|


محمد الشيخي
السلوكيات القبيحة
2014-12-12

لو كنت مسؤولاً في الإدارة الاتحادية لخرجت على الملأ لأحيي قرار لجنة الانضباط بإيقاع العقوبة بحارس مرمى الفريق فواز القرني وإيقافه أربع مباريات بدلا من البيان الذي يبرر سلوك اللاعب المسيء لنفسه وزملائه والجماهير والذوق العام حتى أقطع الطريق عليه وعلى أي من زملائه بعدم تكرار ما حدث وليكون لهذا القرار نتائج تربوية وسلوكية على المدى البعيد، بل إن الإدارة نفسها ستكون محل إشادة وتقدير الشارع الرياضي فيما لو اتخذت عقابًا إضافيًا بالخصم المادي وإبعاده عن تمثيل الفريق حتى بعد العودة من الإيقاف لأن الكيانات لم تتوقف يومًا ما على لاعب أو حارس مرمى أيًا كان حجمه وثقله في الفريق وبإمكان البديل أن يتفوق على الأساسي وينسي الجماهير نجوميته، فمثل هذه الإدارة الصارمة هي من تعيد الهيبة للفريق أيًا كان كبيرًا أم صغيرًا وتتخلص من السلوكيات المسيئة وتنجح في فرض النظام على اللاعبين وهنا أتحدث عن كل الإدارات وكل الأندية وليس ناديًا واحدًا ولو تعودون بالذاكرة للوراء عندما كان الأمير محمد العبدالله الفيصل (رحمه الله) مشرفًا على فريق كرة القدم الأول كيف أنه أطاح برؤوس لاعبين لهم ثقلهم في الفريق الأهلاوي آنذاك بسبب سلوكياتهم وحصولهم على بطاقات ملونة متتابعة وسن لوائح داخلية للاحتراف قبل أن يسن رسميًا في ميدان الكرة السعودية وكذلك فعلت بعض الإدارات بعد ذلك حرصًا منها على عدم الإنفلات وضبط الأمور واقتدت بالنادي الأهلي الذي لا يزال أحد أفضل الأندية سلوكاً وانصباطًا داخل الملعب وخارجه ، وحرصت من هذا الجانب أن أبين الفرق بين الفوضى والنظام، والانضباط والانفلات، لا سيما وأن انفلات نجم وظهوره بمظهر مسيء أمام الجماهير وعامة الناس وفي ميادين المنافسة يدفع بالنشء وببقية اللاعبين لسلوك مشابه وتصرفات غير لائقة وهم لا يمثلون أنفسهم بل يمثلون أندية شهيرة وكبيرة لها اسمها وسمعتها ومجرد القيام بفعل قبيح كالبصق أو الاشتباك مع الجماهير أو الإساءة للاخرين هو سلوك سيء ينبغي أن يكون أول من يكافحه هو النادي الذي ينتمي إليه اللاعب حتى لا يتمادى اللاعب وزملائه مستقبلا في ارتكاب أخطاء مشابهة.

ـ حتى ثقافة قبول الهزيمة والروح الرياضية اختفت من لاعبينا وبعض إداريي أنديتنا فأصبح هؤلاء لا يقبلون سوى بممارسة السلوكيات القبيحة حال خسارة فرقهم ومثال ذلك ما فعله أفضل لاعب في آسيا ناصر الشمراني في نهائي سيدني الشهير تجاه أحد اللاعبين المنافسين وما نشاهده بعض الأحيان في المنافسات المحلية من مناظر مقززة تصرف الجماهير عن المدرجات والمتابعين عن الشاشات، ولو أن هؤلاء النجوم ومن سايرهم وجدوا أنظمة داخلية صارمة تمنعهم عن هذه التصرفات لما أقدموا عليها فهم لا يبالون بالحسومات المالية ويعتبرون عقوبات الإيقاف نوع من الراحة الإجبارية مثلها مثل الإصابات التي تمنحهم بعض الوقت بعيدًا عن الكرة والمشاركات المتتالية لذا فهم يعدونها كإجازة أو فسحة تخرجهم من ضغوط المشاركة وإن سلمنا بذلك فيا ترى لماذا يختلقون التبريرات للدفاع عن سلوكياتهم ويظهرون في القنوات ووسائل الإعلام والصحف وعلى وجوههم البراءة ويستدرون العطف من جماهير وإعلام أنديتهم؟

ـ إن إدارات أنديتنا مطالبة بوضع حد لهذه الظاهرة واستشعار المسؤولية التربوية وهي تأتي في المقام الأول قبل البطولات والكؤوس بصرامتها وأنظمتها أمام النجم قبل اللاعب الأقل إمكانيات، ومتى ما شاهدنا أنديتنا ترتقي بأخلاق لاعبيها وسلوكياتهم قبل مستوياتهم فإن ذلك سينعكس بالإيجاب على المنتخب وعلى مستوى الانضباط فيه ليكونوا خير سفراء لبلدهم في المحافل الكروية.