أجواء الترقب تسيطر بلاشك على أجواء المعسكرين الأهلاوي والاتحادي وهما يسعيان لنيل شرف الوصول لنهائي كأس الملك الغالي وأجزم بأن من يصل منهما سيكون قريبًا لاحتضان الذهب مع التقدير لإمكانيات الاتفاق أو الشباب فيما لو استضاف جوهرة الملاعب النهائي المنتظر ممزوجًا بشرف الأسبقية وجمال لحظة نيل الأولوية، وقد لفت نظري الصورة السلبية التي يرسمها بعض الاتحاديين عن ناديهم وعن فريقهم الكروي في بعض الأحيان بحيث تأتي في سياق الإعداد المعنوي لمواجهتي الذهاب والإياب فيما يقابله هدوء حذر في المعسكر الأهلاوي واستقرار معنوي وتركيز فني على تكرار سيناريو مواجهة الفريقين في الدوري عندما تفوق الأهلي حينها ورغم هذا التفوق والاستقرار الملحوظ في الملكي إلا أن حظوظ العميد هي الأخرى قائمة بصورة متساوية مع منافسه التقليدي بدليل ما قدمه من مستوى ونتائج في دوري أبطال آسيا وحسمه للتأهل لدور الستة عشر في هذه المسابقة وامتلاكه لمجموعة شابة عوضت غياب فاعلية العنصر الأجنبي علاوةً على وجود جهاز تدريبي وطني يقوده القروني حظي برضا أنصار الاتحاد بعد تحسن النتائج في الفترة الأخيرة ..
ـ الأهلاويون يهمهم كثيرًا تعويض موسمهم ببطولة غالية لم تغب عن خزائن الملكي في الفترة الماضية بل واقترن اسمه بها كلقب مفضل، وما يساعد على خلق الصورة المتفائلة داخل المعسكر الأهلاوي هو تحسن نتائج الفريق الكروي في الفترة الأخيرة وخروجه بالمركز الثالث في دوري جميل رغم أنه ليس الطموح، وقد لوحظ أن الأهلي مع تتالي مبارياته يقدم مستوىً تصاعديًا من مباراة لأخرى وبروزًا في بعض الأوقات لأجانبه كموسورو وليال ربما لا يرتقي لطموحات الأهلاويين ولكن مثلهم كمثل بقية اللاعبين الأجانب في أنديتنا يقدمون مستويات جيدة ومثمرة في بعض الأحيان فيما عدا الكوري سوك الذي لم يوفق مع الفريق ولن أركن للمديح الذي واكب بديل إيرك اللاعب نيتو بل سأنتظر ما سيقدمه على المستطيل الأخضر من عطاء وفائدة فنية لمخططات بيريرا الذي أدرك تمام الإدراك أنه يعتبر هذه البطولة تحديًا خاصًا مع كل من انتقد عمله، وللحق فإن الفريق الأهلاوي تحسن عن ذي قبل على مستوى الجانب الدفاعي وأصبح أكثر تنظيمًا وكذلك خط الوسط ويبقى خط الهجوم أقل هذه الخطوط فاعلية وعلى الرغم من ذلك نجد أن هذا الخط يستعيض بدعم القادمين من الخلف كمصطفى بصاص وتيسير الجاسم والسوادي ..
ـ التحديات الأهلاوية والاتحادية وصلت للمدرجات ومن منهما سيظهر شكلاً ملائمًا يبرز قدرته على الدعم المعنوي في ظل أن الناديين في السنوات الأخيرة تنافسا كثيرًا على المستوى الجماهيري في الفاعلية والتأثير وتجديد الحضور الزاهي والملفت للقنوات ووسائل الإعلام وأضيف إليهما النصر هذا الموسم، وسيغري السباق الجماهيري على الابتكار والتنويع في طرق التأثير المعنوي الناديين الكبيرين وجماهيرهما على بذل كل السبل المؤدية لإعداد مثالي يدعم اللاعبين في الميدان على العطاء في المواجهتين من أجل الوصول للنهائي المنتظر، أي أن تأهيل اللاعبين لن يكون مقتصرًا على الجوانب الفنية بل إن الجوانب المعنوية سيكون لها الأثر الأكبر في الحسم وهو الدور الذي يقع على كاهل الإدارتين وجماهيرهما ..
ـ التوقعات في مواجهة الأهلي بالاتحاد والاتحاد بالأهلي تذهب عادةً أدراج الرياح لأنها ترتكز في غالبها على أوضاع الفريقين بينما أتوقع أن يكون العامل النفسي والتحضير الذهني والتركيز العنوان الأبرز للقاءين ولأول مرة نجد أن جماهير الأهلي والاتحاد اجتمعت في قالب تفاؤلي فكلاهما يملكان أسلحة التفوق والرغبة في الفوز والحافز لتعويض الجماهير بلقب كبير وفي المقابل فإن الشباب والاتفاق يعيشان أجواء مشابهة برغبتهما الطموحة في معالجة موسمهما بمشهد ختامي جميل وخاصة الاتفاق الذي يريد إثبات أنه نادٍ كبير له إسهاماته في الحركة الرياضية السعودية وما سقوطه من دوري جميل إلا كبوة جواد وأتمنى صراحةً من أجل هذا النادي العريق أن يصدر قرار زيادة فرق الدوري حتى وإن تردد ما يتردد حاليًا من إمكانية سقوط أندية كبيرة مستقبلاً في وحل الهبوط وما قد ينجم عن ذلك من ضغوط للزيادة مجددًا وهذا الأمر يختلف عن الوضع الحالي في ظل أن زيادة الفرق إلى ستة عشر فريقًا هي مطلب احترافي للاتحاد القاري مع وجود رغبة منذ سنوات لهذه الزيادة.