|


محمد الشيخي
رحيل وختام ( جميل )
2016-09-02
بغض النظرعن مسببات ودواعي استقالة مساعد الزويهري من منصبه وظروفه الصعبة التي شرحها لمسيري النادي إلا أن الرجل للتاريخ هو رئيس مرحلة مهمة في تاريخ النادي الأهلي وفي عهده عاد الدوري إلى عرينه واكتسح الفريق الكروي الأول أقرانه نتائجيًا وحقق كأس الملك والسوبر ، ولم تأت هذه النتائج اعتباطا لولا دعم الأمير خالد بن عبدالله ووجود أعضاء شرف وقفوا إلى جانب الزويهري وكانوا باعترافه عناصر مؤثرة في المد الأهلاوي نحو البطولات ، ولعل العبارة التي وردت في ثنايا حديث الرمز قد حولت أحزان الأهلاويين إلى ارتياح عندما ذكر: سأكون كما عهدتموني داعما لكل إدارة تتشرف بخدمة الكيان ..
ـ الزويهري بشهادة الجميع حقق قبولا ليس في الشارع الأهلاوي فحسب بل في الشارع الرياضي بكافة أطيافه والمجتمع بشكل عام لما له من إسهامات رائدة في العمل الخيري والإنساني وحمل على عاتقه رسالة الرياضي المثالي بروحه الرياضية وأخلاقه وحسن تعامله مع الجميع والدليل الكم الهائل من عبارات الإشادة التي ازدحمت بها وسائل التواصل الاجتماعي وعبرت عن بصمة إيجابية تركها الرجل في الوسط الرياضي ، أما الأندية فنحن نعلم أنها في إشكالاتها وأزماتها في الهم سواء وأي رئيس لن يكون في منأى عن هذه الأزمات ومع ذلك كان الأهلي يقدم نفسه على أنه النادي الأفضل تنظيمًا على الصعيد المالي والإداري وما إنشاء الهيئة المالية التي نجحت في القضاء على نسبة كبيرة من الديون ونظمت العقود والتعاقدات إلا ثمرة فكر يريد قيادة النادي إلى بر الأمان وترتيب الأولويات المالية وتعزيز الاستقرار ..
ـ رحيل الزويهري لا يعني أن الإنجازات سترحل معه فالأهلي اليوم يجني ثمار صناعة فريق قوي وعناصر مؤثرة منذ عهد إدارة الأمير فهد بن خالد ونافست على كل البطولات ، وقد استمعت للرئيس المستقيل عندما ذكر في حديث تلفزيوني أعقب استقالته بأنه استثمر فريقًا جاهزًا يملك مقومات البطولة والهيمنة الكروية ، وهذه الأريحية في الحديث تعطينا دليلاً على أن العمل في النادي الأهلي هوعمل تكاملي لا يتوقف برحيل رئيس وحضور آخر إذا ما أخذنا في الحسبان الإدارات التي تعاقبت على الأهلي أو الأسماء التي أضافت زخما للعمل الإداري وكانت عنوانا للنجاح فهي لم تصل لذلك لولا الإسناد الشرفي والدعم المالي وتسهيل العقبات التي اعترضتها ..
ـ أدرك أن هذه الاستقالة أفرحت المنافسين فانقسموا قسمين ، قسم يدس السم في العسل بمديح يشبه الإساءة وقسم يتحدث عن خلافات وملفات عالقة ويكفي لهؤلاء ما ذكره الزويهري عن ما يجمع الأهلاويين أعضاء شرف وإدارة من تقدير واحترام متبادل ، في الوقت الذي نعرف فيه جميعا ما يحدث في إدارات أندية أخرى من صدامات واستقالات وأسرار تختبيء خلف الستار ويتم إهالة كثبان الرمال عليها دون أن تظهر ، وليس جديدًا أن يكون هناك من يسعى لإعادة الأهلي للمربع الأول باستثمار أجواء الاستقالات أو التراجع في المستوى والنتائج وحدث ذلك للأهلي الموسم الماضي فماذا كانت النتيجة ؟ لقد حصد الأهلي الدوري وكأس الملك وأردفهما بالسوبر فزاد الحنق على الأهلي هذا الموسم .. فما الذي سيحدث لو زاد غلته من البطولات واستمرت هيمنته على المنجزات ؟
ـ في هذه المرحلة يجب أن نؤمن بأهمية وجود رئيس قوي يتصدى للمتربصين ويحافظ على علاقة الأهلي بالذهب ، ربما أنه سيكون تحت ضغط النتائج والمقارنات مع من سبقه وربما يكون ما تحقق من منجزات حافزا له لتكرار مشاهد الفرح ..
ـ الإدارة الناجحة هي التي ترتب الأولويات وتمتلك الجرأة في التفكير ثم التطبيق وتتحمل النتائج .