|


محمد الشيخي
أهلي وهلال .. هيا تعال
2016-11-25
لا تمثل جماهير الأهلي الرقم الأول في الحضور الجماهيري في ملاعبنا فحسب، بل في القدرة على التأثير الإيجابي والدعم المعنوي الفعال، وقد فعلت ذلك كثيرًا بشهادة الملاعب في مباريات النهائيات ولقاءات الحسم، وليس الموسم الماضي عنا ببعيد عندما نتذكر أدق تفاصيل عودة الأهلي للدوري أمام الهلال.


ـ لا أستغرب رهان الأهلاويين على المدرج الأخضر للتواجد الكثيف في مقاعد الجوهرة، ولا على منطلقات التفاؤل بالقميص الفسفوري، فكأني بهم يريدون استعادة مشهد الحضور الجميل الذي أثرى الدوري ولوى أعناق المنصفين ورجال الإعلام والمعلقين، فتسابقوا في الثناء على هذا الجمهور الأنيق الذي أسهم في رفع قيمة الأهلي السوقية بمفهوم الخصخصة والاستثمار، وهي اللغة المتداولة اليوم في الحديث عن مستقبل الأندية، وأخصه في هذه المساحة بالإشادة لتميزه ليس فقط في أسبقية الأرقام فحتى في المبادرات وجمال الأهازيج وعروض التيفو خلق له مقلدين وجمهوراً.


ـ شئنا أم أبينا، فالأهلاويون يتفاءلون بفارس التعليق فارس عوض، فقد كان في أغلب مواجهات الأهلي مع الهلال تحديدًا عنصرًا من عناصر المتعة والجذب وواصفًا جميلاً لأدق تفاصيل رحلة الانتصارات، وتحتفظ الذاكرة الخضراء بعباراته الثرية وتوثيقه للألقاب، فيما لا يتفاءل الهلاليون بتواجده معلقًا على النقيض من منافسيهم، ليس فقط لأن مواجهاتهم الأخيرة مع الأهلي لم تكن في صالحهم بل لأن موجة مجابهة المعلقين البارزين أصبحت نغمة هلالية في السنوات الأخيرة على طريقة إن لم تكن معي فأنت ضدي.


ـ وحتى لا أهضم بلال علام معلق مواجهة اليوم حقه، فهو معلق رائع ومنصف يحسب حساب الكلمة قبل خروجها ويملك القدرة الفائقة على الجذب والإثارة هو الآخر، وربما أعده من أبرز المعلقين الرواد في مسيرة منافسات الكرة السعودية، وله مسار وصفي مختلف حتى في تعامله المنصف وحرصه على إعطاء كل ذي حق حقه بعيدًا عن حسابات الجمهور.


ـ هيا تعال .. عبارة تقال للتحفيز على الحضور، كما أنها تقال للتحدي والنزال، وهذه المرة لا ترتكز أحاديث ما قبل الكلاسيكو على الحكم المحلي وذكريات الإحباط في حضور الحكم الأجنبي المعنون في الطاقم الأسباني هذا المساء، بقدر ارتكازها على ما يضمه الناديان من عناصر مؤثرة في استقطاب المشاهدين والمحايدين خلاف أنصار الناديين.


ـ بين الأهلي والهلال نقطتان وسعي دؤوب للبقاء في المقدمة كمن يتسلق الجبال ويخشى أن يقع، والفوز لأي منهما سيضيف للفائز جرعة معنوية عالية في طريق المنافسة الطويل المليء بالمفاجآت والألغام، ويدعم التوجه نحو الكسب، فيلم المطاردات البوليسية المثيرة بين الأربعة الكبار وخلفهم الشباب والاتفاق نحو بطولة الدوري، فبعد مواجهة الكبيرين الاتحاد والنصر وقيام الأخير بقلب طاولة الصدارة وزحزحة المتصدر من الأول للرابع، تأتي مواجهة العملاقين الملكي والزعيم لتزيد جرعة الإثارة في السباق نحو قمة الترتيب.


ـ ربما من المبكر أن نتحدث عن صدارة ومتصدر في هذا التوقيت، لكن رحلة الدوري علمتنا أن الفوز يأتي بالفوز والخسارة تجر وراءها خسارة أخرى، وعندما نتحدث عن قمة كروية بهذا الحجم وفي هذا المنعطف، فإننا نتحدث عن ناديين يحددان مسار البطولة ويصنعان بوصلتها، والكسب في مثل هذه المواجهات له طعم آخر وذائقة مختلفة لدى أنصار الناديين، فيما الخسارة تظل مؤلمة أيا كانت صورتها وأسبابها، والعودة للتعافي تحتاج إلى وقت، ومن هنا تنطلق أهمية اللقاء الجماهيري المنتظر بين الناديين.


ـ الهاليون يبحثون عن الثأر من الأهلي السوبر وصاحب الثلاثية، والأهلاويون يريدون تأكيد تفوقهم الذي أعاد لمدرجهم الثقة بوجود عناصر مثلى في كل المراكز وبديل جاهز وتحت قيادة جروس الفنية، في مقابل ترقب أزرق لخطوات دياز الفنية وعتب على تمرد بعض نجومه .. وهذه الاعتبارات في المعسكرين لا تمنحنا تصورًا كاملاً عما ستؤول إليه صافرة النهاية ومحصلة المواجهة.


ـ الدوري هذا الموسم ربما لن يحسم إلا مع آخر صافرة إذا استمر السباق المحموم على هذا النحو من الإثارة والملاحقة، والأجمل أن الأندية الكبيرة بمشاركتها في هذا السباق تقدم وجبة دسمة للإعلام والجماهير وتخلق أجواء مثالية ومتابعة واسعة حتى من خارج النطاق المحلي للدوري، وهو ما يؤكد أن منافسات الكرة السعودية تظل الأقوى وإن تأرجحت المستويات في عدد من المباريات.