|


محمد الشيخي
دوري عبداللطيف (ضعيف)..!
2017-03-10

- لم ينته الدوري بعد، لكن كل المؤشرات تشير إلى أن البطل هو الهلال، وأن المنافسين حوله قد فقدوا نسبة كبيرة من طموحاتهم في اللقب بعد كلاسيكو (الأحذية) الأخير، وفي وقت مبكر نوعًا ما من عمر الدوري، وكلنا نتذكر كيف كانت المنافسة العام الماضي بين الأهلي والهلال، إلى ما قبل آخر جولتين؛ ما يدل على قوة المنافسة على اللقب الذي ظفر به الأهلي في نهاية المطاف. وهناك سبب منطقي يدعو للقول بأن دوري هذا العام يعد ضعيفًا نوعًا ما مقارنة بالمواسم الثلاثة الأخيرة؛ فالهلال المتصدر اليوم بفارق شاسع لا ننسى أنه كان متأرجح المستوى في كثير من مبارياته، وكان يتعرض لانتقادات إعلامية وحضور جماهيري قليل، عاتب على عطاءاته، وفي المقابل ظهر المنافسون الثلاثة الكبار بأوضاع فنية غريبة في كثير من مراحل المنافسة هذا الموسم، وكأنهم يريدون الخلاص من البطولة وإهداءها للهلال وسط غضب جماهيري من مستويات هذه الفرق خاصة الأهلي، الذي كان المرشح الأقرب للهلال عطفًا على إمكانياته وعناصره، وخيب آمال جماهيره في إمكانية الحفاظ على لقبه رغم أفضليته واستقراره والدعم الذي يجده..!.

 

- الهلال وجد نفسه أمام تسهيلات بعضها لا يد له فيها ساعدته في الاقتراب من بلوغ هدفه، ومن أهمها أولاً سوء مستويات الفرق المنافسة في المجمل، وثانيًا الجدولة التي جعلته يحصد نقاط الفرق المتوسطة والضعيفة قبل أن يلاقي الأندية الكبيرة، وهو أكثر انتشاء وثقة، وثالثًا استفادته من بعض الأخطاء التحكيمية، ورابعًا وجود أسامة هوساوي؛ فهذا اللاعب قد لا أبالغ لو وصفته بأنه مركز الثقل في الهلال بمستواه الثابت بين النجوم في الدوري ككل. كما أن الأهلي خسره كمدافع قائد في المنطقة الخلفية يعوض فقدان الخبرة لدى من يلعب بجانبه من اللاعبين الصاعدين. وخامسًا العملان الإداري والشرفي المنظم نوعًا ما، على الرغم مما يقال عن خلافات في هذين الجانبين، إلا أنه مع النادي وقت الحاجة إلى الدعم والمعالجة السريعة للمشكلات الطارئة..!.

 

- كثير من مباريات الدوري هذا العام تفتقر إلى المستويات الفنية والإثارة في النتائج، وحضرت في المقابل الإثارة الممجوجة المتمثلة في خشونة اللاعبين وانفلات أعصابهم وتأثر الجماهير بمردود ذلك الانفلات. كما حدث في ملعب الجوهرة في لقاء الاتحاد بالهلال، عندما امتلأ الملعب بزجاجات المياه والأحذية وتصاعد التوتر إلى ما بعد المباراة جماهيريًّا وإعلاميًّا، إلى درجة أن أحد الإعلاميين وصف جماهير الاتحاد (بالعربجية)؛ ما اضطر إدارة نادي الاتحاد إلى إصدار بيان خشية الغضب الجماهيري من عدم وجود ردة فعل تجاه هذه الإساءات، ثم أكملتها لجنة الانضباط بالعقوبات المالية والإيقافات. وهذا المثال الحي يقودنا للتأكيد بأن الإثارة في دورينا هي إثارة إعلامية قبل أن تكون إثارة فنية، وأن حملات التشكيك التي كان يقودها بعض الإعلام في الماضي قد جوبهت بحملات مماثلة هذا الموسم مساوية لها في المقدار..!.

 

- من أسباب الانفلات الجماهيري وكذلك الإعلامي والتوتر في الأندية هو ضعف تعامل اتحاد الكرة مع قضايا الأندية، وفي مقدمتها ملف العويس الذي يشهد فيما يبدو مسرحية من ثلاثة فصول: الفصل الأول كان عبارة عن معالجة أولية خاطئة بإلغاء الاتفاقية، ثم الفصل الثاني بتقاذف الملف بين اتحاد الكرة ومركز التحكيم، والفصل الثالث يتمثل في الأسابيع الأربعة التي يراد بها حرمان الأهلي من أي حق في الاستفادة من لاعبه، مع العلم أن النادي الذي استكمل إجراءاته النظامية في التعاقد دون شائبة، بات اليوم يواجه وحيدًا المرجعية الرسمية وبعض الإعلام المؤلب والمؤامرات الخفية التي أتمنى أن يكشف عنها الأهلي بعد نهاية القضية..!