الفكر الذي بنى أكاديمية الأهلي ومركز الفئات السنية ليضمن مستقبل الأهلي الكروي هو نفس الفكر الذي استقطب عقد الرعاية والشراكة الإستراتيجية الكبير مع الخطوط القطرية ليضمن مستقبل الأهلي المادي واستقراره المالي وليؤسس لعمل استثماري ضخم يليق بالكيان، والحقيقة التي يجب الإيمان بها بلاشك أن الأمير فيصل بن خالد بن عبدالله نجل صاحب الفكر الأكاديمي الرياضي الأمير خالد بن عبدالله قد نجح في أبرز مهمة أوكلت له وهي جلب عقود الاستثمار للنادي الأهلي واستطاع برئاسته لفريق عمل الاستثمار في النادي إنجاز هذا الملف ببراعة وربما هذه المعلومة يجهلها الكثير ممن تابع حفل التوقيع الرسمي وانجرف خلف تيار النشوة بهذا المنجز الاستثماري دون أن يمنح أهل الفضل حقهم من الإنصاف والإشادة، وإذا كان (فيصل) قد أتم هذه الخطوة بنجاح على الرغم من موجة الانتقادات التي طالت إدارة النادي والمآخذ على التأخر في إنجاز هذا الملف إلا أنه مع الأمير فهد بن خالد رئيس النادي كانا كتلة من الصبر أمام المنتقدين إلى أن أزاحا الستار عن حجم الطرف المستثمر والذي يتواجد في الدوري السعودي لأول مرة عبر (الملكي) وحتى الشريك الإستراتيجي الكبير فقد كان فرحاً برعايته لكيان كبير بحجم النادي الأهلي وزاد بأن وصفه بالنادي الأفضل والأكبر وهي حقيقة حاول من حاول القفز عليها والتذرع بالدوري وبطولة آسيا وتلك لا يمكن أن تنتقص من قيمة الأهلي الحاضر في المنافسة منذ زمن طويل إلى السنوات الأخيرة على قمة الدوري ووصل نهائي دوري أبطال آسيا ومع ذلك زادت قيمته وتضاعفت جماهيريته وذلك هو معدن الكبار..
ـ ما أضحكني هو حجم الشكوك والتناولات الإعلامية المخجلة لبعض من اعتراهم (الحسد) والتي فضحت خفايا صدورهم نحو النادي الأهلي بالتقليل من عقد الرعاية الجديد وساروا في عدة اتجاهات إعلامية تارةً بالنيل من النادي أو من المستثمر الذي زعموا أنه لم يختر ناديًا حقق بطولة آسيا أو الدوري ووصل لبطولة أندية العالم ونسوا أن هذه المفاخر وحدها ليست القيمة الحقيقية للكيانات بل إن هناك مفاخر أخرى تكمن في القيمة الجماهيرية والتاريخ الطويل والمنجزات المختلفة والتنظيم والتقديم المثالي لبيئة الاستثمار من فريق عمل يملك الخبرة والجسارة على التصدي للمهام الكبيرة والتي تعد نقطة تحول في تاريخ النادي..
ـ أحدهم كان يتحدث في برنامج تلفزيوني معلقًا على عقد الرعاية وكأن ناديه هزم من الأهلي بالخمسة بتعبيره المتخبط ووجهه العبوس، والآخر يملأ شبكات التواصل انتقاصًا وكأن الأهلي خطف من ناديه بطولتين في أسبوع، وإذا كان من هم على هذه الشاكلة تركوا لب هذه الخطوة المشجعة على صناعة فكر استثماري حديث يأخذ بيد أنديتنا نحو الاكتفاء الذاتي من الموارد المالية وذهبوا لألوان الأندية ومالوا للتعصب والانتقاص من أي خطوة ناجحة لأنها لم تفعلها أنديتهم أو أنها كانت بدرجة أقل من النجاح وعليهم حينها أن يلوموا إدارات أنديتهم على عدم قدرتها على تفعيل الجانب الاستثماري والحراك المؤثر نحو استقطاب الشركات، ولا يفوتني هنا أن أسجل إعجابي ببعض الطروحات الهادفة والمشجعة والتي تناولت عقد رعاية الأهلي مع القطرية بإنصاف تام وتفاؤل بأن تكون مشروع بداية ناجحة للاستثمار على نطاق أوسع خارج الحدود خاصة وأن الدوري السعودي يظل من أفضل الدوريات في الوطن العربي والذي يحظى بمتابعة واسعة وشعبية كبيرة بل إن هذا الطرح المطلوب غلب عليه روح المسؤولية والتفكير بوطنية عن مستقبل الاستثمار في أنديتنا في وقت كانت فيه بعض الأقلام ووسائل الإعلام تنظر بأعين الميول..
ـ على الأهلاويين إن أرادوا استمرار نجاحهم في هذا الجانب التفكير بشمولية في خطوات مقبلة لبيئة تشجع الراعي على الاستمرار وتجلب المزيد من العقود وعليهم أن يعملوا بكل ما أوتوا من إمكانيات لاستمرار النتائج الإيجابية على مستوى فريقهم الكروي للمنافسة على الدوري ودوري أبطال آسيا وبقية المنافسات الكروية المحلية فهي تظل مقياسًا مهمًا للمكانة مع مقاييس الجماهيرية والتنظيم الإداري والبيئة الاستثمارية الخصبة..
ـ الأهلي والنصر غدا مباراة مفصلية مهمة جدا وكلاسيكو مثير بشجون الصدارة والمنافسة والبحث عن ترسيخ القدرة والمكانة والشخصية خاصة للأهلاويين الذين يدخلون هذا اللقاء بدعم جماهيرهم الكبيرة للحصول على النقاط الثلاث وإرضاء الراعي الجديد وإثبات حسن اختياره لهم.