لست مع المالك ولا ضد عزت ولكن ومثلي شريحة كبيرة من الرياضيين نريد رئيسًا مستقلاً يملك القرار ولديه رؤية جادة وأهداف ورسالة تقنع مؤيديه وأضداده معًا وبصريح العبارة نبحث عن رئيس يدير الكرة السعودية بحرفية لا مبعوثًا لهيئة الرياضة ومندوبًا لتلبية الرغبات والتوجهات ومن تتوفر فيه هذه السمات سيكون هو الرجل الأمثل للقيادة باستقلالية تامة ويتحمل قراراته مع أنني مع التوجه الذي لا ينظر لنصراوية المالك أو أهلاوية عزت بقدر ما ينظر لقدرة أيا منهما لأن يكون بالفعل صانع قرار ومالك رؤية يختار من يتوافق مع طموحاته ورؤيته لمستقبل الكرة السعودية ..!
ـ يتحدثون عن قدرة المرشح المالك لأن يكون رجلا مستقلًا على قدر المسؤولية وفي نفس الوقت يتوقعون أن يكسب عزت بأصوات اللجنة الأولمبية وتكتلات كثيرة من الأندية الأعضاء في الجمعية العمومية وبعضها تم الترتيب معها في استقبال علني أو اتصال سري وهذا الأمر يعد طبيعيًا في أي حملات انتخابية ورؤية ديمقراطية لكسب الأصوات لكن من يقوم بها يجب أن يكون الشخص المعني أو المرشح نفسه لا صاحب السلطة أو من بيده مقاليد التوجيه فلا نريد العودة بالانتخابات التي نجحت مع الاتحاد السابق إلى المربع الأول ونفقدها قيمتها بغض النظر عن المخرجات ..!
ـ أحداث متوالية لها علاقة ببعضها شهدها الشهر الجاري فنتائج فريق عمل توثيق البطولات مع عدم إيمان معظم الأندية بنتائجه غير العادلة إلا أنه يرتبط بالخصخصة والاستثمار بشكل أو بآخر مثله مثل استفتاء (زغبي) وفي كل الأحوال يظل القرار المنتظر الذي تنظر إليه الأندية بأنه حبل الإنقاذ من شبح الديون وزيادة الأعباء المالية، كما أن الانتخابات ترتبط بالملفين معا (التوثيق والخصخصة) فالشخصية المرشحة لرئاسة اتحاد الكرة ستنساق نحو التفاعل مع الملفين أو ربما أن أحدهما يملك منذ الآن رؤية لما يود القيام به عند تسلم زمام القيادة بتنفيذ المطالب الخاصة بهذه المرحلة وعليه فإننا سننتظر حتى نرى ما يحدث وما إذا كانت التوقعات التي نصبت عزت ستصيب أم يفاجأ (المالك) المتابعين بالفوز بأكبر عدد من الأصوات وهذا أمر غير مستبعد لكن هناك والعهدة على الراوي ترتيبات أصوات وتكتلات للقضاء على عنصر المفاجأة في الانتخابات.. شمس تطلع خبر يبان ..!
ـ قبل أن نتحدث عن الخصخصة ونسرف في التفاؤل وفي الاحتفاء بالقرار علينا أن ندرك أن الأندية حكومية وهو أمر مقلق لمن يبحث عن الاستثمار ثم إن الجهة المختصة بالبيع والشراء هي هيئة الرياضة وعندما تكون الهيئة نفسها وهي التي تدير هذه العملية كانت طرفًا في نزاع مع الأندية حول التوثيق وما أثير عن تدخلات فلا أعلم إن كانت الثقة بينها وبين الأندية ستبقى صامدة أم اهتزت بفعل الأحداث الماضية ..!
ـ الخصخصة ليست قرارًا آنيًا يطبق في كل الأندية بل عمل استثماري ضخم يحتاج إلى بيئة مناسبة وناد عمل على تهيئة نفسه لهذه الخطوة منذ فترة طويلة وأجزم بأن النادي الأهلي بوجود أحد رواد الخصخصة الأمير فيصل بن خالد عضو لجنة التخصيص نجح في تقديم نفسه في مقدمة الأندية التي تستطيع تحقيق الأرباح والتناسب مع شرطي الخصخصة وهي المنافسة والديون فالأهلي فريق منافس وبطل على صعيد كرة القدم وزعيم على مستوى الألعاب المختلفة وليس عليه ديون بفضل إنشاء الهيئة المالية التي قضت على المتأخرات والمستحقات ومن هذه الصورة يتضح أنه الأوفر حظا لتطبيق هذه الخطوة خلاف الأندية التي تبدو وكأنها فوجئت بقرار الخصخصة وبدأت الآن في ترتيب أوراقها لتكون مستعدة للتطبيق مستقبلاً ..!
ـ عندما نتحدث عن دور هيئة الرياضة في هذا التحول الاستثماري فلابد من الإشارة إلى أن الخصخصة والاستثمار كانت ضمن حلول لجنة التطوير الرياضي قبل سنوات عدة لانتشال الأندية من القيود المادية وإيجاد إدارة محترفة واستثمار ناجح ينعكس إيجابًا على الأندية وبالتالي على المنتخبات ويحميها من النكسات وهذه اللجنة كانت تضم روادًا كبارًا من كل المناطق وفي مقدمتهم الأمير خالد بن عبدالله مهندس التحول الرياضي والكروي المتمثل في إنشاء الأكاديمية ومركز الفئات السنية والاستثماري المتمثل في إيجاد شريك تجاري على مستوى عال من الاحترافية وهي الخطوط القطرية..
ـ وقبل الخوض في آلية التطبيق يجب اختيار الشخصيات الرياضية ذات الكفاءة لإدارة هذا التحول الحساس في مسيرة الرياضة السعودية دون اعتبار للميول أو تصنيف الأندية فالنادي المؤهل هو من سيكون له حصة الأسد في الاستثمار والعوائد مع مراجعة آلية تحكم هيئة الرياضة في القرار وصولا إلى استقالية الأندية في الإدارة الاستثمارية في المستقبل القريب .. ـ رياضتنا لا تحتاج فقط إلى التحول النشط نحو مرحلة وثابة ومبشرة بالتفاؤل بل تحتاج قبل ذلك إلى التحرر من الميول والتعصب والتحزبات والعمل خلف الستار .. نحلم بإدارة رياضية شفافة وعمل مستقل يراعي مصلحة جميع الأندية ويضعها سواسية في الاهتمام وأن يكون على قدر المسؤولية فيما أوكل إليه من عمل وأهداف مستقبلية.