ـ أحبط الأهلي أنصاره مجددًا الذين احتشدوا بما يقارب الستين ألف مشجع كانوا يبحثون في ليلتهم عن جوهرة ثمينة وهي كأس الملك الغالي في يوم افتتاح ملعب (الجوهرة ) وليس ذلك بالمشهد الجديد فهو من أكثر الأندية التي خسرت نهائيات ثمينة وغالية كانت قريبة جدًا من أحضان الملكي ، ولا أدري لماذا استحضرت في ذاكرتي نهائي دوري أبطال آسيا أمام أولسان وأخرى مشابهة في العهد القريب فعندما شاهدت الأهلي بهذا التقوقع قبل المباراة أدركت أن بينه وبين الخسارة تسعون دقيقة فقط حيث أن الفريق كان يفتقر للتحضير النفسي علاوةً على التحضير البدني والتأقلم مع أرضية الملعب الجديد وقد بدا لي أن الأهلي لم يكمل حصة تدريبية كافية على الملعب والأدهى والأمر الحضور المتأخر للفريق وعدم إجراء حركات التسخين بنفس القدر الذي حصل عليه منافسه الشباب حتى أنك لتشعر أن الفريق المنافس يحفظ جزئيات الملعب عن ظهر قلب ويتحرك كيفما يشاء وبثقة وهدوء وكأنه هو صاحب الجمهور الغفير الذي غطى كل مقاعد الملعب وزيادة وليس الأهلي وهذا الفاقد المعنوي لدى الأهلي والحافز النفسي لدى الشباب من التناقضات المثيرة التي حيرتني في المباراة.
ـ بطولة فقدها الأهلي وأضاعها بسهولة في وقت كانت فيه ستحل له جميع المشاكل وتصالحه بجماهيره التي زحفت خلفه منذ ساعات الظهيرة وتحملت عناء التنقل والحر الشديد وإرهاق استلام التذاكر بإصرارها وجسارتها على أن تكون خلف الأهلي الكيان إلا أنها اصطدمت بروح غائبة وخطوط مفككة وأفراد بدوا كأنهم أشباح في الملعب ، وتساءلوا : هل هذا هو الأهلي بالفعل أم أننا أمام كابوس مزعج ؟ بل أن لسان حالهم يقول : لقد كان طموحنا أن نحقق كأس المليك الغالي في أولوية جديدة ليكمل حلم أولوية اللعب على ملعب الجوهرة إلا أن ذلك الحلم تبخر بفضل سوء الإدارة الفنية والقيادة الميدانية في الملعب وتضعضع مستويات اللاعبين وفقدانهم للروح التي يمكن أن تعوض أي فاقد فني أو تكتيكي فيما لو كانت حاضرة.
ـ كسب الشباب بجدارة واستحقاق فقد فرض أسلوبه وأجاد العمل الدفاعي والهجومي بتوازن ولم تكن لديه أخطاء وعلى العكس تمامًا كان الأهلي والدليل أن الأهداف الثلاثة جاءت بأخطاء بدائية غريبة جدًا أن تبدر من لاعبين أصحاب خبرة في مباراة نهائية وكأنهم لأول مرة يلعبون مع بعضهم البعض وزاد بيريرا الوضع سوءًا باحتفاظه بورقة بصاص المهمة لوقت طويل قبل أن يزج به بعد ( خراب مالطا ) ثم أن بيريرا لا يأبه كثيرًا لانسجام التشكيل في مباريات متتالية فهو تارةً يشرك مجرشي إلى جانب ليال وأخرى يشرك الشهري أو سوك علاوةً أن خط الوسط وهو مفتاح الفوز في أي فريق كان غائبًا تمامًا أو مغيبًا عن أداء أدواره بفضل فلسفة فنية وتفرغ هذا الخط لارتكاب الأخطاء والإفراط في التمرير غير المتقن وعدم التركيز في الإمداد لخط الهجوم ، ولم أشاهد فرصة هجومية مرتبة وحقيقية تشعرك أن هناك فريقا منظما تكتيكيًا فقد كان يفترض ألا يتأثر الأهلي بالضغوطات الجماهيرية الهائلة التي مورست عليه وحجم المطالبات الضخم بتحقيق البطولة وإنقاذ موسمه الكروي الذي اختتم دون منجز.
ـ سعادتنا في المحفل الذي شرفه خادم الحرمين الشريفين كانت كبيرة بالتلاحم بين القيادة والشعب وتلك الكلمات التلقائية البسيطة التي انطلقت من قلب القائد الوالد إلى قلوب أبنائه والمشاعر الدافئة التي حفل بها هذا التلاقي في يوم تقديم هديته الرائعة وتحفته الجميلة وهي مدينة الملك عبدالله الرياضية وملعب الجوهرة الجميل ، وأكمل البهجة ذلك المهرجان الجميل الذي قامت عليه أرامكو والتي أجادت أدوارها بنجاح في بناء المدينة الرياضية في وقت وجيز والاحتفاء بالمناسبة بشكل يدعو للإبهار عنونته بأنه رؤية القائد وطموح الشباب وحوار الأجيال.
ـ تابعت قبل المباراة تعليقات ساخرة ووافرة في أمر إسناد أرامكو مهمة توزيع التذاكر للبريد السعودي وقرأت ما ذكروا من أن البريد لم يضطلع بدوره وافتقد للإمكانيات وضعف الكوادر وهذا صحيح لكن نسوا أن إسناد مهمة توزيع التذاكر للبريد تظل رؤية حضارية تنفذ في أوروبا وأمريكا ولو توفرت في البريد السعودي الإمكانات لنجحت هذه الخطوة ولحصلت الجماهير على تذاكرها بارتياح ، أما الأمر الخطير وهو ما يجب أن يتم التحقيق فيه بمفرده وهو استغلال النفوذ وتسرب تذاكر وافرة وهائلة في أيدي الرعاع ممن ليس لديهم حس المسئولية والمواطنة وعدم التصرف بحضارية في هذا الشأن ، فهناك مسئولون ضيعوا الأمانة وخضعوا للميول ولولا التصرف الحكيم من أرامكو بالاحتفاظ بجزء كبير ممن التذاكر لحدثت كارثة جماهيرية في الوقت الذي يجب أن نفكر أكثر من مرة قبل إسناد أي مهمة لجهاز حكومي غير مؤهل ، فهناك وقت كاف سبق هذه المناسبة كان من الأحرى خلاله التدرب على مواجهة الحشود الجماهيرية بكفاءة ، عمومًا هي تجربة تعلمنا منها الكثير ويجب الاستفادة من هذه التجارب والدروس.