كلنا الأهلي .. حتى غير الأهلاوي سيكون الأهلي الليلة وجهته ومحور اهتماماته، فهذا النادي كما أشغل الناس بإبداعاته هذا الموسم وجعلهم يجمعون على تميزه وتفوقه فهو قد استطاع أن يشغلهم بانتظار اطلالته على شاشة خضراء هذا المساء فيلم سهرتها الجميل (الأهلي)، فمن النادر أن تجد الاتحادي والنصراوي والشبابي والهلالي وكل الألوان يتركون أنديتهم إلى حيث المتعة والإبداع، ومن النادر أيضا أن ترى إعلاميين كانوا يناصبون الملكي العداء وأصبحوا اليوم ينظمون فيه قصائد الإعجاب والغزل، فالأهلي طوال تاريخه لا يعترف سوى بلغة واحدة هي لغة الإبداع والجمال الكروي الأخاذ داخل الملعب أما اللغات الأخرى خارج الملعب فهو لا يجيدها ولم يحرص على تعلمها.
ـ الأهلي درس في جامعة الفنون الكروية على يد أباطرة التدريب منذ القدم وحتى اليوم ولا بأس للتذكير أن نستعرض مسميات وألقاباً عرف بها ومنها ـ فرقة الرعب والمدرسة وإمبراطور الكرة وقلعة الفن والهندسة ـ وغيرها من الأوصاف لفريق كرة قدم لطالما قدم تابلوهات وعروض كروية بديعة أشاد بها النقاد والمحللون على مر أجيال هذا النادي وتاريخه الطويل، وها هو التاريخ يعيد نفسه رغم تأخر الإنصاف ويعود الأهلي فارساً للدوري أقوى البطولات لذا سيكون الاحتفاء مختلفاً ليس كأي احتفاء عابر بل ليلة بهيجة راسخة في الأذهان تبقى في ذاكرة الزمن وفي أذهان الأهلاويين.
ـ يجب أن يستثمر جمهور الأهلي في الجوهرة الليلة حضور الرمز لمباراة التتويج ليعبروا له عما يختلج صدورهم من عبارات الثناء والعرفان بما قدمه طوال أكثر من خمس وأربعين سنة ليس شرطاً بعبارة تيفو فقد رفض أن يحمل التيفو اسمه وأن يكون (كلنا الأهلي)، فهو الليلة يشاهد ثمرة دعمه وغرسه الذي غرسه سواء عبر أجيال الأكاديمية أو مركز الفئات السنية أو سخاءه المالي لكل الإدارات السابقة وصولا للإدارة الحالية التي نالها من طيب هذا الرجل ووقفته نصيب.
ـ رابطة دوري المحترفين والراعي الرسمي لدوري جميل لهما بصمة جميلة في الاحتفاء بالبطل بشكل مختلف في كل مرة بما يضفي على التتويج البهجة والتشويق والاهتمام بأدق التفاصيل في تحويل الأمسية الكروية إلى أمسية كرنفالية فنية خاصةً إذا كان البطل ناديا جماهيريا أغلق منافذ تذاكره في ساعات قليلة.. فمن حسن حظ الرابطة والراعي أن البطل هو الأهلي فيكفي أن تحتفي به في ليلة لقب لتستمتع بتفاعل جماهيري كثيف وجميل وأهازيج طربية تسعد الحضور.
ـ إذا أراد الأهلاويون أن يكتمل مشهد الفرح في عيونهم فعليهم أن ينسوا كل ما يكدر صفو هذا الفرح والتفكير بحضور لاعب أو مغادرة لاعب، فالأهلي كيان تاريخي عملاق الكل يتمنى أن ينضوي تحت لوائه، وأهم خطوة من وجهة نظري يجب أن يسعد بها جمهور الأهلي هو استمرار جروس وطارق كيال وغير ذلك يأتي في السياق الإداري والفني من عناصر أو مراكز تحتاج إلى تدعيم، وكل هذه الملفات ستفتح بلاشك بعد نهاية نهائي كأس الملك فهل يكون الأهلي حينها بطل الدوري وبطل الكأس.
خاتمة
الأهلي قصيدة عشق طويلة لم تكتمل أبياتها، وعقد جميل ترتص فيه حبات الذهب .. وما زال للمجد بقية.