|


محمد الشيخي
جائزة الجمهور المثالي ..
2014-01-31

ـ كنت قد عاهدت نفسي بعدم الخوض في نقاشات تتعلق بالعنصرية بعد أن طرقت هذا الباب ذات مرة وندمت على فعلي ولكن بعد أن وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه من غزو الهتافات المسيئة والهتافات العنصرية لمدرجاتنا واستفحال هذه الظاهرة التي لم تكن موجودة في السابق على هذا النحو بات من الواجب محاربتها بل والتصدي لها من جميع الأطراف التي يهمها خلو منافساتنا الكروية مما يخدش جمالها وإثارتها المحمودة حتى تلك التي تندرج تحت باب الزهو والفخر بمنجز أو مكسب أو صدارة أو بطولة ، ولعل هذا الموسم شهد زخمًا كبيرًا من الإساءات في المدرجات استوقف العقلاء ودعاهم لمناقشتها كظاهرة تسيىء للوجه الجميل لدورينا ومنافساتنا الكروية التي لا تقتصر متابعتها على محبي كرة القدم في بلادنا بل في العالم العربي وهو ما يدعو لضرورة مراجعة مسببات هذه الأزمة وهذا الاحتقان الذي أصبح يتكرر في ملاعبنا دون أن تردعه العقوبات التي تخرج بين الحين والآخر من لجنة الانضباط ..

ـ الأندية الجماهيرية وبالذات الأربعة الكبيرة تضررت كثيرًا من هذا الجانب ونالت النصيب الأوفر من العقوبات ورغم ذلك بقيت عبارات الإساءة تتصدر المشهد في المدرجات خاصة في لقاءات الكلاسيكو والديربي بشكل مزعج مما جعل الأصوات تتعالى للمطالبة بإيقاف هذا المد وتدخل اتحاد الكرة من خلال بعض لجانه ورابطة الأندية المحترفة وذلك بالتالي من وجهة نظري : أولا ً الاجتماع بممثلي الروابط الجماهيرية ومسئولي الأندية وطرح الحلول لمجابهة هذه الظاهرة ، ثانيًا تنويع أساليب التوعية للجماهير بإقامة المحاضرات التثقيفية بمخاطر الألفاظ المسيئة والعنصرية واستغلال إقامة المباريات الجماهيرية في الترويج للعبارات التي تدعو للتشجيع المثالي وإذكاء روح المنافسة الشريفة ، ثالثًا تشجيع المبادرات الجماهيرية لإزالة الاحتقان بين الأندية المتصادمة مؤخرًا مثل الهلال والاتحاد والأهلي والتي شهدت مبارياتها هتافات مؤسفة ، رابعًا إمكانية أن تضطلع لجنة مثل لجنة المسئولية الاجتماعية التي يرأسها الخبير الدكتور عبدالرزاق أبوداود رئيس لجنة المسئولية الاجتماعية والبيئة بدور في توعية الجماهير بما تراه مناسبًا من وسائل تحمي البيئة الرياضية من هذه الظاهرة بعد أن تكاثر ظهورها بشكل لافت ، وما دعاني لدعوة اللجنة للاضطلاع بدور في هذا الجانب هو النشاط الواضح والمشكور للجنة مؤخرًا وتكليفها بحل بعض المشكلات التي طرأت على سطح المنافسة مثل مشكلة إبراهيم هزازي واقتراح مشروع جائزة الكرة الذهبية التي تدفع بلاعبي كرة القدم للسعي لتطوير قدراتهم فلماذا لا تكون هناك جائزة للجماهير الواعية التي تقوم بدورها بمنأى عن الإساءات فإقرار مثل هذه الجائزة للجماهير يدفع بها للتسابق على كسبها ونيل الأفضلية والتميز في هذا الجانب بما يعزز سمعة ناديها ..

ـ إن من المهم أن تتخلص بعض الجماهير من ترديد المصطلحات العنصرية والمسيئة لأنها في الأساس تسيىء لنفسها قبل أن تسيىء لمنافسيها ، ولأضرب مثالاً في هذا الإطار فإن جماهير الاتحاد التي ادعت تضررها من ترديد عبارات عنصرية ضدها في مواجهات ناديها بأندية كبيرة أخرى تخطيء بترديد عبارات مسيئة في البداية وعندما يأتيها الرد المجابه تصدح بطلب العقوبة وتدخل لجنة الانضباط ولا أظن أن هذه الأمور ستحدث على الإطلاق فيما لو التزم كل مدرج بأدبيات التشجيع المثالي والرفع من معنويات فريقه دون المس بكرامة المنافسين وما ينطبق على الاتحاد ينطبق على الأهلي والهلال والنصر والتعاون والرائد وغيرها من الأندية ..

ـ حتى صدارة النصر للدوري برغم ما أشاعته من أجواء جماهيرية جميلة إلا أن هذه الأجواء صاحبها خروج عن النص من قلة من الجماهير تجاوزت الاحتفاء بفريقها إلى الإساءة للمنافسين الذين ردوا بنفس اللغة في دائرة الانتقاص من تاريخ الأندية وتقليل قيمة بعض نجومها ومدربيها رغم أن محبي الكرة الراقية ومنتظري عودة القلاع الكروية الكبيرة سعدوا بعودة النصر لما له من تأثير كبير على المشهد التنافسي الكروي بشعبيته وتاريخه ، فماذا لو كانت هذه العودة الجميلة مؤطرة بتعاط جماهيري مثالي على النحو الذي قامت به جماهير النصر هذا الموسم دون الإساءة للآخرين وكذلك جماهير الهلال تقوم بنفس الدور دون التعبير عن الغضب من هذه العودة المظفرة

ـ خلاصة الكلام إن الحلول المذكورة في هذه المساحة قد تساعد على إيجاد مدرجات نظيفة وجماهير على درجة مرتفعة من الثقافة التشجيعية فهل نحاول تفعيلها .. دورك يا اتحاد الكرة ويا لجان ويا رابطة ويا أندية ...