** يقول راضي شنيشل مدرب المنتخب العراقي إن اللاعب تيسير الجاسم هو العقل المفكر للمنتخب السعودي ومنطلق إبداعات الأخضر، وهو بهذا القول لم يأت بجديد لكنه أدلى بشهادة للتاريخ، فغيره من المدربين الذين مروا على الأهلي أو على المنتخب أنصفوا تيسير الذي سهل كل عسير في مسيرته مع الأخضرين.. وكان وراء العديد من الانتصارات والبطولات في مشوار عطاء حافل، علاوة على أنه يتميز عن الآخرين بروحه الحماسية الوثابة وأخلاقه العالية وقدراته المهارية الفذة التي جعلت المدربين يضعونه (محوراً) لخططهم وتكتيكاتهم الميدانية، ثم إن تيسير نفسه يعد اليوم نموذجا للاعب المحترف الملتزم في الحفاظ على جاهزيته البدنية والالتزام بالتعليمات الفنية والتدريبية والحفاظ على نفسه وصورته في ظل المتغيرات التي نلاحظها أحيانا في مسيرة بعض النجوم، بسبب المادة وانحرافهم عن طريق الاحتراف الحقيقي الذي يحتم على النجم بعد بروزه المحافظة على صورته أمام الجماهير..!.
** في مسيرة الأخضر في تصفيات التأهل لمونديال روسيا كانت لتيسير بصمته في عطاء المنتخب، بل كان الترمومتر لارتفاع أو انخفاض وتيرة مستويات الأخضر من مباراة إلى أخرى، ويعد أحد أبرز اللاعبين المؤثرين في مشوار المنتخب بفضل ثبات المستوى والالتزام بالتعليمات حتى وصل في الآونة الأخيرة إلى سجل عال تجاوز فيه نجوم كبار لهم أسماؤهم وصيتهم في تاريخ كرة القدم السعودية، فمائة وثمانية عشرة مباراة دولية تعني أن هذا اللاعب كان الخيار الأفضل والأجهز للمدربين، كما يعني أيضًا أن هذا اللاعب مصدر ثقة واطمئنان ليس فقط للمدربين بل لزملائه الذين يشهدون في كل مرة بتفوقه فنيًا وأخلاقيا.
** وصفه نيبوشا بالثروة وقال جاروليم أفضل أن ألعب به ولو بقدم واحدة! وشبهه توني أوليفيرا بجيرارد لاعب ليفربول وأن الوسيلة الوحيدة لإيقافه هي وضعه في السجن!، وأصبح اليوم العقل المفكر لجروس ميدانيا وقائد كتيبة بطل الدوري والكأس والسوبر إضافة إلى بطولات عديدة متنوعة مع الأهلي خلال ثلاثة عشر عاما مضت، كما هو مع مارفيك في المنتخب الذي لا يستغني عنه إلا إذا تعرض للإصابة أو الإيقاف، بل أن موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا ) امتدحه في أكثر من مناسبة وأشاد بدوره وفعاليته مع المنتخب.
** ما لا يعرفه الكثيرون أن تيسير حتى في زمن الاحتراف يؤجل مستحقاته لسداد مستحقات لاعبين آخرين، وله أدوار قيادية عدة داخل الفريق وتعتمد عليه إدارة كرة القدم في انتشال الفريق من أي نكسة فنية تحل به، وأجزم بأنه الإداري المناسب للأهلي بعد اعتزاله لكونه الأقرب للاعبين الأعرف بحاجاتهم.
** تيسير ونجوم المنتخب أفرحونا كثيرًا وهم يرسمون خارطة الطريق نحو موسكو بعد مواجهة العراق الأخيرة التي تفوقنا فيها بهدف، ويظل العبء الأكبر الذي يحتاج إلى خبرات اللاعبين وروحهم القيادية أمثال تيسير وأسامة هو منعطف اللقاءات الثلاثة الحاسمة أمام استراليا والإمارات واليابان ولابد أن يخطط اللاعبون مع جهازهم الفني والإداري إلى التحسب لكل الفوارق وعلامات التفوق والالتزام لتفادي أي عثرة يمكن أن تحدث للأخضر في الخطوات الثلاث المقبلة، وهذا التخطيط هو السلاح الذي يمكن به مجابهة قوة الأستراليين ومحاولات الإماراتيين ومهارات اليابانيين، لذا نأمل تأجيل أي مظاهر للفرح الآن أو حالة تباه يمكن أن تتسلل إلى قلوب اللاعبين ويحدث ما لا يحمد عقباه.
** ما الذي يمكن لاتحاد الكرة أن يفعله تجاه النجوم خاصة أعمدة المنتخب ومن يعتمد عليهم في تحقيق نتائجه ؟.. ما يجب أن يفعله هو تحفيزهم والاحتفاء بأرقامهم وحمايتهم من البيانات والإشاعات وتقديمهم على أنهم قدوة لغيرهم من النشء والحفاظ على استقرارهم ، وما مرت به الساحة الكروية في الفترة الماضية من نزاعات ألوان ومساندة لاعبين على حساب لاعبين آخرين حالة مرت ويجب أن تختفي فالنجم الذي يمثل الأهلي مهم للمنتخب كما هو النجم الذي يمثل الهلال أو النصر أو الاتحاد.. كلنا للمنتخب ونعم للانضواء تحت لواء الأخضر..!.