** إذا كان الخطاب الأهلاوي بعد الدوري غلب عليه الابتهاج وهو أمر طبيعي فإن حديث الأمير خالد بن عبدالله في ملتقى أعضاء الشرف قد غلبت عليه الواقعية والشفافية وبعد الرؤية واتسم باستشراف مستقبل الأهلي حرصًا منه على استقرار النادي إداريًا وفنيا بعد أن حقق مبتغى جماهيره واللقب الغائب عن خزينته ومن أجل أن تتواصل مشاهد الفرح في المواسم المقبلة ، فرؤيته تتضمن استمرار الإدارة برئاسة مساعد الزويهري والجهاز الفني بقيادة جروس وإدارة الكرة بقيادة طارق كيال ليقينه بأن الثلاثي يحتاج إلى مدة عمل أطول من أجل مزيد من الانسجام والتناغم وبحثًا عن الاستقرار وعدم بعثرة الجهود بالتغيير الذي عادةً ما يعيد الأوضاع إلى المربع الأول ، مع أهمية الاستفادة من رحلة العمل في هذا الموسم بعلاج الأخطاء والجلوس على طاولة واحدة لمناقشة الإيجابيات وتعزيزها والسلبيات بعدم تكرارها ..
** في عز الأفراح أراد أن ينبههم إلى ضرورة الاستمرار في طريق تحقيق المنجزات والألقاب لا التراجع واستثمر تواجدهم ليعلن لهم أن هذه هي رؤيته قد يتفق معه من يتفق ويختلف معه من يختلف لكن في الإطار العام لابد من مراعاة مصلحة الكيان ، فإدارة الزويهري عملت واجتهدت وقدمت عصارة فكرها الإداري والاستثماري ولاشك أن أي إدارة تعمل يعتري عملها بعض الأخطاء كنتاج طبيعي للعمل ، وفي الغالب هي استطاعت أن تحقق بعض الطموحات وإذا أرادت الوصول لبقية طموحاتها عليها أن تقضي بقية فترتها الانتخابية ليكون التقييم مكتملاً في النهاية ، أما طارق كيال فقد خاض مغامرة غير مأمونة العواقب في التصدي لمهمة صعبة في منعطفات الحسم وقبل التحدي فكان مجرد تواجده دافعا للاعبين وكون أسرة عمل واحدة لبلوغ الهدف المنشود وعندما حصل الأهلي على الدوري نسب النجاح لكل أفراد هذه الأسرة ..!
** المحور الأهم وترمومتر النتائج كان المدير الفني جروس الذي لم يحز في البداية على كامل الرضا من النقاد والجماهيرلتباين النتائج وخشية أنصار الأهلي من ضياع فرصة تحقيق الدوري خاصةً في الأمتار الأخيرة كما حدث في مرات سابقة إلا أن النهاية السعيدة للفريق في آخر المطاف حولت مشاعر الجماهير بمقدار سعادتهم باللقب إلى مطالبات بالإبقاء على جروس لموسم جديد ، وأظن أن بقاءه إن تم يساعد على استكمال الاستراتيجية الفنية والإعداد الأمثل لموسم ساخن محليًا وآسيويًا بعد أن يستكمل الأهلي موسمه الحالي بالرغبة في تحقيق كأس الملك وإضافته للدوري ، ومجرد حدوث هذا الأمر فإن أسهم جروس ستزداد ارتفاعا وسيزيد رصيد محبته لدى جمهور الأهلي ..
** مباراة التتويج أمام الفتح ستكون ليلة احتفاء جماهيرية باللقب وفي معقل البطل في جدة وفرصة سانحة لاستثمار الحضور الجماهيري الذي سيملأ ملعب الجوهرة عطفا على ملامح اكتساح التذاكر في موقع مكاني في ساعات مبكرة من إعلان البيع علاوة على أن يخرج حفل التتويج بأجمل حلة وفي ليلة راسخة في الأذهان لا تمسحها ذاكرة الزمن ، وأجزم أنها ستكون كذلك بحسب ما سمعته واطلعت عليه من ترتيبات كبرى لهذا الحدث الذي ينتظره الجميع ..
** بطولة الدوري الرابعة في مسيرة الكيان تضيء ملامح المكان وتعيدنا إلى كان يا ما كان عندما كان الأهلي فرقة الرعب وأسطورة الزمان ..!
** خاتمة :
ثلاثة أشياء لا تعود : الكلمة إذا خرجت ، والزمن إذا مضى ، والثقة إذا ضاعت ..!