أصبحت المنشطات اليوم هاجس النجوم المؤرق لطموحاتهم وأحلامهم، والشبح المخيف الذي أطاح وسيطيح برؤوس المشاهير ويدفن تاريخهم ويحرمهم من التكريم، إلا أن هناك ثقافة غائبة في كيفية التعامل مع هذا الخطر المحدق بالنسبة للنجوم، فنجمة التنس العالمية الروسية ماريا شارابوفا عندما ثبت تعاطيها لعقار منشط برزت لوسائل الإعلام وقدمت اعتذارها واعترافها بالخطأ الذي وقعت فيه مما انعكس إيجابًا على جماهيرها واتحاد اللعبة في بلادها وكسبت التعاطف بهذه الشجاعة، بينما مشاهير الكرة لدينا يدفنون رؤوسهم في الرمال عندما تظهر الحقيقة وينفرون من وسائل الإعلام كما حدث مؤخراً مع محمد نور إلا من ظهور مقنن في قناة لهدف إبراز جانب إعلامي معين خاص به وقبله خالد شراحيلي وأسامة المولد وأحمد عباس والكويكبي وغيرهم من لاعبي كرة القدم وألعاب القوى وبقية الألعاب.
ـ إن دوران النجم حول الحمى في قضية ما وعدم شجاعته يدل على غياب ثقافة الظهور الإعلامي الذي يبدد الشائعات كما أن تعاطيه لأي عقار محظور يدل كذلك على جهل النجوم بالمواد والعقاقير المحظور تناولها وهي مسؤولية مشتركة بين اللاعب والنادي ولجنة الرقابة عن المنشطات بتكثيف عامل التوعية وتأسيس لاعب محترف مثقف يعرف ما له وما عليه.
ـ نحن بحاجة إلى منافسة نقية بعيدة عن التأثير الخارجي، وصور التأثير الخارجي ليست مقصورة فقط على خطأ حكم أو لجنة بل حتى تأثير منشط اعتاد عليه نجم ما وساعد ناديه في الحصول على بطولة أو منجز وهو ما يعني أن الفترة الماضية شهدت قصوراً كبيراً في إيلاء هذا الجانب أهمية كبيرة ولو تواجد في تلك المرحلة لغاب نجوم وغابت بعض إنجازاتهم أو إنجازات أنديتهم.
ـ الدوري وصل إلى سباق الأمتار الأخيرة؛ فبالأمس حضرت الإثارة في لقاء النصر والهلال، واليوم ستحضر في مواجهة الأهلي بالقادسية، ولا هاجس للباحثين عن المقدمة سوى الحصاد فقط من أجل البقاء في القمة والتمسك بها باعتبار كل جولة هي جولة نهائي كأس وليست مباراة دوري روتينية، ولعل جمال المنافسة في جولات الأمتار الأخيرة تتمثل في مواجهات حاسمة مع اختلاف الرؤية والطموح، فهناك فرق ترصد المكافآت في كل مباراة بحثاً عن الصدارة واللقب وفرق أخرى ترصد المكافآت للبقاء والنجاة من الهبوط وأخرى تبحث عن تحسين صورتها وأن تكون مباريات الدوري جسر إعداد لبقية المنافسات والبطولات.
ـ مع اشتداد حمى المنافسة على اللقب تكثف لجنة الرقابة على المنشطات حضورها في بعض المباريات الكبيرة والصغيرة وهو ما يريح الباحثين عن بطل نزيه.. نريد بطل الدوري هذا الموسم خالياً من منشطات الدعم التحكيمي ومنشطات تسهيلات اللجان وقبل ذلك عقاقير النجوم والقادم أكثر إيلاماً.
ـ مذيع برنامج يسهر الليل في إعداد مادة دسمة ذات قيمة مهنية عالية للمتابعين، وفي المقابل مذيع يسهر في الاستراحات ويستسلم للإغراءات ويناصر وجهة نظر ويعادي أخرى.. من المؤكد أن يلحظ المشاهد الفرق، فمتى نرتقي بإعلامنا وفكرنا وبرامجنا؟