** يجب الاعتراف أولاً أن دموع أحمد عيد ليلة تتويج الأهلي وبعد أن أحاط رفيق دربه طارق كيال عنقه بـ( شال ) الأهلي كانت مزيجا بين الفرح والحزن ، الفرح بتحقيق الأهلي لبطولة الدوري كونه أحد أبناء هذا النادي وأحد رجالاته ولاعبيه الأفذاذ ، والحزن لقسوة الأهلاويين عليه وعلى اتحاد الكرة هذا الموسم نظير ما تعرض له النادي من اتهامات لا تليق به وابن النادي أحمد عيد على رأس الهرم مما نتج عنه استقبال الجماهير الباهت له قبل بدء مراسم التتويج ، وهنا يجب أن نضع الأمور في نصابها ونفصل بين هذه وتلك ، فالأهلي شعر بحملة تجاوزات ضده وتكتلات أضرت به وحاولت النيل من سمعته حتى وإن كان رئيسه ونجمه السابق عيد ليس مسؤولاً عنها أو أنه لم يتوقع أن يتعرض لعملية غدر ممن حاول الإساءة إليه قبل أن يسيء للنادي الأهلي أو الوقيعة بينه وبين ناديه ، وهذا الملف رغم أنه أحيط في الفترة الماضية بحالة من الصمت والهدوء وعدم تناوله في خضم السباق المحموم نحو ألقاب الموسم إلا أنه لا زال قائمًا ومعرضًا للتداول وتقليب صفحاته مجددًا ، بل أن بعض الأهلاويين وهم كثر يرون أن تلك الفترة كانت فترة سوداء في تاريخ اتحاد الكرة الذي يرأسه أهلاوي ومؤلمة لهم من مظلة يستظل النادي بها ، وأظن أن التاريخ لو عاد للوراء ووقع هذا الملف في يد أحمد عيد لما وصل الحال بين النادي ومظلته إلى الصدام المعلن قبل أن تزيح بطولة الدوري بعضا من هذه الهموم وتعيد حالة الهدوء النسبي بين الجانبين ..
** أحمد عيد كشخصية رياضية ذات تاريخ في خدمة النادي الأهلي ورياضة الوطن أدرك متأخرًا أنه وقع ضحية لعبة تكشفت خيوطها وأطرافها في قضايا هذا الموسم تريد إسقاطه قبل انتهاء ولايته لكنه صمد وتحمل كثيرًا رغم أنني أحمله شخصيًا بعض تداعيات ما يحدث لكرتنا ومنافساتها في وقت كان يجب فيه أن يكون اتحاد الكرة أكثر قوة وردعا لبعض التصرفات سواءً من قبل إدارات الأندية أو اللجان ، فنحن نعرف أن كل مسؤول له ميول لكن قلة منهم يبقون على مسافة واحدة من الجميع ويحظون بالاحترام والتقدير ..
** السؤال اليوم : هل سيعود حجم القبول لأحمد عيد لدى جماهير الأهلي كما كان في السابق بعد انتهاء فترة رئاسته لاتحاد الكرة ؟ وهل ستتلاشى تلك الصورة الضبابية التي رسمها اتحاده في تعامله مع هذا النادي ؟ من وجهة نظري مهما كان حجم الأخطاء فإنها لن تمحو تاريخ شخصيات لها وزنها وتاريخها بل أرى أن تجسيدها لميولها وإبداء فرحها وسعادتها بمنجزات أنديتها تظل أمرًا طبيعيًا ، فعلى سبيل المثال فإن الأمير عبدالله بن مساعد رئيس الهيئة العامة للرياضة كان في يوم من الأيام رئيسًا للهلال ولا زال يستشهد به في أحاديثه ويتضايق لعثراته وأسماء كثيرة مرت على رياضتنا لها حضورها وتفاعلها وأنتماؤها المعلن دون أن يحدث الإعلام أصواتًا فجة وضجيجًا حول تصرفاتها ..!
** يبدو أن الأهلاويين نسوا في خضم أفراحهم أنهم سيواجهون النصر في نهائي كأس الملك أو هكذا هم في تصوري فيما النصر يستعد بكل طاقته وإمكانياته للظفر ببطولة هذا الموسم ومسح الإخفاقات واستمالة جماهير الشمس من جديد ، ولو استمر الحال على هذا المنوال فلا أستبعد أن يفقد الأهلي بطولة ربما كان الأقرب إليها وتتحول الترشيحات للنصر الذي يحيط استعداداته بهدوء ويملك أيضًا النجوم القادرين على تحقيقها ..
** أهلي الدوري هل سيكون هو أهلي الكأس وهل سيستطيع الجهاز الإداري انتشال اللاعبين من الأفراح والمناسبات التي تلاحقهم حتى في هذا التوقيت الذي يجب أن يكونوا فيه قد دخلوا في إعداد جدي للنصر ، فلابد أن يتفرغ لاعبو الأهلي للتدريبات وأن يتركوا حتى مواقع التواصل والسنابات ، فهناك ما هو أهم وبعد النهائي لهم مطلق الحرية في الاستمتاع بإجازاتهم ومواصلة أفراحهم وأجزم بأن لاعبي الأهلي يملكون من الثقافة والوعي والمسؤولية ما يجعلهم حريصين على اختتام موسمهم بالذهب وإضافة كأس الملك للدوري باحترام منافسهم النصر ..!
** تأجيل مواجهة برشلونة تأتي في مصلحة الأهلي فكنت أتمنى ألا تلعب هذه المباراة في هذا التوقيت غير المناسب وحصل ذلك بين تفسيرات الراعي الرسمي للناديين وهيئة الاستثمار القطرية وغياب النجوم لارتباطاتهم الدولية ، فأنسب توقيت ربما في استعدادات الفريقين للموسم الجديد وتحت مظلة الراعي ومن الأفضل أن يكون في ملعب الجوهرة وأن يستثمره الأهلي في إقامة احتفاله بمناسبة مرور ثمانين عاما على تأسيسه ..
خاتمة
تذكر أن اليوم هو الغد الذي كنت قلقًا عليه بالأمس ـ ديل كارنيجي ـ