** فتحت علاقة قطر بالإرهاب وقيادتها بدعم المنظمات الإرهابية الباب على مصراعيه لإعادة تدوير ملف تنظيمها لمونديال 2022 إلى الواجهة بين مسؤولي فيفا وخبراء مكافحة الفساد، الذين يدعون إلى إعادة التصويت لاختيار بلد مضيف آخر، على خلفية الرشاوى التي تلقاها مسؤولو فيفا واللجان الداعمة للملف القطري في ذلك الوقت، ولعل ما يقال في الوقت الحاضر عن أزمة ملف قطر والمونديال له علاقة بقطع علاقات كثير من الدول العربية وغيرها مع القيادة القطرية بسبب ضلوعها في دعم الإرهاب، إلا أن ملف فضائح مونديال 2022 لم يكن وليد اللحظة بقدر ما أوردت فيه الصحافة العالمية ومواقع مكافحة الفساد ومكاتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية حقائق ومعلومات موثقة، تعطيها الحق في المطالبة بإعادة التصويت ومعاقبة الأطراف المرتشية والراشية التي أخرجت المسرحية الهزلية في يوم التصويت لقطر، ثم إسناد تنظيم المونديال إليها والميزانية التي رصدت لهذه الرشاوى.
** فصحيفة صنداي تايمز البريطانية نشرت في تقرير آنذاك وثائق في تسع صفحات، تؤكد حصول مسؤولين في الاتحاد الدولي على مبالغ مالية مقابل تأييد طلب قطر، ونشرت مجلة فرانس فوتبول تحقيقا صحفيا حمل تفسيرات منطقية وتصريحات صحفية، تشكك في حصول قطر على حق استضافة المونديال، مع مطالبة رئيس لجنة الشؤون الأخلاقية بفيفا آنذاك بالتحقيق في هذا الملف ومعاقبة المتورطين وإعادة التصويت، أما الأمر المشجع على أمل الحصول على حقائق هو تولي وكالة التحقيقات الفيدرالية الأمريكية أف بي آي جولة جديدة من التحقيقات بموجب معلومات وحيثيات تتوفر لها في إدارة الرئيس دونالد ترامب، وهو الاتجاه الذي اتفق معه خبراء مكافحة الفساد، الذين دعوا إلى إعادة التصويت لاختيار بلد مضيف آخر، ومعاقبة الجهات التي تلقت مبالغ مالية كرشى مقابل إنجاز هذا الملف، في وقت أشارت فيه أصابع الاتهام لميشيل بلاتيني وكارل هاينز رومينيجيه وعدد من النجوم العالميين والمؤسسات العالمية التي رتبت لهذه النهاية المأساوية لفيفا، وخروج كم من الفضائح والاعترافات، مقابل نفي الجهات المستفيدة، وهو نفي زاد من الشكوك ولم يوقف مدها وتزايدها حتى اليوم أمام ملف خطير كهذا، يتنافى مع أهداف الرياضة والأخلاق ويعزز التلاعب وانتشار الرشى أمام مبدأ تكافؤ الفرص في المنافسة.
** محلياً كان النادي الأهلي سباقًا في اتخاذ موقف وطني ومبادرة تحسب له بالوقوف في خندق واحد مع قيادته ووطنه، بالمسارعة في إلغاء عقد القطرية، دون أن يكون لهذه الخطوة أي تبعات أخرى أو تأثر بطرح إعلامي سبق قرار قطع العلاقات التي اتخذته الكيانات السياسية وفي مقدمتها قيادتنا الحكيمة، وهذه المبادرة الأهلاوية لسفير الوطن تمنح الأندية دروسًا في التضحيات بعقود مليونية من أجل الوطن ولو كان هناك تضحية أكبر لفعل، فلن ننسى عدم مشاركة الأهلي في أول بطولة آسيوية يرشح لها فريق سعودي بسبب مشاركة فريق إسرائيلي آنذاك، وعدم مشاركته في أدوار نهائية متقدمة في بطولة آسيوية في تايلاند بسبب توتر العلاقات، ورفضه الحصول على خدمات طارق التائب قبل سنوات عند الأزمة الطارئة مع ليبيا، وغير ذلك من المبادرات الأهلاوية التي تتسق مع مسار القيادة ثم المسار الرياضي والإعلامي والالتفاف حول الوطن وقيادته في هذه الفترة.
** خاتمة:
روحي وما ملكت يداي فداه .. وطني الحبيب وهل أحب سواه
وطني الذي قد عشت تحت سمائه .. وهو الذي قد عشت فوق ثراه