|


محمد الشيخي
اليوم الوطني المجيد
2016-09-23
عندما يلتقي أول نادٍ تأسس بعد توحيد هذه البلاد الطاهرة مع منافسه الذي خرج للحياة قبل توحيد المملكة فإننا أمام عرس كروي وعيد رياضي في اليوم الوطني المجيد وكان لهما من لقبيهما نصيب، فالأول سمي ملكياً والآخر عميداً، لذا نستشعر من خلال هذه المواجهة تاريخ رياضتنا وعبق إطلالة الكرة السعودية وأمجادها ونستذكر كيف كانت مرحلة البدايات وضآلة الإمكانات وتشوق الجماهير آنذاك للمواجهات الساخنة والمباريات المثيرة التي عادة ما يغلب عليها الروح الرياضية. ومن هذه المواجهات انطلق التنافس التقليدي إلى يومنا هذا الذي يتجدد فيه اللقاء المختلف كونه أتى في قالب رياضي وطني وفي يوم عيد الوطن وهو اليوم الذي نستحضر فيه الذاكرة الرياضية ضمن ما نستحضر في بدايات نهضة هذه البلاد في مختلف المجالات وعلى جميع الأصعدة.
ـ اليوم يبحث الاتحاديون عن فوز يحررهم من العقدة الأهلاوية التي استمرت سنوات ويبحث الأهلاويون عن مكسب يعيدهم إلى الواجهة بعد العثرة الأخيرة وبين هذا الطموح وذاك تقدم مباريات الأهلي والاتحاد نفسها عادة كأجمل المباريات جماهيرياً وأتطلع إلى أن يكتمل هذا العرس فنياً بتقديم عرض كروي جميل يليق بهما وإن كنت أدرك أهمية تركيز كل طرف على النقاط الثلاث في صراع الصدارة وسباق النقاط وإن كان الحديث عن المقدمة في جولة مبكرة هي الجولة الرابعة هو حديث سابق لأوانه.
ـ الأهلي اليوم ليس أهلي العام الماضي بحسب المعطيات الفنية والمستويات التي ظهر بها في الجولات الثلاث الماضية رغم أنه حقق السوبر وأضافه لمنجزي الدوري وكأس الملك ومع ذلك لست ممن يربط بين هذا الحضور الباهت وبين الفراغ الإداري لأننا نعرف أن كرة القدم الأهلاوية مستقرة بوجود الهيئة المالية وجهاز كرة يعمل على تدعيم هذا الاستقرار وعناصر مثالية هي نفسها من حققت البطولات وأشاد بها الجميع وهي نفسها التي تجد اليوم اللوم والتقريع.
ـ وكذلك اتحاد العام الماضي ليس اتحاد اليوم الذي تطور وحضر بثوب جديد وعناصر لديها الرغبة مجدداً في المنافسة والاستمرار في طريق الانتصارات بسبب العمل الإداري الإيجابي واستقطاب العناصر التي حسنت من صورة الاتحاد الباهتة التي ظهر بها العام الماضي إلا أنه يشترك مع الأهلي في عدم ظهور خط الدفاع بالشكل المأمول وإن كان الأهلي الأفضل بوجود عناصر دولية قدمت مستويات لافتة في الفترة الماضية وربما أعزو عدم ظهور دفاعه بالشكل المأمول لاختلاف الطريقة الفنية التي ينتهجها جوميز عن سلفه جروس والتي تحتاج إلى وقت وقدرة على التطبيق والانسجام.
ـ حاول الأهلي بكل ما يملك إحضار الحكم الأجنبي في هذه المباراة وقدم كل الضمانات لذلك من خطاب طلب وسداد للمبلغ إلا أنه فوجئ بمن يريد إحراجه أمام الرأي العام بتأخير الطلب وهذه التصرفات ربما تندرج تحت (الترتيبات الدنيئة) كما قال بخاري أو (القرارات المطبوخة) كما قال القريني.
ـ نتمنى أن يظهر الحكم المحلي اليوم بمظهر لائق ومنصف للناديين، فهما لا يبحثان سوى عن الإدارة التحكيمية الجيدة والتعامل بحزم مع العنف واليقظة طوال المباراة من أجل قيادتها إلى بر الأمان.

خاتمة
وطني لو شغلت بالخلد عنه.. نازعتني إليه في الخلد نفسي