** أرجو ألا يسرف الأهلاويون في التفاؤل حتى لا يقعوا في فخ (الصدمة) فيما لو سارت الأمور على غير ما يتمنون، فمن يتابع المشهد الأهلاوي حاليًا يلاحظ كمية هائلة من الاندفاع والترقب والمديح تارةً والانتقاد تارةً أخرى فيما بين مساري الدوري وآسيا فيما يتم التركيز إعلاميا على بعض صور هذا الاندفاع وتحويله ربما إلى ورقة ضغط على اللاعبين في وقت هم فيه بأمس الحاجة لدعم مدرج الملكي وفي مرحلة حساسة من عمر الدوري وفي منعطفه الأخير، لذا فإن الواقعية هي من يجب أن تتصدر المشهد الأهلاوي في التعامل مع كل مباراة على حدة ونسيان رباعية الاتحاد وثنائية العين والتركيز على الكسب دون النظر إلى نتائج الآخرين، وعدم التفاعل مع أي نشاط سلبي مضاد يمكنه التأثير على الروح المعنوية مثل الإشارة في كثير من المناسبات إلى فقدان الأهلي لنقاط سهلة في بعض مبارياته أمام فرق الوسط وإمكانية أن يكون الفريق في هذا التوقيت بفارق نقاط أكثر عن منافسه، فالحديث عن هذا الجانب غير مفيد ومحبط في بعض الأحيان ، أما الأمر الذي يجب على الأهلاويين الابتعاد عنه في هذه المرحلة لخطورته هو تصنيف اللاعبين وفق عطاءاتهم في المرحلة الماضية وتوجيه بعض الانتقادات القاسية لهم وتقييم من سيبقى ومن سيرحل عن الأهلي في الموسم المقبل وهذا التقييم سابق لأوانه.
** التركيز على بطولة الدوري قرار استراتيجي مثالي بغض النظر عن النهاية وما إذا كانت سعيدة أو حزينة، فالتفكير في آسيا الآن ليس صعبا على الأهلاويين في الوقت الراهن فحسب بل حتى الهلاليين رغم تفوقهم في مجموعتهم وحتى النصراويين والاتحاديين، فلا تنتظروا من ممثلي الكرة السعودية حتى وإن تأهل منها فريق أو فريقان إلى المراحل التالية في دوري أبطال آسيا أن تحقق البطولة، هكذا أتوقع أو هكذا يبدو المشهد أمامنا ، فأنديتنا التي كانت لا تجد صعوبة أمام الفرق الخليجية أصبحت تعاني أمامها في المرحلة الأولية، فكيف بها إذا واجهت فرقا أقوى في المراحل المتقدمة؟
** اتفق مع الأهلاويين أو الجهاز الفني تحديدا في تفضيل مباريات الدوري كقيمة وأهمية على مباريات دوري أبطال آسيا، إلا أن الطريقة المتبعة في إتاحة الفرصة للاعبين وإراحة آخرين لا تبدو مكتملة الجوانب في تحقيق فائدة التدوير الصحيح ، فقد كان من الواجب البحث عن أكثر اللاعبين مشاركة هذا الموسم في مختلف المسابقات وهم أربعة أو خمسة لاعبين من أعمدة الفريق وألا يتجاوز معدل التدوير في الفريق أكثر من 50% حفاظا على انسجام الفريق وحضوره الذهني وحفاظه على حساسية المباريات، أما الإصابات فقد تحدث حتى في التدريب ، فيما لا يجب أن نرسخ الإرهاق كمصطلح متداول في أذهان لاعبين محترفين عليهم حقوق وواجبات كما لهم ، وهنا الحديث ينطبق على كل لاعبي الأندية المحترفين وليس في الأهلي فقط.
** الأهلي والهلال في سباق نحو الدوري إلا أن كلا منهما ينفذ سيناريو يختلف عن الآخر في التوازن بين مسابقتي آسيا والدوري، فالأول يعرف ما له وما عليه وهو الذي كان أفضل إنجازاته فيها الوصول للنهائي مرتين آخرهما قبل ثلاث سنوات عندما خسر أمام أولسان ويسعى لتكرار التجربة لكن ليس الآن، أما الثاني فهو يرى أنه في كل مرة يشارك فيها قادر على المضي بعيدا في البطولة لكن يخشى أن يكون مصيره كابوسا مثل كابوس سيدني الذي لازال صدى ذكراه مؤرقًا للهلاليين ومع ذلك يحاولون ويعملون وهذا حق مشروع لهم على تحقيق الحلم والفارق هنا في اختيار توقيت التنفيذ وترتيب الأولويات.
** من يدعي أن الأهلي يتحسس من الحكم المحلي لم يذق ألم أن تقود الصافرة بطولة نحو ميناء غير مينائها الذي تستحق أن ترسو فيه .. والمثل يقول "لا يمدح السوق إلا من ربح فيه".