|


محمد الشيخي
لجان بجهودها قائمة وأخرى نائمة ..
2014-02-21

ـ كنت قد تطرقت في مقال سابق إلى وجاهة قيام لجنة المسئولية الاجتماعية والبيئة التي يرأسها الخبير الدكتور عبدالرزاق أبوداود بدور تنويري في مجال القضاء على وباء العنصرية والتعصب المقيت بعد التشويه اللافت الذي طال المدرجات الرياضية وأساء للمنافسة التي يجب أن تكون في إطار الروح الرياضية بعد أن مللنا تكرارها واستفحالها دون أن تردعها عقوبات الانضباط الفوضوية ، واستلهمت قيام اللجنة بهذا الدور نظير نجاحها واضطلاعها بمهام رائعة في التواصل مع مؤسسات المجتمع ومبادراتها المبنية على استشعارها لأهمية أن تكون الرياضة ساحة جاذبة لا طاردة لمحبي الكرة والمتعة والمنافسة الشريفة ، وبعد متابعة دقيقة لجهود تلك اللجنة في بلورة أفكارها وأهدافها الرامية لإصلاح بيئة المجتمع الرياضي قبل تطوير البيئة نفسها فقد ذكرت في هذه المساحة في مقال سابق أنه آن الأوان أن تتبنى اللجنة بادرة تعنى بالجماهير وتوعيتها على غرار ما أقرته من مبادرات تجاه اللاعبين القدامى وكذلك اللاعبين الحاليين وإقرار جائزة الكرة الذهبية لأفضل نجوم الكرة ، ولعل الجميع قد تابع حفل التكريم الذي أقامته بالتعاون مع شركة سوكر سين لمائة وخمسة لاعبين من قدامى الأهلي والاتحاد والوحدة الأقدم نشأة في تاريخ الكرة بالمملكة وتقديم الهدايا لهم وإفشاء الفرحة والسعادة على محياهم بعد أن شعروا بتواري قيمتهم وتاريخهم وعدم إعطائهم حقهم من التكريم لتأتي لجنة المسئولية الاجتماعية لتحيي فكرة طالما انتظرنا تطبيقها بمباركة اتحاد الكرة برئاسة الرياضي الكبير أحمد عيد وحضور نجوم الرياضة ومسئولي الأندية الثلاثة وأعضاء شرفها ثم المشاركة في ملتقى رواد الأعمال الرياضي الذي تقيمه ديوانية الرياضة بالغرفة التجارية بجدة وخرجت اللجنة من خلال هذه اللقاءات المثمرة بحصيلة مهمة من الأفكار خلص إليها أعضاء اللجنة ورئيسها في سبيل الالتقاء بالأطروحات البناءة في وسائل الإعلام ومنها المساعدة في جذب مشجعين وممارسين مستجدين للعبة كرة القدم والمساهمة في تشجيع وتنمية الإبداع في اللعبة والمشاركة في تنمية علاقات إيجابية بين اتحاد الكرة والأندية وروابط الجماهير ومؤسسات وهيئات المجتمع المدني ومحاربة التعصب والعنصرية والتطرف والكراهية في بيئة كرة القدم السعودية ولعل الأخيرة هي أساس التطور المنشود الذي نبحث عنه قبل الارتقاء بكرتنا ونجومها فالتوعية وإرساء المنافسة الرياضية الشريفة والحب والتسامح هي قيم يجب أن نساعد على غرسها في المدرجات وفي الأندية ولا بد هنا من أدوار مساندة أخرى تتمثل في التواصل مع إدارات الأندية وزيارتها وإقامة ندوات وورش عمل بها لبحث مسببات نزعة العنف السائدة في كثير من المباريات التنافسية بل والتواصل مع وسائل الإعلام في إيجاد الحلول لكبح جماح هذه الصورة المنفرة التي تسيء لرياضتنا ومنافساتنا ..

ـ إن الإشادة التي حظيت بها لجنة المسئولية الاجتماعية كلجنة وليدة في اتحاد الكرة على نحو غير مسبوق لتعطي دلالة واضحة على حجم العمل والطموح لدى رئيسها وأعضائها وقبل ذلك لدى رئيس اتحاد الكرة الذي يبحث عن عمل إيجابي مثمر يتكيء على منهجية واضحة وأهداف مرسومة حتى وإن كانت بعض اللجان تغرد خارج السرب بسلبيتها ومنها لجنة الانضباط ولجنة الحكام لممارستها العملية الخاطئة التي تضررت منها الأندية في الوقت الذي برزت فيه لجان الاحتراف والمسابقات والمسئولية الاجتماعية بأدوار وخطوات واثقة كان يجب أن تشعل نار الغيرة لدى اللجان النائمة ، فمن الأهمية بمكان أن يتواءم عمل اللجان لكي تضفي نوعًا من الثقة في علاقتها بالأندية والجماهير ولتخفف حدة التوتر الملحوظ الذي أسهمت في نشوئه القرارات السلبية ، ومن المهم أيضًا أن يتم تقييم عمل كل لجنة وبصفة دورية ومن ثم حجب الثقة عنها أو تعزيز هذه الثقة من خلال الجمعية العمومية ..

ـ خلاصة الكلام أن الانفتاح الرياضي بات مهمًا ليضطلع كل مسئول بدوره تجاه البيئة الرياضية وبناء جسور التواصل والتوعية وإرساء النظام وانتهى عصر الانغلاق والاجتهاد والفوضى حتى يعرف كل طرف ما له وما عليه فزيادة الأخطاء تؤدي إلى زيادة الانفلات والتصريحات الانفعالية وتؤدي إلى الاحتقان في المدرجات والتحرك للإصلاح هو الحل الجذري لحلحلة مشاكل الكرة لدينا ومنها إعادة صياغة بعض اللجان وتفعيل دورها وإشراك الأندية ووسائل الإعلام في طرح الحلول من أجل كرة قدم سعودية وثابة وجامحة لتحقيق المنجزات التي لن نصل إليها إلا ببيئة رياضية ناضجة أولاً وآخرًا ..