصة أن المدرب المكلف ناصرالجوهر على دراية تامة بعلة المنتخب الفنية.
وهنا أتوقف عند قولي (الفريق السوري المكافح) حتى لايفسر المعنى في غير سياقه، فالمقصود بالمكافح هو ذلك الفريق الذي كافح بضراوة أمام واحد من المنتخبات الثلاثة الكبار في آسيا وأحسن التغطية والتنظيم وهاجم بمقدارودافع بكل المقادير الممكنة وتحقق له بخطط مدربه واستبسال لاعبيه ما أراد فدانت له الثلاث نقاط.
يبقى القول بعد الإجراء الذي اتخذه الأمير سلطان بن فهد ولاقى استحسانا يليق بشجاعة القرار، أن بابا من الأمل قد لاح وبات انتظارنا للمباراتين المقبلتين فيه من التفاؤل الكثير بعد استبعاد مصدر القلق، خاصة أن مفاتيح التأهل لنصف النهائي لم تتعقد بعد.