دخل الهلاليون عش الدبابير بحديثهم عن وهم (غياب اللاعب) قبل وبعد توقيع العويس للأهلي، الذي اعتبروه هزيمة معنوية لهم رغم أنهم أعلنوا توقف مفاوضاتهم وأصبح لا ناقة لهم ولا جمل فيها، ثم بدأ الإعلام الموالي لهم يتحدث عن سيناريوهات وقصص مختلقة عن العويس وسيارة البنتلي، رغم أن اللاعب نفسه كان في معسكر المنتخب الأخير وتواصل مع عدد من الإعلاميين بشهادتهم، ورغم أن بيانًا شبابيًا سابقًا ذكر أن علاقة الشبابيين باللاعب انتهت، والهلاليون بهذا التوجه فتحوا على أنفسهم بابًا لم يستطيعوا إغلاقه وملفًا ساخنًا من الذكريات المؤلمة للأندية التي نافستهم على اللاعبين، أو التي سبقتهم في مفاوضة عدد من النجوم منذ سنوات طويلة، فحديث الياقوت لا يزال يتردد صداه عندما غير مسار ياسر القحطاني المتجه للاتحاد إلى الهلال بمكالمة، وبتدخل عضوين في اتحاد الكرة آنذاك، هما حافظ المدلج وعصام بن سعيد، ووقع بقميص المنتخب، واعتراف ياسر نفسه بأنه تلقى مبلغًا ماليًا من أعضاء شرف قبل توقيع العقد، وتضرر النصراويون أيضًا من دخولهم في صفقات عدة من أبرزها قضية بشار والهويدي وقصة الرحلات المكوكية الشهيرة، وحديث خالد الدويس نائب رئيس الشعلة عام 2002 عن تحول وجهة اللاعب محمد العنبر، والذي أعدت له إدارة الشعلة شيك الانتقال ليفاجؤوا في الصباح بتوقيعه للهلال في أحداث شهدها معسكر منتخب الشباب، كما لن ينسى الأهلاويون الدخول في أحاديث واتفاقات مع لاعبهم العام الماضي أسامة هوساوي، وهو يملك عقدًا ساري المفعول مع الأهلي آنذاك، فيما جاء انتقال المعيوف بنفس الصورة تقريبًا، وغير ذلك من صور التعاقدات التي لم تكتسب نظاميتها من منطلقات احترافية بحتة.
ـ الأهلي سبق وأن تبنى الهلال ودعمه في بداياته، إلى أن وقف على قدميه وهذه ثوابت تاريخية الكل يعرفها، إلا أن ما يحدث حاليًا من تراشقات أو اتهامات أو أساليب للضغط على اتحاد الكرة هو حيلة عاجزة تسيء لعلاقات الأندية ومنافساتها المشروعة.. فمتى يشعر إعلاميو البيت الأزرق أن ناديهم يجب أن يكون على قدم المساواة مع الأندية الأخرى في الحقوق والواجبات دون مميزات، أما إذا اعتادوا على ثقافة قديمة منذ زمن البرنامج الرياضي الوحيد الذي يبث ظهرًا؛ فيجب أن تتغير ثقافتهم الآن في زمن وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج الرياضية المتعددة..!.
ـ السيارات الفارهة والهدايا والهبات تأتي في نفس السياق ونفس الثقافة، بدليل اعترافات ياسر ونجوم غيره بعضهم نالها والبعض الآخر رفضها؛ لأنها تجابه ميوله ورغباته التي لا يحسمها المال في كثير من الأحوال، وهناك من هو في طريق الانتقال بذات الأسلوب، ومن الصعب هنا على أندية المواهب الحديث بشفافية عن هذه الأمور، وتبتعد عن كشف المستور..!.
ـ حزنت وأنا أتابع مدير احتراف الشباب المرزوقي المغلوب على أمره.. لكن تلاشى هذا الحزن عندما تذكرت خالد شكري..!.
الشبابيون خسروا كثيرًا باستماعهم للإملاءات التي أضرت بناديهم الذي كان في أمس الحاجة إلى المادة وخسروا ببيانهم المسيء نحو لاعبهم السابق العويس، الذي يمكن أن يزيد جراحهم وآلامهم بالشكوى للجهات المسؤولة، وخسروا أيضًا بمخالفتهم الصريحة للنظام بالدلائل والقرائن التي أدانتهم بإجماع كبير في الوسط الرياضي، وخسروا بتبعيتهم لأطراف أضرت بالنادي وسياسته وعلاقاته وعرضته للعقوبات..!.
ـ بعد أن تواجها في المكتب وكسب الأهلي بهدوئه ورجاحة تفكير قيادته، يتواجه الأهلي والشباب الليلة في الملعب، أرجو قبل أن نستمتع بمباراة حماسية منتظرة، أن تركز الجماهير الأهلاوية الكبيرة على دعم فريقها دون الالتفات لكل من يريد إثارة البلبلة أو الاستفزاز..!