** بسمة جميلة رسمها الأخضر الشاب ظهر الأمس على محيا كل محبي الأخضر، والمترقبين لمشاركة حافلة بالنتائج الإيجابية، عندما كسب الإكوادور وجدد الأمل في تحقيق نتائج أفضل في المونديال العالمي هذه المرة في كوريا، وهذا الأمر لن يتحقق إلا بعبور أمريكا وحصاد نقاطها، ولعل هذه التباشير جاءت بعد بداية متعثرة أمام السنغال، لكنها لم تثن عزائم الأبطال مع تشابه البدايات بالتعثر، كما حدث في التصفيات الأولية وربما فحوى هذه الدفعة المعنوية وحديث المدرب الوطني سعد الشهري للاعبيه، وتذكيرهم بما حدث في البحرين من عثرة في البداية، ثم تأهل وفرح في النهاية هو بمثابة جرعة مكملة لحماس نجوم الأخضر الشاب، الذين هم في مرحلة سنية تتقبل بطبيعتها التعليمات والنصائح؛ للوصول إلى الهدف المرجو، وهو تعزيز سمعة كرة القدم السعودية التي اعتادت الوصول إلى المحافل العالمية، وتتطلع في كل مشاركة إلى نتائج أفضل وعطاء متوقد يرتسم في الأذهان..
** أتمنى أن تستفيد أنديتنا من هذه الطاقات الجميلة التي تمثل الأخضر الشاب، وتمنحها الفرصة للمشاركة في هذا العمر؛ فمعظم النجوم الذين رأيناهم يبدعون ويتألقون ويحققون أجمل الإنجازات مع الأخضر، بدؤوا في سن مبكرة ومنحوا الثقة والفرصة كاملة لإثبات وجودهم وقدراتهم، ولنا في نجوم العصر الذهبي للكرة السعودية مثال جليّ حين تزعموا القارة الصفراء لسنوات طويلة، وتأهلوا إلى نهائيات كأس العالم.. وهنا نلقي بالمسؤولية على مدربي الأندية لإتاحة الفرصة للمواهب للمشاركة؛ فعندما نرى قدرات لاعبين مثل أيمن الخليف وعبد الرحمن اليامي وأمين بخاري نشعر بأنهم قادرون على تمثيل فرقهم الأولى، ونشعر بأن بعض المدربين لا يملكون الجرأة في منحهم الفرصة، نخشى على مستقبلهم من النهاية بسبب الإهمال؛ فكم من نجم كنا نتوقع له مستقبلاً حافلاً ضاع في أجندة مدربين يفتقدون للشجاعة، بل إن الإدارات والمدربين يتحملون غرق مثل هذه المواهب في بحر النسيان؛ بسبب العناد، والخاسر الأكبر هنا هو مستقبل الأندية نفسها ومستقبل الكرة السعودية على المدى الطويل..
** نطمح بلا شك في أن يكمل منتخبنا الشاب مسيرته إلى أبعد نقطة في المونديال، تحت قيادة فنية وطنية؛ فنحن بحاجة إلى من يوقظ في دواخلنا مكامن الفرح بعد سنوات من الإحباط، وفي الوقت نفسه، نريد أن نعود إلى زمان النجوم الأفذاذ باكتشاف مواهب وطاقات جديدة، تأخذ على عاتقها مهمة الارتقاء بالأخضر وتحقيق منجزات كروية جديدة..
** بعض وسائل الإعلام لا تفرق في بعض الأحيان بين النقد الموضوعي وتأجيج المواقف بسبب عثرة البداية، ويغيب عنها حسن التوقيت في الطرح الإعلامي لأي قضية؛ فعندما تثار مكافآت نجوم الأخضر الشاب وهو يخوض معتركه المونديالي حاملاً لواء الكرة السعودية، نخرج بانطباع أن هؤلاء يغردون خارج السرب ولا يحسنون اختيار التوقيت، ناهيك عن أن من يخوض غمار هذه المهمة هو منتخب الوطن الشاب، أي أن الأمر يتعلق أولاً وأخيرًا بالوطنية..
** وطالما أننا نتحدث عن الوطنية ورياضة الوطن؛ فكل الأمنيات بتأهل الأهلي والهلال إلى دور الثمانية من دوري أبطال آسيا رغم صعوبة مهمة الأهلي وظروفه وإصابات نجومه، وفي المقابل اكتمال الهلال الذي يتضح من خلال مسيرته قدرته على الوصول إلى المرحلة المقبلة، وأبعد منها في المشوار الآسيوي وكرة القدم لا تعترف بالإمكانيات وغياب النجوم، بقدر ما تعترف ببذل الجهد والعطاء لتحقيق المستحيل؛ فهل يفعلها الملكي ويتجاوز ظروفه ويتأهل هو والزعيم.. إنا لمنتظرون..!
** خاتمة الطموح أن تصل إلى هدفك، وأنت تنظر للأعلى.. هناك بداية وهناك نهاية.. فلا مجال للتوقف..!