لو نزعنا الصفة الاعتبارية عن أحمد عيد رئيس اتحاد الكرة لتوارى من يتحدث عنه بانتقاص خجلاً أمام قامة كروية سامقة من جيل الرواد، فهو أحد القلائل الذين رسموا بدايات كرة القدم السعودية الجميلة منذ أكثر من أربعين عامًا وأفضل حراس المرمى الذين سطعوا في سماء رياضتنا بإبداعاته وإخلاصه لوطنه وأخلاقياته العالية وأبرز الإداريين في مسيرة منتخباتنا وأنديتنا والرجل الذي يحظى بصداقات عالية المستوى في أعلى سلطة رياضية وهي (فيفا) وليس أصدقاء (استراحات)، أما لو نزعنا الصفة الاعتبارية من بعض من يتسنمون مناصب إدارية في أنديتنا اليوم فإننا لن نجد سوى تاريخ هش لشخوص لم تكن موجودة على الساحة الرياضية سوى من سنوات قليلة ومنذ مجيئها وهي لا هم لها سوى الهجوم في كافة الاتجاهات بألفاظ سوقية وعنصرية وارتياد (منصات) الكبار من أجل الشهرة وتعويض (الفاقد) المعنوي والإعلامي الذي لا يحصلون عليه سوى بالتصريحات المخالفة للروح الرياضية والبعيدة عن مبادئ الأخلاق..
ـ ليست كرامة رئيس اتحاد الكرة وحدها على المحك بل كل أعضاء اتحاد الكرة ومسؤوليه يبحثون عن حقهم المعنوي من جراء الهجوم غير المبرر الذي نال رئيسهم والشتائم التي تلقاها وإلا فإن مستقبل قرارات الاتحاد وتسييره لدفة الكرة في بلادي ستكون في خطر، وستكون تلك التصريحات المسيئة مطية لأحاديث استخفاف أخرى والحجة ضياع الهيبة، والحل الوحيد لهذه المعضلة التي تواجهها كرة القدم السعودية هو الضرب بيد من حديد على كل من يجرؤ على المساس بقامات كرتنا والإساءة إليها تحت أي ذريعة، فمن يدرك أبعاد حسن التعامل والإدارة الرياضية الحقة يدرك أن حقوق ناديه لا تضيع متى ما طالب بها في إطار طرح عقلاني يغلب عليه الوعي وتقدير المصلحة العامة والابتعاد عن تهييج الشارع الرياضي، ومخالفة هذا النهج قد يؤدي إلى مواقف لا تحمد عقباها ولنا عبرة فيما حدث في (منصات) ملاعبنا ومدرجاتها من مواجهات وتجاوزات لم تكن لتحدث لو أن مفتعليها التزموا الهدوء والتعامل بوعي وحكمة وروية..
ـ أحمد عيد رجل هادئ وحكيم يملك حس المسؤولية والتعامل مع الأحداث وفق منهجية واضحة ولا يستهويه الدخول في متاهات تاريخه أكبر منها وهو يعلم أن مجرد مسايرة أهواء الباحثين عن الاصطدام به لمجرد أنه مسؤول (مواطن) ستحقق طموحاتهم في إرباك مخططاته ورغباته في تطوير عمل اتحاد الكرة ولجانه لذا لم أستغرب المناصرة الإعلامية الكبيرة التي وجدها حتى من بعض من انتقدوا عمله في فترة سابقة وهذا يدل على أن الأخلاق والتعامل بوعي وحنكة تخلق الحب في نفوس المؤيدين والمعارضين سواسية لهذا الرجل، كما أن موجة الاستنكار التي اجتاحت الوسط الرياضي للأحاديث الإعلامية الخارجة عن النص تجاه عيد دللت هي الأخرى على أن هذا الوسط سيظل ينبض بروحه الرياضية وأخلاقياته الأسمى من معاني الفوز والخسارة.
ـ تصريح (يلعبون عليه الرجال) ألهب الوسط الرياضي ولكنه كشف عن معدن جماهير الرياضة ومحبي الكرة وشرفاء الإعلام ورغبتهم في محاربة هذه اللغة الساقطة من قاموس رياضتنا وأصبح الكل يتساءل عن إمكانية وجود عقاب رادع وواضح ودائم لكل من تسول له نفسه بعثرة القوانين وتصوير القوة والمكانة بأنها تأتي بالتجاوز على الآخرين والانتقاص من ألوانهم ومكانتهم؟
ـ نستطيع أن نعبر عن امتعاضنا من أي قرارات أو تصرفات بالنقد الهادف البناء البعيد عن الإساءة والعنصرية والعبارات التي تؤل إلى استهداف كرامة الناس أيًا كانوا، وإذا كان جلد منفوخ أدى لكل هذه التراكمات فإن من الأحرى بأهل الحل والعقد مراجعة هذه الصورة وإحكام القبضة على أحاديث مسؤولي الأندية بعدم عن خروجها عن النص وأن يكون الاحترام المتبادل هو أساس المعاملة الرياضية كما هو في كل شئون الحياة امتثالا لأوامر وتوجيهات ديننا الحنيف وبما تمليه علينا ضرورات الأخلاق، والعلة هنا في انفلات الضمائر قبل الكلمات..
ـ يقول الله سبحانه وتعالى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى».