|


محمد الشيخي
جلال رئيساً للجنة الحكام
2014-01-17

نختلف ونتفق حول أخطاء الحكام ولكن عندما نسأل عن أفضل حكم سعودي تأتي الإجابة الشفافة البعيدة عن الانتماءات والألوان إنه الحكم الدولي المونديالي خليل جلال الذي قدم خلال مسيرته نموذجًا مشرقًا للحكم الطموح المتطلع لتطوير قدراته حتى وصل إلى ما وصل إليه من مكانة ونهايةً بإعلانه الرسمي للاعتزال بعد ظهور قائمة حكام مونديال البرازيل خاليةً من اسمه، وبغض النظر عن أسباب اتخاذه هذا القرار الذي أعده قرارًا شخصيًا حكيمًا منه في هذا الوقت للحفاظ على المكانة التي صنعها بجدارته وقدراته وثقة المسؤولين في إمكانياته أجد في فحوى هذا القرار ذكاءً يحسب له بعد أن شعر بأن طموحه في المشاركة في المونديال وهو الهدف الرئيسي له قد تم وأده وأن الساحة المحلية لم تعد مشجعة على الاستمرار لما يتعرض له الحكام من تشنيع وهجوم مستمر علاوةً على الصورة المقيتة التي يرسمها بعض حكامنا المحليين بإمكانياتهم الضعيفة وأخطائهم القاتلة لذا فإن التواجد ضمن هذه السلسلة لا يخدم مسيرة خليل جلال بل إنه قد يشوهها، وقد كنت كغيري من أبناء بلدي أتمنى أن يحظى الحكم المونديالي خليل جلال بالتواجد ضمن كوكبة الحكام في مونديال البرازيل استمراراً لتاريخه المشرف في مجال التحكيم ومشاركاته المتعددة في مثل هذه المناسبات الكبيرة في الفترة السابقة بما يتوج عطاءاته وإسهاماته في مجال التحكيم والتي نصبته كأفضل حكم سعودي أو على الأقل تكون هذه المشاركة خير ختام لمسيرته إلا أن الرياح جرت بما لا يشتهي ابن الجنوب الخلوق فآثر الوداع بخطاب رقيق وجهه لرئيس لجنة الحكام الحالية عمر المهنا يحمل قدرًا من الوفاء له ولزملائه الحكام وعرفانًا بجهود كل من ساهم في نجاحاته ولم أسمع من المونديالي المعتزل يومًا ما هجومًا على أحد أو انتقاصًا من إمكانيات زملائه واعتاد على مواجهة الانتقادات بالصمت والبعد عن الجدل..

ـ إن التاريخ ينصف خليل جلال ويعطيه الأحقية في أن يتسنم هرم الأفضلية على حكام الكرة السعوديين والتاريخ نفسه من سجل نجاحاته العالمية والقارية والعربية فهو قد اختير ضمن قائمة أفضل خمسين حكمًا في العالم عام 2008 ومنحت له الثقة في إدارة مباريات في كأس العالم للأندية والألعاب الأولمبية والتصفيات المؤهلة لكأس العالم ونهائيات كأس العالم 2010 وكأس آسيا 2007 وأدار نهائي كأس الخليج الحادية والعشرين في البحرين واختير في مناسبتين مختلفتين كأفضل حكم عربي ومن يحمل كل هذه السيرة بلاشك يستحق التكريم والاحتفاء من أجل تشجيع الجيل الجديد من الحكام السعوديين وإذكاء طموحاتهم ولا أجد بهذه المناسبة أفضل من خليل جلال لخلافة عمر المهنا مستقبلاً في رئاسة لجنة الحكام ليصهر فيها خبراته ولإعطاء الفرصة لنهج جديد قد يقود الحكام لمستقبل متفائل في الفترة المقبلة ..

ـ لقد سبق لي في هذه المساحة ومساحات نقدية أخرى أن انتقدت خليل جلال كما سبق لي أن امتدحته وأجد نفسي اليوم من خلال نظرة تقييمية شاملة لعطاءاته طوال السنوات التي ناضل فيها ليكون حكمًا مميزًا أشيد بإنجازاته التي نفخر بها ولا أظن بعد هذا الركض أنه سيتخلى عن زملائه بالنصح والمشورة بل والمشاركة في رسم الخطط المستقبلية للنهوض بمستوى الحكام السعوديين وتلك مسؤولية يجب عليه القيام بها متى ما أنيطت به من قبل الرياضي الخبير ورئيس اتحاد الكرة أحمد عيد الذي أجزم بأنه لن يفرط في إمكانيات حكم بحجم خبرة المونديالي خليل جلال في أن يكون له دور فاعل في المسيرة المقبلة للتحكيم السعودي ..

ـ مستوى التحكيم لدينا منذ سنوات طويلة وهو يعاني الأمرين من الضغوط التي أفرزتها مستويات أغلب حكامه وتأرجح قدراتهم والأخطاء المريرة التي عانت منها الأندية والمعضلة الأكبر تتمثل في تكرار هذه الأخطاء باستمرار على نحو يصعب معه منحه كامل الثقة في إدارة منافسات قوية تصرف عليها الأندية ملايين وافرة والحل في رسم إستراتيجية جديدة لانتشال التحكيم بإسهامات أبناء هذا المجال وفي مقدمتهم المعتزل خليل جلال ..

ـ خلاصة الكلام يجب أن نعزز بناء الكرة السعودية بجميع أركانها ولا يتأتى ذلك إلا بالحفاظ على الكفاءات اللامعة في مسيرتها وإعطائها الفرصة لخدمة الكرة السعودية في كل المجالات التي تساعد على إيجاد بيئة خصبة لمنافسة نزيهة بما ينعكس على كرتنا بالإيجاب ويدعم تواجدها الفاعل في المحافل الخارجية.