** نجح الهلال في إضافة الكأس للدوري وأوفى بوعوده في الثأر من الأهلي، الذي أخرجه من نفس البطولة العام الماضي، وتحقيقها من أمام أنصاره في ليلة تاريخية، أصبح الهلال البارحة بدرًا وهو ينير سماء الجوهرة بعطاءات لاعبيه ونجومية إدارته وجهازه الفني، وأضحى هذا الموسم مصدر ثقة لأنصاره الذين سعدوا بهذه البطولة؛ فهي بمثابة توثيق حي لنجاح موسم الهلال الذي يستكمل مع رحلته الآسيوية الطموحة نحو اللقب، ولعل الهلال لم يخيب توقعات المراقبين الذين عدوه الأفضل هذا الموسم على جميع المستويات، حتى إن عزونا هذا التميز إلى الاضطرابات الفنية والإدارية التي مر بها المنافسون هذا الموسم، فهذا لن يمنع من الإشادة بالعمل الهلالي الإداري والفني والعناصري والاستفادة من خبرات كبار النجوم كأسامة هوساوي، الذي أعده أحد صناع الإنجاز الكبار في التركيبة الزرقاء والإضافات العناصرية كإدواردو وميلسي وخربين والفكر التدريبي المميز لدياز.
** ظهرت خطورة الهلال منذ طلائع الشوط الأول ومنذ الكرة التي تصدى لها قائم الأهلي، اتضح أن دياز ينوي الحسم المبكر والعمل الهجومي بالاعتماد على إدواردو وخربين الذي سجل الهدف الأول، إلا أن الأهلي سرعان ما استدرك أموره وهدد مرمى المعيوف عن طريق عبدالفتاح عسيري، الذي أهدر أخطر فرص الشوط الأول، ثم سعيد المولد قبل أن يأتي الأهلي بهدف التعادل عن طريق معتز هوساوي الذي لم يكن من وجهة نظري جاهزًا للمشاركة؛ فإصابته المتجددة تحدث في كثير من المباريات نتيجة الإجهاد أو الضغط على موقع الإصابة.
** الأهلي خسر تغييرين اضطراريين بسبب إصابة عقيل ثم معتز في الشوط الثاني، لكن الفريق الأخضر في المجمل كان يفقد كرته بسهولة؛ وهو ما أعطى للهلاليين القدرة على المبادرة الهجومية وتهديد مرمى الأهلي الشوط الثاني حتى أتى جحفلي بهدف الحسم الثاني، ثم عزز إدواردو مجهود فريقه بالهدف الثالث كتأكيد على تفوق الهلال، الذي مكن الهلال من الفوز بالكأس من يد المليك الغالي، فيما لم يكن لهدف السومة الشرفي من ركلة جزاء أي تأثير على مسار المباراة الزرقاء، وفي المجمل كان دور ميلسي جليًّا في مركز المحور؛ ما أضفى تنظيمًا للوسط الهلالي، وهو ما افتقده الأهلي في هذا المركز، وكنت أتمنى من جروس ألا يغير في تشكيلته بالاستعانة بعبد الأمير في الدفاع كما فعل في المباريات الماضية، وقبل أن يضطر إلى ذلك بعد إصابة عقيل، كما أن تأثير الإصابة كان واضحًا على السومة؛ ما يعني أن مشاركته تعد صعبة ومغامرة في مثل هذه الظروف.
** نجم المباراة هو ياسر المسيليم الذي تصدى لتصويبات وفرص خطرة وأنقذ مرمى الأهلي بنجومية اعتاد عليها هذا الموسم، بل إنه يعد أفضل حراس الموسم بثقته في قدراته، فيما في المقابل كان ميليسي وأسامة جبلان بارزين تكسرت على أقدامهما هجمات الأهلي الخجولة في الشوط الثاني حتى نهاية المباراة، وعمومًا لم يكن يستحق جمهور الأهلي هذا الإحباط بعد موسم مثالي سابق تحققت فيه الثلاثية، وهاهو الهلال يعزف على نفس وتر الأهلي بتحقيق الدوري وكأس الملك، وقد يحقق السوبر أمام الاتحاد لتكتمل ثلاثيته كالأهلي.
** توقعتها خضراء أهلاوية بفارق هدف؛ فانتهت هلالية زرقاء بفارق هدف، وهي نتيجة مستحقة، عطفًا على أداء الفريقين، ومجمل الفرص والتفوق الهلالي في أغلب فترات المباراة.
** خاتمة
موسم الهلال استثنائي.. حقق فيه الدوري والكأس وللمد الأزرق بقية..