|


محمد الشيخي
(زينهم ).. زعيم اتحاد الكرة
2016-12-02
عادل عزت يتوعد نظراءه مرشحي رئاسة اتحاد كرة القدم بمناظرة باللغات العربية والإنجليزية واليابانية في مستهل حملته الانتخابية، وسط صمت مطبق من المالك وبن معمر وأبوعظمة، وأتوقع أنه سيجابه خالد بن معمر بالعربي الفصيح وسلمان المالك باللغة الإنجليزية ويريد تعقيد الأمر على نجيب أبوعظمة باللغة اليابانية، ليبين لهم أنه الوحيد الذي يستطيع إقناع الرأي العام والأندية ببرنامجه الانتخابي وإجادته لرصيد من اللغات الحية التي تبلغ اليوم 6912 لغة في العالم، وإطلاقه للوعود التي سال لها لعاب أندية الدرجتين الأولى والثانية في سبيل الاصطفاف إلى جانبه والظفر بأصواتها، ومن الطريف وسط هذه المعمعة الانتخابية أن حلم الوصول لكرسي الرئيس يشبه إلى حد ما سيناريو وأحداث مسرحية (الزعيم) التي وصل فيها عادل إمام أو(زينهم ) للحكم، وتحوله من شخص بسيط إلى زعيم ومن كومبارس إلى حاكم، ولأن (زينهم ) كرجل بسيط صدم بهذه الحياة الجديدة التي يمارسها مجبرا والمراسم والبروتوكولات التي يجهلها، جعل من نفسه أسيرًا لأفكار حاشيته وتوجهات من يديره أمام الستار وخلف الستار، إلى درجة توجيهه بما يجب وما لا يجب أن يقوم به أمام نظرائه وضيوفه وقراراته التي تصدر عنه وهو لايعلم عنها.


ـ نحن اليوم جميعا في قاعة المسرح نشاهد هذه المسرحية الانتخابية بترقب، ففيها كم كبير من الإثارة والتشويق للإعلام والجماهير بانتظار من سيكسب الجولة ويتربع على كرسي الرئيس الساخن، وكما صفقنا لحملة عزت وما تضمنه البرنامج الانتخابي له ننتظر بشوق حملات بقية المرشحين لعل فيها من الطموحات والأحلام ما يجعلنا نتبادل التهاني والتبريكات مقدما بمستقبل كرة القدم السعودية المقبلة على أعظم مشاريع تطويرها، وتبقى فقط أدوات تنفيذ هذا المشروع الضخم، وما يدرينا لعل هذا الكومبارس يجد نفسه في مقدمة الركب قائدا مستنيرا ورجلا خبيرًا ناجحاً وليس رجلاً خفياً.


ـ لا نريد من سعادة الرئيس أن يكون متحدثاً لبقاً وفصيحاً يتقن الإنجليزية أو اليابانية فحسب بل نريده تطبيق التجارب الاحترافية الناجحة على الصعيد الإداري والكروي في اليابان مثلاً وغيرها من الدول المتقدمة كروياً، وأن يحول لجاننا الكئيبة إلى إدارات تنفيذية ناجحة ومتفاعلة مع الأندية ومع منافسات كرة القدم، ولا نريده نسخة لغيره أو تكراراً لنماذج لم تنجح في الإدارة والتسويق والاحتراف، بل نريده رجلا مبتكراً ينهل من التجارب ويطبقها عمليا على أرض الواقع، لتشهد خطواته بأنه بالفعل سار ضد التيار واثبت حسن إمكانياته باقتدار.


ـ هناك من طرح أسئلة تستحق التفاعل حول وصول هذه الشخصيات إلى منصة الإطلاق أو منصة الترشح، وهناك من شكك في إمكانياتهم لكن قلة من قال لعل وعسى أن تفرز لنا هذه التجربة شخصية قابلة لأن تحقق الصدى المطلوب، وأن توفق في الوصول لأهدافها، فرغم غياب الأسماء المعروفة رياضياً عن الترشح لمنصب الرئيس بات لزاماً على الشارع الرياضي اليوم القبول بنتائج تجربة الانتخابات الجديدة التي أحضرت لنا في إطلالتها الأولى أحمد عيد ـ الشخصية الكروية المعروفة ـ وحظيت بالترحاب من الرياضيين بغض النظر عن نسبة تحقيقه لأهداف برنامجه الانتخابي حتى انتهاء فترته أو ولايته.


ـ يبدو لي وللمتابعين لهذه المعمعة الانتخابية أن عزت الأكثر نشاطا والأوفر دعما لوجستياً والأكثر قوةً والأبرز إعلاماً بحسب ما أرى وأسمع، فهل ذلك يكفي لإعطائه أكبر النسب من الترشيحات؟ فربما نرى من المالك أيضاً أو نجيب أبوعظمة أو بن معمر برنامجاً آخر يقنعنا أو مرشحاً لبقاً يعطيك من طرف اللسان حلاوةً ولا يروغ كما يروغ الثعلب.


ـ التصورات المقبلة لمستقبل الأندية في هذه الأجواء تصورات مطمئنة طالما أن الرابطة ستكون لها يد طولى في العلاقة المباشرة مع الأندية وتبني أفكارها ومواقفها ومعايشة أزماتها في ظل أن الأندية في فترة التخصيص المنتظرة تشكل مجلس الرابطة لتكون الصوت المؤثر في صياغة القرار علنا وليس على استحياء كما كانت تفعل في السابق.


ـ ولكل المتشائمين أرجو أن نغير الصورة القاتمة عن نتائج انتخابات اتحاد الكرة، فقد لا تجلب لنا الأفضل إلا أنها قد تأتي بشخصية لديها جانب من الحظ والتوفيق والنشاط والتفاعل على غير ما هو متوقع، والحكم هنا ليس على الصورة المبدئية بل على التطبيق والعمل الميداني والنتائج وتحقيق الأهداف.


ـ التوقعات تقول: عزت والمالك أحدهما الأقرب لكرسي زعيم اتحاد الكرة .. وإن نجيب أبوعظمة وخالد بن معمر لن يعمرا طويلاً في هذه الانتخابات ولن يحصلا على أوفر الأصوات.