عبارة جماهيرية مسيئة للأهلي تصدرت المشهد في الديربي، ولا أعلم كيف دخلت لملعب الجوهرة، وآمل التحقيق فيها وما إذا كان يمكن أن نؤمن بوجود تسهيلات لمثل هذه الإساءات التي لا نرضاها أيا كان مصدرها لأنها تغذي التعصب وتشجع على الرد الجماهيري بالمثل في أقرب ديربي وهو ما لا نتمناه في إطار الحرص على أن تكون منافساتنا الكروية ومبارياتها الجماهيرية قمةً في الأخلاق والروح الرياضية، ولأننا استمتعنا بلقاء يحمل ذائقة الكرة الجميلة في لقاء الأهلي والاتحاد فقد كان بودنا أن يكون جمال المدرج أخاذاً بالتشجيع الحار والتفاعل الحي من منطلق أن الناديين يملكان أفضل جماهير متفاعلة ورائدة في فن التشجيع ليس فقط على مستوى منافساتنا بل حتى على المستوى العربي والخليجي، وهنا أجد من المنطقي أن نعمل على تنقيح المدرج من المتجاوزين وتصدير ثقافة التشجيع الحضاري لذا عادةً ما نطالب بأن تتدخل لجنة الانضباط في ضبط ميزان المنافسة الكروية وإيقاف مد التعصب والعبارات الخارجة عن النص مثلما تدخلت في السابق وقامت بمعاقبة الأندية مالياً بسبب تصرفات جماهيرها، وكما آلمني كثيراً إلحاح رئيس الاتحاد حاتم باعشن على جماهير ناديه بعدم العودة إلى التصرفات التي تثقل كاهل الإدارة مادياً يؤلمني أيضاً أن بعض هذه الجماهير (أصلحها الله) لا تتورع في الوقوع في محاذير العقوبات حتى باللوحات التي ترفعها بما تحمله من عبارات غير لائقة بدلا من أن تحمل عبارات مشجعة لنجومها ولاعبيها.
ـ عندما تشاهد في الميدان نجوماً ومحترفين على مستوى عال من الإمكانيات فإنك تنتظر منهم التركيز في الإبداع ميدانيا وإمتاع المشاهدين ولم نكن ننتظر منهم التفاعل مع التجاوزات والخروج عن النص ولعل حالة لاعب الاتحاد كهربا وتعمده استفزاز مدرج الأهلي كان ضريبته رد غير ملائم من المدرج يتحمله اللاعب نفسه ومثله من اللاعبين الذين يجعلون أنفسهم عرضة للإيقافات والعقوبات وبالتالي تتضرر أنديتهم من غيابهم، وربما كان ذلك نتيجة الحماس الاتحادي الزائد عن حده والرغبة في الخروج من مأزق الأهلي وسنوات سيطرته على مباريات الديربي، لكن في نفس الوقت يجب أن يكون في مقابل ذلك الحق المشروع ضابطاً للتجاوزات حتى يكتمل جمال الصورة.
ـ الأهلاويون طماعون، فهم يريدون فريقهم فائزًا في كل الأوقات، ومحققًا لكل البطولات وهو ربما طموح مشروع، لكن لا ننسى في الوقت نفسه أن هناك أندية منافسة تعمل وتجتهد وتتعاقد من أجل تغيير صورتها غير المرضية لجماهيرها التي كانت عليها في المواسم الماضية ومنها الاتحاد الذي اختلف مستواه هذا الموسم وظهر بثوب جديد تزينه الروح العالية التي غطت كل الأخطاء والثغرات الفنية فجاء وصوله مع النصر لنهائي كأس ولي العهد جديرًا فنيًا بحكم تفوقهما ميدانيًا على الهلال والأهلي اللذين لم يقدما ما يشفع لهما بتكرار وصولهما لهذا النهائي العام الماضي وما قبله.
ـ المباراة الأجمل فنيًا بالأهداف والمستوى والأداء كانت ديربي الأهلي والاتحاد التي استحقت أن تكون العنوان الأجمل لبطولة كأس ولي العهد متفوقةً على ديربي الوسطى بما احتوته من زخم جماهيري وحماسي وفني إلا أنها لم تكن مثالية تحكيميًا بسبب أخطاء الحكم الهويش في التغاضي عن أخطاء للفريقين، وعدم إبراز البطاقة الحمراء للنخلي وفهد المولد.
ـ قلت قبل المباراة في أحد البرامج إن الاتحاد وصل إلى حالة من الانصهار المعنوي مع المدرج ربما تجعله قريبًا من مواصلة انتصاراته والخلاص من عقدة الأهلي وهو ما تحقق بالفعل، في مقابل أن الأهلي تعامل مع المباراة بفوقية غريبة في الشوط الأول وشعور داخلي بالقدرة على التفوق وتحقيق الفوز على الجار والمنافس في ظل المعطيات الماضية ناسين أن الاتحاد تغير عناصريا وفنيًا علاوةً على حاجة الفريق الأخضر لمحور قوي يجيد الأدوار الدفاعية من طينة الكولومبي السابق بالومينو..!.
ـ في مسيرة لقاءات الأهلي والاتحاد تخرج لنا بعض التقليعات الغريبة والعجيبة، فهذا عضو شرف يقوم بإجراء مقابلات تلفزيونية مع لاعبي فريقه ليسألهم بتكرار فج عن مشاعرهم بعد الفوز العظيم، والطريف أن أحد اللاعبين أحرجه على الهواء بوعده له بهدية فكان الرد: أنه يعده بأن يساعده في أن يذهب إلى مكة ويأخذ عمرة.
ـ بعد المباراة الأخيرة لفت نظري عنوان برنامج (أنا كبير الجوهرة ومن حق الكبير يتدلع) وهنا نتساءل: إذا كان كبير الجوهرة يعود في حقيقة مسماه لإحصائية مباريات الناديين في الديربي، فالغلبة تكون للأهلي ليكون كبيرا لهذه المنشأة الرياضية العملاقة، أما إذا كان الدلال والدلع مرتبطاً بالتسهيلات والتغاضي فالأهلي لا يعد من الأندية التي تحظى بالمجاملة وحسن المعاملة بدليل أن لوحته التي تثبت لقباً خاصاً به لم تدخل لملعب الجوهرة ولوحة جماهيرية مسيئة له دخلت بكل سهولة.
خاتمة: لماذا نرفض الإجابة على التساؤلات لنزيح الستار عن وقائع مسرح المتناقضات؟.