ـ لا أدري ما المسمى الذي ينطبق على واقع لجنة الانضباط، هل مسمى (الاستعباط) لأنها تعتقد أنها تتعامل مع مغفلين يمكن أن تضحك عليهم بين الفينة والأخرى بقرارات متناقضة ومرتبكة؟ أم لجنة (الهياط) لأنها تريد أدوارًا في الساحة الرياضية وهي لاتجد إزاء رغبتها القبول لدى الأندية ومسؤوليها بل وحتى الإعلام الذي بات يتندر على قراراتها ويحولها إلى مادة ثرية للسخرية؟ أم لجنة (السياط) كونها تصحو من سباتها فجأة حاملةً سوطًا لأندية وغصن زيتون لأندية أخرى؟ فبدلاً من أن تكون هذه اللجنة ذات شخصية قوية تفرض قراراتها ونصوصها القانونية على جميع الأندية بلا استثناء وتفعل أدوارها التربوية وتتواصل مع الأندية وجماهيرها بما يكفل الحد من التجاوزات أو القضاء عليها وتوعية المجتمع الرياضي، إذا بها تقدم نفسها بشكل استفزازي زاد من حجم السخط عليها وعلى قراراتها ليس فقط على الصعيد الجماهيري بل حتى على مستوى مسؤولي الأندية ووسائل الإعلام المختلفة، وعندما تتورط أو تخبو لفترة بين ركام القضايا والمشكلات المتكررة في الملاعب لاتجد سوى الأهلي لإعادة سطوتها المفقودة (فتهريه) بالعقوبات والحسومات المادية الضخمة وقرارات اللعب بدون جمهور، لأنها اكتشفت من خلال الصورة التي كونتها عن الأندية أن هذا النادي وحده مسالم ويتصف بالرقي وهو لايصنف من الأندية ذات الصوت العالي والمجلجل في القنوات والصحف.
ـ عودوا إلى كم العقوبات التي لحقت بالأهلي خلال هذا الموسم والمواسم الماضية، ستجدون أن الأهلي يتصدر الأندية بما يقارب نصف قرارات العقوبات التي أوقعتها اللجنة على هذه الأندية، بينما تغض الطرف عن حوادث مشابهة وتجاوزات في مباريات طرفها أندية تدعمها صحف وقنوات لكي لاترهق من التناول الإعلامي الساخط الذي سيضعف صورتها أمام الرأي العام متى ما تجرأت واتخذت أي قرارات مشابهة ضدها، بل إنها تحسب ألف حساب لرئيس النادي الفلاني وإعلامه الموجه ولاتريد صداعًا يعجل برحيلها عن سماء رياضتنا، لذا من السهل أن تصطاد فريستها في الوقت المناسب ثم تعود إلى فراشها الوثير لتنام أسابيع وشهوراً حتى تستيقظ مرة أخرى على عقوبة خاصة بالنادي الأهلي المسالم.
ـ لا أظن أحدًا من متابعي المنافسة الكروية لم يستمع لجمهور الاتحاد في مباراة فريقه أمام الأهلي وهو يردد كلمة (طحالب) إلا تلك اللجنة التي لم تورد في قرارها الأخير ما يدين جمهور الاتحاد بإساءته لجمهور الأهلي، واعتمدت على تقرير يدين صاحبه أكثر من إدانته للأهلي بسبب الميول، فكيف تعتمد على تقرير هو الآخر يغفل إساءة ويثبت أخرى بحسب الميول والهوى وليس الضمير؟ فكلمة (نيجيريا) لم نسمع بها في المباراة، وإن حضرت بشكل غير مسموع فإن كلمة (طحالب) كانت تردد بشكل واضح حتى يخيل إلي أنها تأتي عبر ميكرفونات وليست مجرد أصوات، فلماذا تغاضت اللجنة عن هذه الهتافات وغيرها من المواقف والتجاوزات لرؤساء أندية أو جماهير أو مسؤولين وحتى إعلاميين ينتمون لأندية دأبوا على الإساءة والاحتكاك بالجماهير لكسب الشهرة متسلحين بدعم جماهير أندية منافسة؟
ـ حسب الإحصائيات فإن الغرامات المالية التي لحقت بالأهلي قاربت نصف المليون ريال، فبماذا نفسر هذا التهافت على عقوبته والتغاضي عن مواقف مشابهة؟ في الوقت الذي كان يجب فيها تطبيق نصوص العقوبات على جميع الأندية سواسية، ليشعر النادي المعاقب بالعدل وعدم المحاباة؟ ولأدعم بدليل على ذلك الاحتقان من قرارات لجنة الانضباط، فإن أحاديث بعض أعضاء اتحاد الكرة الإعلامية حول إيجابية عمل اللجان لم تشر إلى لجنة الانضباط في العمل الإيجابي، بينما أشادت بعمل لجنة الاحتراف أو لجنة المسابقات أو لجنة المسؤولية الاجتماعية وغيرها.. فماذا يعني ذلك؟ يعني أن هذه اللجنة تعد الوحيدة التي لاتقوم بالحد الأدنى من مسؤولياتها تجاه الوسط الرياضي سواءً من خلال شمولية العقوبات أو توعية جماهير الأندية والتواصل مع إداراتها فافتقدت الجانب الاجتماعي والتربوي كما افتقدت العمل القانوني المحصن بدقة التطبيق.
ـ رئيس اللجنة ظهر مرة واحدة في أحد البرامج الرياضية وتملكته (الربشة) جراء المحاصرة القانونية التي جعلت حديثه محل نقاش لفترة طويلة، ونريده أن يظهر غدا ليبرر القرارات التي تضرر منها الأهلي، وما إذا كان دور لجنة الانضباط ينحصر فقط في إصدار العقوبات والغرامات المالية، وأين هي الأدوار الأخرى التي يمكن بواسطتها تخفيف حدة التوتر في الشارع الرياضي والمدرجات؟