ـ لم يكن مشجع الأهلي عبد الله الحايطي الذي قدم من حائل إلى الرياض لدعم ناديه، يعلم أنه سيواجه هذا المصير من المضايقات؛ بسبب قميص لا يحمل مخالفة، بل يحمل عبارة "لا ملكي سوى الأهلي"، ولسان حاله يقول "لو أني أعلم خاتمتي ما كنت حضرت"، في الوقت الذي كان رئيس هيئة الرياضة الأمير عبد الله بن مساعد قد فتح آفاق التواصل مع الجماهير لجذبهم للمدرجات بالورش والندوات؛ لتذليل الصعاب وعدم إغلاق الأبواب، بل أنه أكد أهمية هذه الشريحة الرياضية الكبيرة، بتعيين سفراء لهم في الهيئة، ممثلين لروابط جماهير الأندية، واستمعنا لشخصيات معروفة ومثقفة منهم، وهي تدافع عن حقوقهم مثل الملحن وسيم باسعد وغيره ممن نثق في وعيه وإمكانياته على الإقناع والارتقاء بوعي المشجع والمسؤول معاً، وربما غاب عن هيئة الرياضة أن من ألد خصوم الجماهير هم بعض مسؤولي الملاعب والمنظمين لها بسبب عدم إلمامهم بكيفية التعامل والمرونة مع الجماهير الرياضية، ووضع كل التسهيلات من أجل تشجيعهم على الحضور الدائم في المدرجات، فلا نكهة للمباريات دون جماهير ولا قيمة للمنافسات دون مشجعين، وإلا لماذا أنشئت الملاعب والمدن الرياضية؟ ولماذا تتكلف الأندية ومسؤولوها تقديم الدعوات للجماهير بتحفيزهم على الحضور وملء المدرجات؟ ولماذا نحرص دومًا على إذكاء حماسهم لمساندة المنتخب وتشجيع الأخضر؟ حتى إن دخل الهيئة والأندية يعتمد في جزء منه على عوائد الحضور الجماهيري.. فهل بمثل هذه الأساليب سيوجدون أم سيتركون الملاعب خاوية بسبب مسؤول أو منظم متعصب؟.
ـ إذن من كان يحتاج إلى برامج تدريبية وندوات وورش في المقام الأول، هي إدارات الملاعب والمدن الرياضية ومن يعمل بها من منظمين وغيرهم، حيث يجب إجبارهم على الانتظام في دورات في العلاقات العامة وحسن الاستقبال والبشاشة وعدم التفرقة بين الجماهير، ونسيان الميول قبل الذهاب إلى العمل، ومن لا يستطيع فعل ذلك فعليه أن يعفى من منصبه من دون خطاب شكر؛ لأن الملاعب والمنشآت واجهات حضارية يجب العناية بها، وإسناد إدارتها لأفضل الكفاءات لا المتعصبين أو أصحاب العلاقات والتسهيلات لجماهير وروابط دون أخرى!.
ـ حديث رئيس رابطة الأهلي بدر تركستاني حرك المياه الراكدة في طريقة تعامل المنظمين في الملاعب، فإذا كان هناك ضوابط مبنية على خطابات رسمية فيجب الالتزام بها لا مخالفتها بالسماح لرابطة بإحضار مستلزماتها ومنع أخرى، ثم ما الذي يستوجب المنع طالما أن أحد كبار مسؤولي الهيئة كشف أن ألقاب الأندية واللوحات القماشية التي تحتوي على عبارات غير مخالفة مسموح بها ولا يجوز منعها، علاوة على أن شكوى الأهلي تعرضت لجوانب عدة منها تكرر هذه المضايقات وتعنت بعض المنظمين في مقابل تسخير ميولهم لخدمة أندية أخرى!.
ـ حقل الألقاب أصبح مثل حقل الألغام، فمنذ أكثر من عشرين سنة وجماهير الأهلي تتغنى في لوحاتها بالملكي من واقع لقطات متلفزة ومصورة؛ فمن أين جاء الهلاليون بهذا اللقب؟ وأين هم في تلك الفترة؟ شخصيًّا لدي مراسلات من زملاء هلاليين عندما يتحدثون عن الأهلي يصفونه بالملكي، ما الذي اختلف..؟ ومن باب الطرفة في هذا الأمر، يقول قائل إن ديون الاتحاد وقضاياه قد تجبره على التخلي عن لقب العميد لمن يدفع أكثر أو الوحدة عن لقب فرسان مكة، وأخشى أن نصحو يومًا على أندية تمنح نفسها ألقابًا بعد وفاة أصحابها الأصليين، فلا تستغرب عندما تسمع غدًا أندية ألقابها (كوكب الشرق أو صوت الأرض أو العندليب)!.
خاتمة:
الأندية العريقة تخشى جماهيرها، فهي تسعى إلى رضائهم فتبحث أولاً عن المجد والبطولات، ثم الحفاظ على الإرث التاريخي والألقاب والمسميات!