لا يخلو ناد من أخطاء في ممارساته ومعاملاته إلا أن النادي الملكي برغم ذلك يعد من أفضل الأندية عملا على صعيد اللوائح القانونية والاحترافية ويسير ذلك بخط متواز مع سير العمل التدريبي والمنهج الإداري بدليل النتائج الإيجابية للفريق الأول لكرة القدم والتي كان آخرها فوزه الكاسح على النصر برباعية ومستوى ملفت ، ولست هنا بصدد استعراض مكاسب الأهلي في هذه الجوانب ولكن من واقع متابعتي للأحداث الأخيرة التي كان الأهلي طرفا في بعض قضاياها وصلت إلى قناعة بأن العمل الناجح دائما لا يخضع للاجتهاد والاستعجال بدليل أن مسيري النادي لم يدخلوا على خط هذه الأحداث إلا عندما تبينت لهم الحقائق في مذكرة الفيفا وقضية سعيد المولد فأتت خطواتهم تراتبية إلى أن نجحوا مبدئيا في تحقيق مكاسب قانونية ضد خصومهم أو من عدوا الأهلي خصما لهم !
** لقد حصل الأهلي على اعتذار وتشكيل لجنة للتحقيق في شكواه وإيقاف أحد المتسببين في تشويه سمعته إلا أن ذلك من منظور الأهلاويين الرسمي غير كاف لمسح ذلك التشويه بل أجزم بأن هناك مساعيا لتصعيد القضية إلى لجنة القيم والأخلاق بالفيفا ما لم يجد الأهلاويون ردودًا شافية من اللجنة التي يرأسها المحامي صالح الخضر كما جاء في محضر اجتماع اتحاد الكرة الذي انتصر فيه المتضامنون لنصرة الحق ضد مساعي ومحاولات الاستهداف لحالة احترافية وسن اللوائح من أجلها فأضحت بلامعنى بعد أن أقر المجتمعون بعدم تطبيقها بأثر رجعي على حالة سعيد المولد ، وانطبق هنا قول جرير : زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا / فابشر بطول سلامة يا مربع
** لقد قال عدد من الأعضاء في اتحاد الكرة كلمتهم واستطاعوا انتزاع حق لأصحابه وتبقى كلمة أخرى للأهلي في تفادي كل محاولات الضغط على النادي لتقديم تنازلات عن قضيته ، والعمل على تصعيد القضية داخليا وخارجيًا في ظل ثورة الفيفا القائمة حاليًا على رؤوس الفساد في الاتحاد الدولي والاتحادات القارية والأهلية ، وليس بمستبعد أن يشمل وعيد الفيفا كل هذه التجاوزات ليصل إلى هذه الرؤوس ويجتزها من أجل صناعة بيئة ملائمة ومناخ مناسب للمنافسة الرياضية .
** تتباين الأندية في تعاملاتها وعقوباتها الانضباطية مع محترفيها المخالفين أو المتغيبين أو الخارجين عن نص الاحتراف الحقيقي ، وكلنا نعرف أن معادلة كرة القدم لدينا معكوسة فإنجازات الكرة السعودية صنعت بأقدام لاعبين هواة منذ عام 1984م فيما جاءت انتكاستنا الكروية بأقدام محترفين يأخذون الملايين ولا يقدمون مقابل عقودهم المرتفعة ما يوازي طموحات الجماهير والمحبين ، وعندما تصيح الأندية بأعلى صوتها وتشتكي من مردود نجومها وسلوكياتهم وعبثهم بالنظام واللوائح فإنها تشترك في المسئولية بعدم تطبيق الأنظمة إلا في حالات معدودة بل وتأتي هذه العقوبات متباينة بحسب حاجة النادي للاعب أو مكانته لدى الجماهير ، ففي الهلال لم يبال مدربه ولا إدارته بغياب حارس بثقل خالد شراحيلي رغم أن ذلك كلفهم الخروج من بطولة دوري أبطال آسيا فحجم الخطأ السلوكي الذي ارتكبه دفع الإدارة للتمسك بقرارها وكذلك الحال في أندية أخرى ترى أنها تضطر أحيانا لتطبيق نظام لا تستطيع إنفاذه في كل الحالات وهنا لب المشكلة .. الحل هو تطبيق اللوائح والأنظمة بشكل مستمر ليسود النظام ويستفيد النادي والمنتخب معا .
** من المعيب للاعب محترف يتسلم ملايين الريالات ولا يحترم عقده الاحترافي ولا إدارة وجماهير ناديه أن يظهر بسلوكيات مؤسفة ، وعلى إدارات الأندية مساعدة الأجهزة الفنية على تطبيق النظام والانضباط لوأد التمرد بل يجب أن تقدم هذه الأجهزة في نهاية كل موسم تقريرًا شاملاً ينصف اللاعب المنضبط ويكشف اللاعب المتهاون وبالتالي يتم تقييم وضعه ومخصصاته المالية وفق هذا التقرير .