- قيل في الأمثال "من شابه أباه ما ظلم" .. والشاب فيصل بن خالد القادم من جبال الأهلي الشامخة يشبه أباه كثيرًا في طباعه الهادئة وسجاياه الجميلة، وحكمته في التعامل مع الأحداث، وتضحياته من أجل الكيان الذي شهد انطلاقة أبيه مشجعًا ولاعبًا وشرفيًا ورئيسًا للنادي، ورئيسًا لأعضاء الشرف، وبانيًا لأهم صروحه ومنشآته، قبل أن يتنازل والده عن كل هذه الألقاب ويكتفي بعضو الشرف وقلب الأهلي النابض، لذا ففيصل ابن بيئته ولا غرابة، حتى أنه يقتدي به في الميل للعمل بصمت دون الالتفات لكل المؤثرات حتى ينجز القرارات ويتم الصفقات لتكون الصورة في النهاية جميلة ومكتملة.
- عندما تأتي الكاميرات والصحف والقنوات لمقر النادي يعتذر بأدب جم عن الظهور، فهو لا يشعر بشخصيته الهادئة في الظهور المتكرر بمناسبة وغير مناسبة، ويترك للظروف والحاجات الملحة إمكانية التواجد الإعلامي لإزالة لبس ما أو توضيح فحوى قرار أو تصحيح لمسار.. كما فعل عند إنشاء الهيئة المالية التي نجحت في إبعاد الأهلي عن الأزمات وقلصت الديون وتجاوز الأهلي الصعاب ليعقد الصفقات، في ذلك الوقت أكد أن هذه الهيئة تمهد لبيئة خصبة في النادي الأهلي استعدادا للتخصيص ولتسهيل عمل الإدارات، وللقضاء على الهدر المالي، وإبعاد النادي عن شبح الأزمة المادية التي تمر بها كبار الأندية وصغارها، ولاشك أن ملف القطرية الذي يوشك النادي على توقيعه هو أحد الملفات المحورية التي اهتم بها حتى وصلت إلى مرحلة الانسجام والتناغم مع الشريك الاستثماري.
- نتساءل اليوم: ما سر الحفاوة الجماهيرية بفيصل بن خالد؟ فهو شريك في صنع القرار وهناك أكثر من طرف يشاركه النجاح، إلا أن السر الذي لا يعلمه كثير ممن يهتمون بمتابعة مسيرة العمل في الأهلي إنه هو من تولى ملف محمد العويس منذ الصيف الماضي حتى أنجزه بنجاح وقدمه هدية للجماهير.. مرورًا بتواصله مع صناع القرار في نادي الشباب لإتمام مراحل التفاوض، من أجل أن يستهل اللاعب مسيرته مع الأهلي ويواصل نجوميته في الأخضرين، وقد واجه صعابًا جمة وعوائق ومنافسة شرسة للظفر بهذا النجم دون أن يلين جانبه، مستلهمًا العون والدعم من والده وأعضاء الشرف أصحاب البصمة الخضراء.. وفي مقدمتهم (بدر) الملكي.
- علاقته بالإدارات مثالية، يعمل تحت إمرتها ويلتزم بسياساتها، فعل ذلك في إدارة فهد بن خالد ومساعد الزويهري وأخيرًا أحمد المرزوقي، وبدد شائعات وأهداف بث الفرقة بذكاء وفي الوقت المناسب.. ليتضح لهم أن مبتغاهم الذي سعوا إليه بغية تشويه سياسة الهيئة المالية ذهب أدراج الرياح .. فالجماهير لا تصدق سوى من يعمل ويفعل ويقول ليطول.
- بهذه الصورة .. قدم الأهلي نفسه على أنه يملك خطا مختلفًا عن البقية في كيفية تلبية حاجاته التعاقدية دون إثارة المشاكل أو التعدي على الحقوق أو الاستعانة بأطراف مسؤولة لإتمام تعاقداته، بل إن الأهلي اثبت حضاريته وحسن تعامله مع الجميع وعلاقاته المثمرة حتى وهو يجابه بمحاولات المكر والترصد ويحاط بالطمع.
- لدي اقتراح لبقية أعضاء شرف الأهلي: إذا أردتم رد ولو جزء يسير من فضل الأهلي عليكم، قوموا متكاتفين بتقديم صفقة لاعب نجم يحتاجه ناديكم أو دعم ميزانية كرة القدم .. يمكن لعشرين عضو شرف مقتدراً مثلا تخصيص نصف مليون ريال فقط أو مليون.. ليصبح مخصص الدعم عشرين مليونا أو عشرة ملايين على الأقل .. هل ذلك يصعب عليهم؟ .
ليس شرطا هذا الموسم بل في مستهل الموسم المقبل.. فناديكم مقبل على تحديات في مقابل أندية أعضاء شرفها بالعشرات.