لا أجد مبررًا واحدًا لما ينتهجه من يهمز ويغمز في قناة رجل الرياضة والشباب الأول الأمير نواف بن فيصل من أقاويل وسيناريوهات مزعومة خرج سموه لينفيها، ثم تحولت إلى صدى يعلق عليها من أراد التأثير على الرأي العام وتشويه الصورة بالعزف على وتر الميول، فمع احترامي لمن يبحث عن أسبقية خبر أو معلومة أياً كان الهدف منها، فإن على الوسط الإعلامي احترام مصداقية الرجل ومنهجيته التي بات يؤكدها بين الفينة والأخرى من أنه ليس له علاقة بسياسة اتحاد القدم وأعمال لجانه وما يقع تحتها من مسؤوليات مناطة باتحاد الكرة في المقام الأول، إلا أن هناك من يزج به في قضايا الأندية ومواجهاتها وكأنه يقول إن يد الأمير نواف بن فيصل لازالت تهيمن على الساحة الكروية دون دليل مادي.. وما القضية الأخيرة المثارة حول اجتماعه بوكلاء اللاعبين بل ومطالبته إياهم بالتنازل عن حقوقهم لدى ناديي النصر والاتحاد، وقد واجه هذه التهمة بالنفي التام ليخرج مشرف الكرة في نادي الرائد ويطالبه بدعم ناديه أسوةً بالنصر والاتحاد في إشارة غير مباشرة ربما لايعنيها لمجاملات مزعومة سموه أكبر منها، وشخصيته التي نعرفها منذ دخوله العمل الرياضي منزهة عن هذه الإسفافات، فقد عرف منذ وجوده في اتحاد الكرة نائبًا لرئيس اتحاد الكرة ورئيساً للاتحاد بمناصرة كل الأندية والوقوف معها في أزماتها، ولم نسمع في ذلك الوقت من يقول بأن نواف بن فيصل نصراوي أو أهلاوي أو اتحادي أو هلالي لسياسته الحكيمة وقدرته على احتواء كل الإشكالات والانفعالات في الوسط الكروي، فما الذي تبدل الآن في شخصية نواف حتى نحيطه بهذه الاتهامات غير المنطقية ؟
ـ إننا بهذا الاستهداف نرسم صورة مغايرة لعمل طويل ونجاحات سجلها الرجل في تعاملاته، بل ونظلمه بتسليط الضوء على هذه الصورة حتى وهو خارج المؤسسة الرسمية لاتحاد الكرة. ومصدر الغرابة أن نواف بن فيصل عندما كان مسؤولاً مباشرًا في اتحاد الكرة قبل خروجه لم نسمع مثل هذه الاتهامات، وهنا لا أتناول خبرًا حول شخصيته بل مجموعة أخبار أحاطت به منذ أن تفرغ لمسؤولياته الأشمل في الجانب الشبابي والرياضي، ومن واجبه ومن أبسط حقوقه الدفاع عن نفسه ضد من يحاول تشويه صورته، بل من حقنا كإعلام رياضي الاستماع له ولوجهة نظره فيما يطرح حوله لأنه المعني بهذا الطرح في المقام الأول، لذا اقترح عليه الخروج في أحد البرامج الرياضية وتناول هذا الموضوع بشكل أوسع ومفصل لتوضيح الصورة لمن تغيب عنهم شخصية نواف المتزنة والخبيرة والتي تدرك بواطن الأمور والتنزه عن أي مماحكات تذهب به بعيدًا عن مسؤولياته الحقيقية.
ـ الأمير نواف يستحق منا جميعًا الشكر لإنقاذه نادٍ عريق كالاتحاد من التدهور وتشكيله لجنة لمعالجة الأوضاع في هذا النادي بعد أن وصلت الأمور إلى منزلق كارثي خطير ربما كان سيجر النادي إلى عواقب وخيمة بعد تخلي رجالاته عنه، ولو كان هذا الوضع في أي نادٍ آخر فإنه أيضًا لن يتأخر في معالجة شبيهة لإيمانه التام بأن أندية الوطن دعامة المنتخبات ومنبع المواهب وشريان الرياضة ويجب أن تقوم عليها إدارات حكيمة تنأى بها عن المشاكل، ولاننسى معالجته لمثل هذه الظروف في أندية أخرى في أوقات سابقة لأن هذا العمل يجسد شخصية المسؤول الأول عن رياضتنا الباحث عن قيامها بواجباتها في أجواء آمنة ومناخ عمل ملائم يتيح لهذه الإدارات ومن بعدها القيام بأدوارها وتسخير مجهوداتها لخدمة الأندية وبالتالي خدمة الرياضة عمومًا كون الاستقرار يمثل أحد أهم مقومات نجاح العمل الرياضي، ووجود أندية قوية يعني وجود منتخبات قوية في كل الألعاب تشرف رياضة الوطن.
ـ تغريدة في تويتر أظنها لاتكفي لدرء الاتهامات أو لتصحيح خبر، فليس كل من يتابع الوسط الرياضي مطلعاً على هذه الردود، وهناك وسائل إعلامية ومنابر تلفزيونية تنتظر مثل هذه الإطلالات للقيام بواجبها في هذا الجانب، بل إنها فرصة مناسبة لها لأن تخرج بعمل إعلامي ذي قيمة.
ـ خلاصة الكلام وفي موضوع يتعلق بهذه الصورة، يجب أن ننأى بمنافسة النصر والهلال على الدوري أو أي منافسة أخرى عن أي تأثيرات لشخصيات يتم حسابها بشكل سلبي وتصويرها بأنها ذات علاقة بالمنافسة، فمن يركض وراء الألقاب أمامه الميدان، ومن يبحث عن التبرير وتعليق الفشل بجوانب خارج المستطيل الأخضر لن يجد القبول من الآخرين.