يضحك الاتحاديون على أنفسهم إذا ما اعتقدوا أن لاعبًا أشهر عدم رغبته باللعب لهم في جلسة مثل فيها أمام لجة الاحتراف بأنه سيتراجع عن رغبته لمجرد أنهم ملأوا الصحف ضجيجًا وتأكيدًا على أحقيتهم بصفقة سعيد المولد مع أنني أعلم بأنهم في قرارة أنفسهم يدركون أن اللاعب لا يريدهم وأنهم في المقابل لا يريدونه لأنه أعلن رغبته الصريحة في البقاء في الأهلي وأنه اشتكى من أن تلاعبًا لحق به اكتشفه في وقت متأخر بإخفاء عرض الأهلي الأكبر بحثًا من وكيل اللاعب عن مصلحته قبل مصلحة موكله وتقف المادة 20 في صف سعيد المولد المعني بالانتقال فرغبته هي من تحدد وجهته حتى وإن كان اللاعب قد وقع عقدًا للاتحاد لم تكتمل أركانه بما يعني عدم التسليم بصحة وسلامة العقد، تلك التحولات في الفترة الأخيرة أثارت الاتحاديين فمارسوا ضغوطًا إعلامية كبيرة ونفضوا الغبار عن بعض (الشرفيين) للإدلاء بتصريحات صحفية هدفها الضغط على رئيس لجنة الاحتراف الدكتور عبدالله البرقان من أجل تمرير الصفقة لمصلحتهم ولن يمنع أحد في زمن الاحتراف تمرير صفقة مكتملة الأركان في وضح النهار لكن المراوغة والتآمر اللذين اشتكى منهما المولد يدعمان موقفه أمام رجل خبير مثل البرقان لم ينصاع يومًا لمثل هذه الضغوط والمزايدات ويحتكم دائمًا لحقيقة الموقف ورغبة اللاعب المحترف في المقام الأول.

ـ القضية ليست في انتصار طرف على طرف أو تحقيق انتصار معنوي للأهلي على الاتحاد أو العكس ولا أمثل هنا أحدًا ولكنني أجد نفسي في صف اللاعب الذي اكتشف الحقيقة وسارع للجنة الاحتراف لحمايته وعندما فعل هذه الخطوة كان يدرك يقينًا أن اللجنة هي المعنية بحمايته وإعادة حقوقه وإعطاء الحرية له لتقرير مصيره، ويجب على الدكتور عبدالله البرقان وهو الذي عرف بوقوفه الدائم إلى جانب اللاعبين المحترفين ومناصرتهم أن يحقق رغبة اللاعب ويعطيه الحق في تحديد وجهته أيا كانت للأهلي أم للاتحاد والضرب بيد من حديد على وكيل متلاعب أو يسعى لاستغلال مهمته لتحقيق مصالحه الشخصية على حساب مصلحة اللاعب المحترف وهي الأساس كإطار للوائح وقوانين الاحتراف، ويمنح درسًا لمن يريد في كبح أية مزايدات يمكن لها مستقبلا التأثير على نزاهة واحترافية الصفقات.

ـ لا يهمني أن انتقل سعيد المولد للاتحاد أو بقي في الأهلي ولن أحلل إمكانياته وانقسام الجماهير حول مستواه وفائدته بل يهمني إرساء العدل وإنصاف اللاعب ودعم مستقبله واستقراره المعنوي بإعطائه الحق في اللعب للفريق الذي يريده فهو لاعب دولي يمثل المنتخب ومن المهم الوقوف إلى جانبه خاصةً وأنه حضر للجنة الاحتراف واستمعت منه شخصيا لكافة الحقائق التي طلبتها وتجلى لها الموقف تمامًا ولا أظن أن البرقان سيجازف بمنجزات اللجنة وعدالتها وإشادة الرياضيين بعملها في الفترة الماضية من أجل ضغوط إعلامية من هنا أو هناك.

ـ ناصر الشمراني أحد أفضل المهاجمين الذين مروا في تاريخ الكرة السعودية إلا أنه لا يقدم نفسه على المستوى الأخلاقي بما يليق بمكانته التي صنعها فلم يترك أحدًا في حاله، تارةً يشتبك مع إعلامي وتارةً مع لاعب منافس وأخيرًا وربما ليس آخرًا مع مشجع حضر لمساندة المنتخب في معسكره في أستراليا، ربما ألوم المشجع على تصرفه وشتائمه إلا أنني لا أبرر لناصر موقفه لسبب واحد هو أنه لم يقدر مكانته ومكانة الشعار الأخضر الذي يرتديه ولم يقتد بنجوم كبار في تاريخ كرتنا تعرضوا لانتقادات شديدة في بعض الفترات وكانت ردة فعلهم طبيعية ومقدرة لآراء النقاد والجمهور.