ـ قدمت إدارة الأمير فيصل بن تركي عملاً نموذجيًا يمكن الاستفادة منه في كيفية مواجهة الإحباطات والتخلص منها بشجاعة فائقة فأصبح النصر الذي كان مادة دسمة للنقد والسخرية واجهة مشرفة على كل الأصعدة العناصرية والفنية والجماهيرية وتحولت صدارته للدوري ووصوله لنهائي كأس ولي العهد إلى مادة خصبة سيطرت على المزاج العام لكافة أطياف المجتمع بتداول مصطلحات جديدة تعبر عن حالة من الانتشاء والفرحة بعودة النصر إلى أمجاده رغم أن الصورة لم تكتمل ولن تكتمل إلا بتحقيق البطولات وفي مقدمتها بطولة الدوري التي تعد الهدف الأول للأندية الكبيرة والعملاقة ، والمبهج للنصراويين أن هذه الحالة لم يسبق لها أن واكبت فريقًا تصدر الدوري طوال مسيرته المديدة فانعكست هذه الحالة بالإيجاب على الجماهير النصراوية التي قدمت جماليات رائدة وتشكيلات رائعة في الدعم المعنوي والتفاعل مع نتائج فريقها فأضحت مثلاً حيًا في زيادة ألق النصر بعد أن كانت نفسها يضرب بها المثل في الجلد والصبر ..
ـ نصر فيصل بن تركي يشبه إلى حد كبير نصر عبدالرحمن بن سعود المرصع بالنجوم والمحب للغة التحدي والعاشق لوهج البطولات فهذا هو النصر من جولة إلى أخرى يرسخ رغبته في تتويج مسماه إلى واقع على المستطيل الأخضر متشبثًا بالصدارة ومتحمسًا لعودة قوية إلى ملامسة الذهب الذي غاب عنه سنوات كيف لا وشعاره بلون الذهب وجمهوره الذواق يكنى بجمهور الشمس ..
ـ النصر اليوم فريق مبدع وممتع في نفس الوقت لا يحب الخسارة بدليل مسيرته هذا الموسم الخالية من التعثر بلغة الأرقام والتي أسهم فيها المساندة التي يجدها من أعضاء شرفه حتى لو بلغة الصمت عن أي إشكالات قد تؤذي هذه المسيرة النتائجية المبهرة ، ولعل الدرس المستفاد من تكرار نغمة الفوز والانتصارات المتتالية أنها اللغة الوحيدة التي تجابه الأصوات المضادة أو الأصوات النشاز فتكبح نشاطها إلى أجل غير مسمى وهذا يحدث في كل الأندية فمن الصعب في حال ساءت النتائج أن تسيطر على حالة الغضب على الصعيدين الجماهيري والشرفي وفي المقابل من السهل أن تلجم هذه الأصوات بالانتصارات حتى وإن كان العمل الإداري ليس مرضيًا ..
ـ ما ميز نصر هذا الموسم أنه ابتعد تمامًا كإدارة ولاعبين عن الدخول في جدليات التحكيم والنقاشات الإعلامية المثيرة بالتركيز داخل الميدان والحصول على المكاسب وغلب الهدوء على العمل النصراوي إضافة لروح الأسرة الواحدة والتعاون بين أفراد الفريق بينما لو استعدنا صورة النصر في المواسم الماضية لوجدنا أنه اعتاد تصدر المشهد الإعلامي السلبي سواءً مع المنافسين أو المعارضين داخل البيت النصراوي والفارق بين الصورتين يدل على نضج إدارة الأمير فيصل بن تركي وقدرتها على إيجاد بيئة ملائمة للعمل أثمر عن هذه النتائج المبهجة وقبل ذلك قدرتها على إيجاد فريق قوي وصعب المراس يجمع بين الخبرة وروح الشباب ، فمن أحضر عبدالغني ونور والحوسني ومحمد حسين ويحيى الشهري وخالد الغامدي والجيزاوي ومحمد عيد وعمر هوساوي وعبدالله العنزي إضافة لأبناء النصر غالب وشراحيلي وجمعان الدوسري وغيرهم لاشك بأنه يجيد لغة التحدي ويرغب بصدق في إعادة النصر للواجهة كفارس للبطولات ومنافس عليها في قادم السنوات ..
ـ من يقارن نصر هذا الموسم بفتح العام الماضي ليس محقًا في مقارنته في جوانب عدة فهناك فارق في الجماهيرية والإمكانيات وزخم التاريخ ووجه التشابه يكمن في الاستقرار الفني فوجود كارينيو والصبر على عمله من العوامل التي أسهمت في قطف الثمار بل أن كارينيو رسخ بحماسه ونجاحه التكتيكي الثقة في قدراته كما يحسب له أنه أصل في لاعبيه روح الفوز وتنامت هذه الروح مع توالي الجولات دون أن تلحق بالنصر الخسارة ..
ـ ميدانيًا لم يحقق النصر حتى الآن البطولة المنتظرة ولكنه قادم لتحقيقها وكل المؤشرات تعطي دلالة واضحة بأن العالمي لن يفرط في مكتسباته هذا الموسم ويعمل بكل إمكانياته على الظفر ببطولة أو اثنتين هذا الموسم ليرضي عشاقه لاسيما وأن العودة المظفرة تأتي من بوابة البطولات الكبيرة كبطولة الدوري وهي التي يبحث النصراويون بقوة أن تكون عنوانًا لتواجدهم في ساحة المنافسة ومنصات التتويج ..
ـ خلاصة الكلام إن النصر بإدارته الشجاعة أجاد العمل واستفاد من سلبيات العمل المتعثر الماضي في بناء حاضر متين يعتمد على عناصر قوية ومثالية شكلت عودته إلى الواجهة فهل يكمل النصر حضوره المؤثر على المشهد الرياضي هذا الموسم بحصاد الذهب ؟ إن غدا لناظره قريب ..