قبل يومين فقط من المواجهة المرتقبة بين الأهلي والنصر والتي تحدد ربما ملامح البطل إلى حد بعيد عدت بالذاكرة للمباريات التي خاضها الفريقان في المرحلة المنقضية من الدوري ولاحظت كيف أن الناديين الكبيرين فرطا في نقاط سهلة كان بإمكانها أن تجعل تنافسهما محتدما بشكل أكبر وبالذات الأهلي الذي خسر كثيرًا بتعادلاته التي كان يستحق معها الكسب، أما الوجه الآخر للمنافسة وهو تباين مستويات بعض الفرق واختلاف مناهجها وتكتيكاتها في اللعب أمام الفرق التي تلاقيها وعلى سبيل المثال العروبة الذي تشاهده في كثير من الأحيان يلعب بطريقة دفاعية معتمدًا على الهجمات المرتدة باحثًا عن حقه في البقاء ضمن دوري الأقوياء وحقق نتائج إيجابية وعندما استبدل هذه الطريقة وظهر بشكل مختلف أمام النصر نال الهزيمة في وقت كان هو أحوج ما يكون للنقاط الثلاث بغض النظر عن كل ما قيل حول هذه المباراة وطاقم حكامها المجريين وأحاديث بعض لاعبي العروبة والحارس الرويلي بعد المباراة وما لفت نظري واستوقفني هو حفل العشاء الذي أقيم على شرف إدارة نادي النصر وما تخلله من احتفالية بهيجة وقصائد مديح، وظللت أتساءل هل لأن النصر يتصدر الدوري أم للعلاقة التي تربط رئيس العروبة بالنصر والنصراويين ولا أدري هل سيحتفي (مريح) وإدارته بالأهلاويين بنفس الحفاوة عندما يلتقي الفريقان في الجوف، والحقيقة أنني لست ممن ينظرون لوجه المنافسة الشريف نظرة سوداوية أو مريبة واعتدت الدفاع عن هذا الوجه (الجميل) لكرتنا إلا أن هناك من التصرفات ما يشجع الجماهير على تفسير النوايا على مزاجها ووفق ميولها، لذا من الأساس (أبعد عن الشر وغني له)..
ـ سلامة المنافسة ونزاهة المباريات من المهام التي لا أشك في أن اتحاد الكرة يقوم بها عن كثب ويراقبها بل أن الاتحاد الدولي لكرة القدم يحرص دائمًا على أن تقوم الاتحادات الوطنية بواجبها في هذا الاتجاه واتخاذ التدابير اللازمة لنجاح المسابقات لينال البطولة في النهاية من يستحق، ولا نسوق مثل هذا التذكير إلا من باب الحرص على سمعة الكرة السعودية وسمعة أنديتها التي تحرص من جانبها على ألا يطولها العقاب، وكلنا نتذكر شكوى رئيس الاتفاق العام الماضي وشكوكه في بعض المباريات في الجولة الأخيرة وحينها كنت ممن طالب بفتح تحقيق وتقصي للحقائق خوفًا من تكرار مثل هذه الشكاوي، والآن يجب على اتحاد الكرة أن يتعامل بحزم ويكون لديه عين في كل مباراة تنافسية سواءً في المقدمة أو في مراكز المؤخرة وفي الممتاز والأولى وجميع الدرجات من أجل الحفاظ على نزاهة المباريات ..
ـ بمناسبة الحديث عن المفطحات والقصيد، بودي أن أسأل أين ذهب من أعدوا احتفاليات خاصة من أجل إبعاد أحمد عيد والاحتفاء بالمرشح الجديد بعد أن صدمتهم رؤية لجنة (فيفا) الزائرة بحرصها على استقلالية اتحاد الكرة واطلاعها على سلامة إجراءاته، وهل يمكن بعد كل هذا الاستعراض الفاضح والتكتل الإعلامي الذي كان مهتما بإسقاط عرش الاتحاد أن يمد الاتحاد يده لمعارضيه ومحاربيه ويبدأ معهم صفحة جديدة، لا أظن في ظل أزمة الثقة التي نشأت من تراكمات الحرب الباردة بين الطرفين التي انتصر فيها ابن الرياضة وابن كرة القدم أحمد عيد في النهاية بصمته وهدوئه وحكمته في التعامل مع المتغيرات وامتص كل الهجمات قبل أن يفاجئهم بهجمة مرتدة حقق من خلالها الانتصار..
ـ سعيد المولد سيعود للعب للأهلي .. وأكبر الرابحين من عودته هو سعيد نفسه وأكبر الخاسرين من ادعى فهمه بالقانون وهم من الأهلي يعانون.