|


محمد السلوم
النصر في قلب العاصفة
2010-12-28
لازالت أصداء العقوبات التي حلت بنادي النصرمن لجنة الانضباط من حيث قسوتها وسرعة تنفيذها وفي يوم جمعة دون انتظار ليوم السبت التالي رغم توقف الدوري تثير الجدل حول (ميكانيكيتها).
ويمكن القول إن الأحداث الأخيرة والرقم المالي القياسي في العقوبة وهو الذي لم يسجل من قبل وضعت النصر في قلب العاصفة في الإعلام والمنتديات الرياضية بين ساخط ومصفق.
خاصة أن الساخطين يرون أن تحقيق العدالة بين طرفين في مثل هذه الأحوال يتطلب التقصي ومعرفة مالدى الطرف الآخر دون الاعتماد فقط على تقريرالحكم ومراقب المباراة، أما المصفقون فهم من استفاد من تعثر الآخرين على (أي نحو كان).
واستمرارالعمل على هذا النمط يدفع إلى القول أن لجنة الانضباط تحولت إلى لجنة جمع غرامات مالية وتوقع عقوباتها في حالة مثل النصر دون أن تلتفت للطرف الآخر والأضرار التي لحقت به من جراء أخطاء تحكيمية فادحة كانت سببا في حدوث الفوضى بدليل إيقاف الحكم حتى إشعار آخر.
والملاحظ من خلال أحداث دوري زين أن التحكيم عامل مشترك في إثارة الرأي العام الرياضي وسبب لهم الصداع وكذلك صداعا للجنة الانضباط التي شكلت العقوبات والغرامات المالية رصيدا كبيرا في (إنجازاتها) هذا الموسم، إلى درجة يمكن القول إنها تنافس نظام ساهر المروري.
ولكن أن يتم الإضرار بمصالح الأندية من حكام سيئي المستوى وينفعل من في الملعب من جماهيرولاعبين وإداريين غضبا ويعاقبون وفق منطق (افتح فمك تعاقب ابلع أخطاء الحكام تسلم)..ويترك المذنب بلاعقاب، وإن عوقب فهي عقوبة خجولة غيررادعة، فذلك أمر لايستقيم وقواعد العدالة.
فالحكام وهم كما يطلق عليهم (قضاة) الملاعب ينتظر منهم العدالة وليس غيرها، وهذا يعني أن عليهم مسئولية كبيرة بتحقيقها بفرض القانون على الجميع والتعامل مع مجريات المباراة بكل احترافية بدلا من العبوس والتشدد والتعسف الذي يثير الجماهير واللاعبين.
ومعالجة من غير حزم تجاه حكام الأخطاء (الفادحة) معناه أن الفوضى ستصنع الفوضى، واستمرار الغضب يرفع الاحتقان الذي قد يقود إلى ماهو أخطر، والخوف من فلتان أعصاب يقود إلى كوارث بسبب سوء التحكيم.
وتلخيص رئيس النصرالأمير فيصل بن تركي سخطه على التحكيم بعيد حادثة الأربعاء الماضي بقوله (لقد طفح الكيل).. يعبرعن معاناته من التحكيم، وسبقه رئيس الهلال الأميرعبد الرحمن بن مساعد بتصريحه الشهير (الحكام يتجرؤون على الهلال).. وغيرهما من رؤساء الأندية.
وللتاريخ فقد عرفت الجماهير السعودية منذ زمن طويل أنها العاشقة لكرة القدم وحضورها في الملاعب يضرب به المثل خليجيا على وجه التحديد، ولم تسجل لها سوابق من غير سبب يثيرها وتشهد على ذلك ملاعبنا .. فكم من لقاء بين متنافسين انتهى بنتيجة ثقيلة وروح رياضية.
ولعل فترة التوقف التي تزيد عن الأربعين يوما فرصة سانحة لرئيس لجنة الحكام وفريقه أن يتوقفوا عند أخطاء حكامهم في عقد الكثير من ورش العمل وشرح كل مايتعلق بكرة القدم وضرورة تطبيق القانون وعرض الأخطاء السابقة كعينات والتأكيد على عدم تكرارها.
والتحكيم ليس بذلك العمل المعقد فهو علم يدرس وفن بتطبيقه على أرض الملعب، وكل مافي الأمر شخصية قيادية تحكيمية تحب عملها وتحسن استخدام الأدوات القانونية التي تحكم اللعبة لافرق لديها بين كل الألوان إلا بالقانون وهو مطلب الجميع.
يبقى القول أن مؤشرات التذمروالغضب الجماهيري قد ظهرت واستمرار الأداء السيء للحكام ينذر بمخاطر إذا لم يحدث تصحيح سريع لأوضاع الحكام الذين أثاروا غضب الجماهير والأندية على حد سواء لتبقى الرياضة السعودية في مأمن من الزوابع السلبية.