أحزن لحال الشباب وأبناء الشباب، مما يعتري ناديهم من وهن فني وقانوني أدخل هذا النادي الهادئ إلى محيط متلاطم من القضايا والشكاوى يكاد يعيدهم إلى المربع الأول، وحسبي على من (ورطهم) في هذه المتاهات وعرض سمعة النادي للتشويه، بسبب قضية العويس، وثلاثي الهلال الهاوي، ووليد عبدالله، وقبل ذلك الخيبري وقرار المنع من التسجيل، وأقف اليوم في صف كل شبابي يبحث عن عودة الليث إلى سابق عهده أيام الذهبي خالد بن سعد، ومحمد بن جمعة، ويبحث عن صورة نقية غير متناقضة كمثل تلك التي يشاهدها اليوم من حاجة النادي إلى المال في مقابل التنازل عن خدمات نجوم كبار بالمجان.. وأتفهم صرخات الاستنجاد لأبناء النادي ونجومه الكبار كفؤاد أنور والعويران والكلثم وغيرهم لإنقاذ النادي من السير في طريق مظلم نتائجيًا وقانونيًا، والمضي قدمًا في قضايا خاسرة قد ترهق النادي وتقوده إلى ما لا يحمد عقباه، ولكن ما لا أتفهمه (زعل) الهلاليين على الأهلي وهو يتعامل باحترافية مع صفقاته وفق حاجاته، فالعويس كان حارساً للشباب وليس للهلال حتى ترتفع الأصوات، والأهلي من حقه أن يفاوض المتاح من لاعبي الهلال أيضًا وفق رغبته الفنية إلا إذا كان المسموح للهلال ممنوعاً على باقي الأندية، وهل نسينا صفقات آخر الليل واتفاقيات أسامة والمعيوف؟.
ـ يقول جاسم الياقوت إنه يذهب مع رأي الشارع الرياضي حول تأخير البت في قضية إلتون حتى لا يلعب أمام الهلال، وفي اليوم التالي صدر قرار مشاركة إلتون أي في نفس يوم مباراة الهلال والقادسية، فما سر اختيار هذا التوقيت طالما أن القرار موجود بالفعل، وهناك نية لإصداره، لماذا لم يكن قبل هذا التوقيت؟
ففي عرف أي مدرب خضوع اللاعب للتدريبات وانسجامه مع زملائه قبل المشاركة.. نحن بصراحة لدينا بيت خاص لكرة القدم بخلاف بيت "فيفا"، يضم قوانين خاصة توافق الأهواء والميول، وتسعى لتلبية الطلبات وتوصيل الخدمات وحتى الوجبات آخر الليل.. متى ننتهي من هذه الصورة، ومتى نجعل كل مشجع صاحب ثقافة قانونية يدرك ما لناديه وما عليه في كل قضية؟.
ـ يجب أن يعي الجميع وأولهم الهلاليون، أن صناعة القرار لم تعد أملاكاً خاصة بل أملاك عامة مشاعة للجماهير والمتلقين، السابرين لأغوار أسرار اللقاءات والاجتماعات الذين يستطيعون إيجاد التفسيرات وخفايا كل قرار ومنطلقاته من خلفية فهمهم لمسيرة المنافسة والتأثيرات التي قد تحدث وتغير من معالم المنافسة، بل إن هناك من المشجعين من يملك معلومات موثقة من مصادر، وأعضاء في اتحاد الكرة يمكن له استخدامها كدليل إدانة لبعض القرارات والتوجهات.. ولعل الهلاليين أنفسهم لا يرضون أن يحدث ذلك لهم، فلماذا يقبلون أن يحدث ذلك للأهلي وللاتحاد والنصر والاتفاق وبقية الأندية؟!.
ـ أليس من حقنا أن نبحث عن منافسة شريفة شفافة بعيدة عن المحاباة، وسياسة اتحاد لعبة تعطي كل ذي حق حقه، وتبت في القضايا مباشرة ولا تعطلها من أجل أن هذا النادي لا يستفيد وذاك النادي يستفيد، وأن أعطل ناديًا وأرضخ لطلبات آخر، وأن أشيع أو أثير في الإعلام أن انتقال لاعب لناد يخضع للاحتمالات والتوقعات على الرغم من وضوحه وصراحته.. نحن نفهم أن هذه الصورة كانت من الماضي، فلماذا تستمر معنا في عصر الثورة المعلوماتية ووسائل التواصل وإلى أين نحن نسير؟.
ـ مبدأ.. لا أريد تحقيق بطولة مزورة، إنما تحقيق بطولة نزيهة، ولو جاءت بعد سنوات من الغياب، وأحضر كريم النفس، مرفوع الرأس لاستلام الكأس.. هكذا هم الأبطال.