ـ رباعية الأخضر في كوريا الشمالية اصطادت عدة عصافير بحجر واحد ، فهي أخرجت منتخبنا من الضغوط الكبيرة التي تحاصره جماهيريًا وإعلاميًا منذ فقدان كأس الخليج مرورًا بالمعسكر الإعدادي وحادثة الشمراني والمشجع المبتعث ونهايةً بما حدث في خضم البطولة القارية في استراليا بين السهلاوي والهزازي وما صاحب مشادتهما من أحاديث متناقضة من المسئولين وحتى اللاعبين إلا أنني شعرت في مباراة المنتخب وكوريا بسرور بالغ لأن اللاعبين السهلاوي وهزازي ظهرا في مشاهد كثيرة خلال المباراة وهما يتعانقان بحرارة ويتبادلان الفرح والتهاني علاوةً على انسجامهما معا وتعاونهما وكأنهما يردان على القصص والروايات التي تحدث الرواة عنها دون إسناد وليس هذا مهمًا بقدر ما أشيد بخطوة كوزمين بعد الحادثة وحرصه على دعوة اللاعبين إلى حفل عشاء خارج مقر البعثة من أجل تعزيز روح المحبة والأسرة الواحدة وتصفية الأجواء وفي اعتقادي أن تلك الخطوة تمخضت عن أجواء جديدة سهلت الطريق لتحقيق الانتصار ، أما الفائدة الثانية من الرباعية التي هزت الشباك الكورية أنها أعادت إلينا وللجماهير المحبة للأخضر بعض الثقة في الإمكانيات والطاقات التي يتمتع بها الأخضر والعناصر التي تمثله وخلقت أجواءً من التفاؤل في تجاوز المرحلة الحالية في ظل تردي نتائج المنتخبات الخليجية الأخرى عدا الإمارات وانتهاء حظوظ بعضها مبكرًا في التأهل منذ الجولة الثانية ، ولعل من المهم التذكير بأن المنتخب الأخضر لم يكن سيئًا أمام الصين وكان يستحق التعادل على أقل تقدير إن لم يكن الفوز في ظل إهدار ركلة جزاء وفرص سانحة للتسجيل وهذه النتيجة التي لم تنصف منتخبنا هي من جعلت حظوظ منتخبنا تنحصر في الغالب في التأهل ثانيًا عند تجاوز أوزبكستان في المحطة الأخيرة لنلاقي أصحاب الأرض والجمهور استراليا في المرحلة التالية بحول الله ، هذا إذا ما علمنا أن الصين لن تفرط في صدارتها في مواجهة كوريا الشمالية لتجنب هذا الموقف ، لذا فمن المهم في هذا الوقت بالذات تعزيز الشعور الإيجابي لدى اللاعبين بمضاعفة الجهد والحرص على ألا تتوقف أفراحنا عند الفوز على كوريا بمواصلة الانتصارات على أوزبكستان والتأهل وحينها فإن استراليا وغيرها هي منتخبات تتساوى في الطموح مع منتخبنا كونها تأهلت باحثة عن المنافسة على كأس البطولة ..
ـ رغم أن منتخبنا كسب مباراة واحدة ولم يضمن تأهله حتى الآن إلا أن الجماهير السعودية كانت سعيدة ربما بالروح والعطاء والحرص على الانتصار بعد أجواء مشحونة سبقت هذه الجولة ، وإذا كانت مباراة واحدة فعلت كل هذا فكيف لو أن منتخبنا تجلى في كل مبارياته وبات متسلحًا بالثقة في إمكانياته وقدراته ولامس بعض وليس كل الطموح فإن الجماهير حينها ستشعر بأن ملامح الأخضر الجميلة عادت للتجلي والظهور مجددًا وتعود بالتالي سمة التقارب بين الجمهور والمنتخب ..
ـ الانتصار لا يمكن أن يحجب عن أنظارنا أخطاء متكررة في خط الدفاع والحارس تتمثل في سوء التغطية أحيانًا وعدم التركيز في التصدي للهجمات والتصويبات ، وهذه المشكلة ظهرت منذ أيام الأسباني لوبيز ولا زالت موجودة مع الروماني كوزمين الذي أعرف اهتمامه الكبير بالجانب الدفاعي إلا أن الملاحظ أن المنتخب بدأ في التحسن على مستوى الآداء والانسجام ونأمل أن نتخلص من هذه السلبيات من أجل الوصول لمرحلة أبعد في منافسات كأس آسيا وليس ذلك بعيدًا على الأخضر ، ثم أن لدى كوزمين عناصر فاعلة وجاهزة للقيام بأدوارها مثل اللاعب الذكي تيسير الجاسم يجب أن يستعين بها منذ بداية المباراة وتأخير مشاركة مثل هذه العناصر يحرم المنتخب من أدوات مهمة يحتاجها عند التقدم وعند التأخر والتعثر ..
ـ من خلال متابعة دقيقة لأداء المنتخبات الآسيوية في الجولتين السابقتين اتضح أن المنتخبين الاسترالي والياباني هما الأفضل أداء وانسجامًا وجاهزيةً للمنافسة وهما كذلك الأكثر ترشيحا للفوز بالكأس القارية ..