ما إن يحط الأهلي رحاله في أي صفقة عناصرية أو تدريبية أو عقد رعاية إلا وتجد بعض أنديتنا تدبر أمرها بليل إما لتخريب خطوات الأهلي أو لإبرام الصفقة لأنهم يثقون في خيارات هذا النادي الوقور الذي لا يتعامل بالمثل معهم ولا يدخل في صفقة يعرف أن ناديًا سعوديًا يرمي إليها أو يرجو إتمامها والأدلة كثيرة في هذا الصدد حتى وهذا النادي يملك الملاءة المالية والقدرة على المساومة وإتمام ما يراه مناسبًا لخدمة النادي إلا أن ما يجعله يحجم عن الدخول في مزايدات هو مبادئه التي ترفض تكبد الخسائر المادية حتى لأندية منافسة، ولا أدري هل أصبح الأهلي كابوسًا لهم حتى وهو لم يحقق من بطولات الموسم الكروي المنصرم شيئًا وفي تفسيري أنهم يتتبعون خطوات الأهلي ونشاطه الملحوظ على صعيد إبرام العديد من التعاقدات المحلية الهادفة لتقوية صفوفه من أجل إعداد الفريق الأول الإعداد الأمثل للموسم المقبل وهذه المتابعة والدخول في المزايدات والتأثير على الآخرين تهدف بلاشك لإضعاف عزيمة الأهلاويين وقدراتهم وهذا ليس بالأمر الجديد فقد فعلوا ذلك في مناسبات عدة وذهبت بطولات من الأهلي لأسباب يعرفها الأهلاويون جيدًا لكنهم تعمدوا تجاهلها والسير وفق نهج لم يحيدوا عنه وهو ما فسره بعض المتابعين ومحبي النادي ضعفًا ويرون أن من المناسب أن تكون شوكة النادي قوية وأن يدخل في مزايدات على الصفقات التي يحتاجها لأن مثل هذه الخطوات تخلق هيبة للنادي ومكانة بين الأندية المنافسة ..
ـ إن تأخر إبرام عقد رعاية الأهلي رغم التأكيدات بأن العقد سيجد طريقه للإعلان الرسمي منذ أكثر من شهر يعني أن هناك عراقيل عدة وضعت في طريق الأهلي لتبرز التساؤلات بحجم هذا العقد لمصلحة من يقف بعض المنتمين لأندية أخرى عقبة في طريق هذا العقد؟ ولم لا يبحثون لأنديتهم عن شركات أخرى تلبي طموحاتهم؟ ولماذا التزم الأهلاويون الصمت في وقت كان يجب فيه أن يكشفوا عمن وضع في طريقهم هذه العراقيل؟ هي أسئلة حساسة ولكن ربما في صمتهم حكمة المسئول الباحثة عن تحقيق المكسب ثم الكشف عن ما وراء الأكمة والسيناريو الذي تم في هذه الرحلة الطويلة ..
ـ يبدو لي أيضًا أن تأخر الأندية الجماهيرية الكبيرة كالأهلي والنصر والهلال والاتحاد في إبرام عقود الرعاية تعود لخطوط متشابكة ببذل الإغراءات وتجميل صورة هذه الأندية أمام الرعاة مما جعل المستثمرون يترددون في السير في اتجاه واحد وبالتالي استثمار هذا التنافس في تخفيض مبالغ العقود أن تمت فيما بعد وهذا يعود في نظري إلى أن المنافسة أخذت بعدًا آخر لم يراعي جانب ومصالح الأندية الكبيرة فوجود أطراف عدة تبحث عن هذا العقد أو ذاك يعجل بإفساد خطوة البحث عن العقد المناسب وهي الصورة التي يعترف بها مفاوضو الأندية ولكنهم لا يجدوا مناصًا من السير في الطريق حتى نهاية المشوار لعل وعسى أن يتم هذا الأمر لأنه أبرز المهام في مسيرة أي إدارة تبحث عن النجاح والصرف على الألعاب بما يكفل تحقيق الطموحات ونيل الألقاب، ومن وجهة نظري أيضًا في الوقت الراهن أن الفوز بعقد الرعاية الأقوى والأفضل بما يوازي الجماهيرية يماثل الفوز ببطولة كبرى لأنه يأتي بمثابة تأكيد مكانة النادي وجماهيريته ..
ـ وبعيدًا عن استفتاءات زغبي وغيرها من الاستفتاءات غير الممنهجة فإن الملاعب هي الرهان على الكسب في المجال الاستثماري وحتى نأخذ دليلاً عمليًا في هذا الإطار فإن تواجد أكثر من خمسة وستين ألف أهلاوي في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين الذي أقيم على ملعب الجوهرة يوم افتتاحه كشف الحقائق أمام من يريد لناديه الحظوة في مجال الاستثمار لذا فإن من نظم استفتاء زغبي كان ذكيًا في بحثه عن مصلحة ناديه بدليل أنه اتخذه ذريعة للفوز بالعقد الأفضل وأن هذا التوجه سيخدمه في مفاوضاته مع الشركات والرعاة بينما يعاني من لم يهتم بهذا الاستفتاء في نيل ثقة المستثمرين، فمن الذي سيكشف لهم الحقيقة الغائبة بأن هذا الاستفتاء وغيره لم يبن على بحوث علمية دقيقة والأخذ به يعد ظلمًا في الحكم على جماهيرية الأندية ومقدراتها ..
ـ كنو الاتفاق ومعاذ الشباب صفقتان رابحتان لأي نادٍ كبير ومن يكسب خدمات أحدهما أو كليهما فهو قد ضرب في سوق التعاقدات ضربته القوية والمؤثرة.