** مظاهر الاحتفال ببطولات الدوري والألقاب المختلفة ليست ظاهرة جديدة، حتى نلتفت إليها ونعطيها كل هذا الاهتمام؛ فهي مظاهر طبيعية يدخل فيها الابتكار والتجديد، فقد سبق الأهلي الهلال في هذا المضمار، في إقامة الاحتفالات وإشراك الجماهير في التفاعل مع المنجزات، وسبقه في تزيين الحافلات المكشوفة رغم أنه لم يفعل ذلك العام الماضي لمسببات أو إجراءات لم تكتمل، وربما هو تقليد رياضي عالمي نراه في كثير من الدول وتنتهجه أنديتها الجماهيرية؛ من أجل إبراز مظاهر الفرح بتحقيق منجز أو بطولة كبيرة مثل الدوري، ويشترط لإقامة كرنفال الفرح أن يكون النادي المحتفل صاحب قاعدة جماهيرية واسعة، وينطبق ذلك على الهلال الذي احتفل البارحة، كما ينطبق على أقرانه ـ الأهلي والنصر والاتحاد، أي لا يمكن أن يليق ذلك بأندية أخرى حتى إن قامت بنفس الخطوة؛ لضعف قاعدتها الجماهيرية ومردود التفاعل مع مثل هذه المظاهر.
** تمسك الأزرق بإقامة كرنفاله البارحة وهو على يقين بأن مثل هذه المناسبة ووجود المنافس التقليدي النصر طرفًا قد لا تتكرر قريبًا، ونفس الانطباع لو كان المحتفل هو النصر أمام منافسه الهلال، أي أن دوافع التنافس التقليدي والرغبة في إظهار القوة، تتجلى في مثل هذه المواقف، وهو أمر طبيعي متى ما انتزعنا منه الحساسية، واعترفنا أنه إحدى جماليات كرة القدم وإثارتها المقبولة، شريطة ألا نحمل هذه المساءات ما لا تحتمل من مظاهر التعصب أو الترف في الفرح؛ لما في ذلك من انعكاسات سلبية وجماهيرية..!.
** في هذه الصحيفة الرائدة، قرأت خبرًا في الفترة الماضية عن سعي الهلاليين إلى تلافي سلبيات حفل الأهلي العام الماضي، ومن المؤكد تحت كل الظروف أنه لن يكون بنفس الصورة على الأقل بعد ما سمعنا من بروفات، والتحسب لكل خطأ يمكن أن يشوه الصورة أو يقلل من جمالياتها، بينما الأهلي عندما اشتكى لم يجد سوى اعتذار وإعادة حفله بعد أن ماتت لحظته المباشرة..!.
** أغبط عبد اللطيف بخاري على تردد اسمه أكثر من اسم آخر هذا الموسم، في أوساط النقاد والمشجعين والرياضيين وغير الرياضيين، والمقالات والبرامج الرياضية، حتى في المجالس والاستراحات، وكأنه أضحى علمًا يستدل به على نتائج المباريات والبطولات وقضايا الرياضة والمشكلات، في مستهل الموسم كان له رأي استفز الهلاليين كثيرًا في طريقة عرضه، رغم صحة توقعه بحصول الهلال على الدوري، لكنه عاد واعتذر عما أسيء فهمه، وبالأمس احتفل الهلاليون ببطولة الدوري الغائبة عن خزائن ناديهم لسنوات، وهم يستحقون عطفًا على ما قدموه من إمكانيات تعد الأفضل بين الفرق الأخرى الكبيرة التي عانت ظروفًا سيئة، خلال معترك الدوري، استفاد منها الأزرق، وساعد الهلال استقراره الفني والإداري والدعم الشرفي الذي يجده، حتى سيناريو احتفاله رغم الظرف الحزين الذي مر ببلادنا البارحة، بفقدان رئيس هيئة البيعة الأمير مشعل بن عبد العزيز رحمه الله..
** في هذا الموسم الملكي ليس الملكي، والعالمي ليس العالمي، ومر العميد بمحطة خسارة النقاط الثلاث التي قصمت ظهره وأحبطت معنوياته، ومستويات فرق الدوري ليست كما كانت في السنوات الأخيرة، واحتدم الصراع بين شريحة كبيرة بين فرق المؤخرة على البقاء حتى آخر لحظة؛ وهو ما استدعى لفت أنظار الجماهير والنقاد والمتابعين، على أساس أن القمة محسومة سلفًا، ورافق الوحدة من يستحق بالفعل أن يرافقها، وبقي من يستحق وذهب للملحق أيضًا من هو أهل لإثبات أحقيته، إما بالبقاء أو الرحيل من دوري جميل..!.