|


محمد الشيخي
تعلموا من الأهلي
2017-05-12

ضحكت وأنا أتابع بعض ردود الأفعال تجاه تجديد رعاية القطرية للأهلي، فهي تحكي لغة الجسد المتمايل في كل اتجاه، بحثًا عن ومضة ضوء، كما تحكي لغة الحسد والغيرة من هذا النادي العملاق، فمفهوم القوة الناعمة الذي يهرف به من لا يعرف هو القدرة على الإقناع والتأثير دون إكراه، وهو مصطلح سياسي لا أرى فيه ارتباطًا مباشرًا عند الحديث عن الرياضة والرعايات التجارية والاستثمار، فهي سوق تمثل عرضًا وطلبًا، وإلا كيف نفسر تمسك القطرية بالتجديد مع الأهلي ورعاية الفيفا وبرشلونة الإسباني، وبودي هنا أن أسأل سؤالاً: ماذا لو أن القطرية اتجهت للهلال وهو الذي كان يبحث عنها منذ زمن أو الإماراتية أو غيرها من الشركات، هل سيظهر علينا من سيسمي هذه الرعاية قوة ناعمة؟ وهل يمكن أن نطلق في الرياضة ومنافسات كرة القدم وعالم بطولاتها ودعم اللجان وترتيبات الجدولة، أو حصول نادٍ على مزايا لا تجعله في موقع المساواة مع الأندية الأخرى قوة خشنة؟!

ـ الاستثمار لغة العصر في الرياضة وغيرها، وعندما ينجح مسيرو ناد مثل الأهلي على استقطاب كبرى الشركات، فلا يجب أن تثور ثائرة الآخرين ممن لم ينجحوا في هذا الجانب، بل عليهم أن يتعلموا من هذه الخطوة في كيفية إدارة أوجه الاستثمار لديهم، فما أعرفه أن هناك بحثًا جادًّا في هذا المجال لتقليد الأهلي في هذا الحقل، كما قلدوه في حقل الاستقطاب بإحضار خربين شبيه السومة، أو محاولة تقليده في أفراح التتويج بالدوري والحافلة المكشوفة وحتى الألقاب..!

ـ القوة الناعمة مصطلح فضفاض لم يخرج لنا إلا بعد توقيع الأهلي عقد استثمار القطرية في المرة الأولى، ثم تكرر الطرح في هذه الفترة عند التجديد، ولم يخرج لنا إلا بعد توقيع الأهلي مع العويس، ربما هذا ما يفعله الحرمان وخروج الأحاسيس في حقل رياضي لا يقبل سوى بالشجعان، فمن غير العقل والمنطق مثلاً، أن نسوق للجماهير خرافات الكلام على أنها حقائق دامغة، ومن غير المنطق أيضًا أن ما يكتب في مقال أو يقال في برنامج رياضي يمكن على سبيل المثال استعراضه في برنامج "كلام نواعم"، الذي يناقش القضايا العائلية والاجتماعية، بحكم اختلاف المجال والتخصص، وبحكم اختلاف تعريف مفهوم القوة الناعمة وتضليل الجماهير لا لشيء سوى أن هذه الشركة لم تتجه للمكان الذي أرغب أن تكون فيه، ولو ذهبت لاختلف الطرح ولزادت مساحة الإشادة والمدح..!

ـ لماذا عندما تحضر البطولة لا يعيشون أجواء الفرح، ويستبدلون اللغة الفرائحية بلغة تنتقص من الآخرين، فأحدهم سألوه عن البطولة التي تحققت فترك الحديث عن الحدث واتجه لجانب من الردح عن الأهلي وبطولة الدوري العام الماضي، والرمز الذي مارس الكرة والرياضة والإدارة بعمر يناهز عمر الإعلامي المشجع مرتين، ألهذه الدرجة أنتم متأزمون من هذا النادي؟ وآخرون جعلوا أبرز محاورهم العويس وانتقاله للأهلي ومطاردة بيان الشباب في الوقت الذي نعرف فيه جميعًا أن اللاعب نفسه رفع قضية إساءة ومطالبة بحقوق معنوية، جراء هذه الاتهامات وكل المؤشرات تتجه لكسبه للقضية، بحكم أن هذا البيان قبل أن يكون إساءة للاعبٍ أو نادٍ، هو إساءة للكرة السعودية واتحاد الكرة نفسه..!

 

ـ خاتمة

عندما تتصادم مع الكبار؛ فاجعل لك مخرجًا، كأن تعوم في ماء جندول أو تختبئ في (هندول)..!