- لو كان احترافنا رجلاً لقتلته وخلّصت منه الكرة السعودية.. هذا لسان حال العقلاء من رجال الرياضة وخبرائها الذين يؤلمهم ما يحدث في الساحة الكروية من تجاوزات غير معقولة باسم الاحتراف السعودي، الذي نحن منه براء، فهو لم يطور كرتنا، بل هدم أركانها، ونحن نريد نقل نسق الاحتراف الذي طور الكرة في العالم إلى عالمنا الكروي الصغير، لكننا شوهناه بمشاكلنا المالية في الـ"فيفا"، وتعاقداتنا المشوهة وممارساتنا التي ننسبها للاحتراف وهو منها براء، فاللاعب المحترف لدينا أعرج ويريد أعلى سقف تعاقدي ومميزات ضخمة، ويستثمر تنافس الأندية ذات الملاءة المالية للفوز بأعلى سعر، بينما لا يقوم بواجباته الاحترافية على أكمل وجه، ولا يلتزم بعقده ولا بمهامه، ويشهد بذلك المدربون الذين يتوافدون على أنديتنا ويسجلون شهاداتهم دون أن يصرحوا بها للإعلام..!.
- عوض خميس نموذج حي للاعب الذي ذهب بطوعه واختياره للهلال ووقع معه عقدًا عند دخوله الفترة الحرة، وتسلم المقابل المادي، ثم أسر لزملائه برغبته في العودة للنصر حسب رواية (الرياضية)، لتكتمل فصول عودته بتوقيع عقد آخر مع ناديه السابق، الذي ربما اعتمد على ثغرة قانونية تجيز له ما أقدم عليه، فهل نعد ذلك نموذجًا للاعب المحترف لدينا؟ وهل نجني ثمار قوانين الاحتراف البرقاني السابق ذات المقاسات المختلفة لكل لاعب ولكل نادٍ؟.
- لن أرمي بالتهمة على أحد، فالنصر ربما على حق والهلال كذلك.. لكن من حقي أن أتساءل: لماذا وقع النصر مع لاعبٍ وقع عقدًا مشهرًا في لجنة الاحتراف؟ وهل بالفعل أن الهلال تجاوز حد السقف الأعلى في تسليمه المقابل المادي؟ ومن أي حساب تم تسلمه شيك الانتقال؟ كل هذه الحيثيات تقودنا إلى الجزم بأن احترافنا ومحترفينا ليسوا سوى صورة مشوهة لعالم افتراضي، كنا نريد الوصول إليه فلم نستطع، وأصبحنا مصدر تندرٍ للآخرين، وبعد أن كانت الكرة السعودية تصدر الفرح بإنجازاتها الكروية المشهودة، أصبحت تصدر ممارسات غير لائقة باسمها، وأصبحت القنوات الخليجية تعد ما يحدث مادة دسمة تتناولها كل مساء وبمحاور مختلفة، وآراء بعضها تحترمها لمنطقيتها وبعضها تدعو للسخرية لانضوائها داخل عباءة الميول..!.
- المخجل أن بعض مقدمي البرامج يتذاكى في سرد القرائن والشواهد عن احترافنا، ويضم انتقال العويس للأهلي لقائمة مشاكل الانتقالات، بينما ـ وحسب آراء القانونيين ـ لم يمارس الأهلي جرمًا، بل وقع مع لاعب بطوعه واختياره عند دخوله الفترة الحرة دون مخالفات، وكانت المخالفات من طرف نادي الشباب بالتحايل وعدم الالتزام الاحترافي واستخدام أوراق النادي وختمه الرسمي في ممارسات غير مشروعة يعاقب عليها القانون، وانحازت لجنة الاحتراف السابقة إلى جانب الطرف المخطئ، بتبرير ما أقدم عليه، وإلا فبماذا نفسر إجماع محامين وقانونيين على مشروعية عقد الأهلي مع العويس، بينما اختلفوا على مشكلة عوض خميس العالقة بين خصمين متنافسين هما النصر والهلال؟!.
- لو صنفنا الأندية القانونية المحترفة، لجعلنا الأهلي في كفة وبقية الأندية ذات السجل غير اللائق في الـ"فيفا"، والممنوعة من التسجيل في كفة، لكن بعض الإعلام لدينا يريد دمج زيد مع عبيد ويضع كل البيض في سلة واحدة، والدليل الـ"فيفا" وقضاياه ومطارداته لأنديتنا، بما يؤكد أننا نحتاج إلى صياغة جديدة لأنظمة الاحتراف لا تسمح بالثغرات والاستغلال، ومن المهم أن يكون هناك خبير عالمي في الاحتراف يحضر إلينا لتكون له بصمة في هذه المرحلة الانتقالية، ويعيد كرتنا إلى الجادة..
- هل تصدقون أن ناديًا يرفض الوفاء بالتزاماته المادية تجاه لاعبين سابقين ومدربين من أجل العناد مع إدارة سابقة؟ ونادٍ آخر يريد تحويل المكاسب الإعلامية لانتقال أحد لاعبيه إلى نادٍ منافس إلى طقطقة في وسائل التواصل الاجتماعي باستعادة اللاعب أيًّا كانت صورة هذه الاستعادة، وإدارة تسطو على لاعبين لتقليم أظافر قوة المنافس تحت بند (لاعبين هواة)، ولاعب يسمى محترفًا يسلم نفسه طواعية للمزايدات وصفقات آخر الليل؟! كل هذا لم يحدث في كرة القدم الموزمبيقية، بل في مسرح كرة القدم السعودية..!