|


محمد الشيخي
فرقة الرعب أم الخوف؟
2014-01-03

صدمت من حديث مدرب الأهلي فيتور بيريرا على هامش المؤتمر الصحفي الذي أعقب لقاء النصر عندما ذكر أن لاعبي فريقه دخلوا لقاء النصر يتملكهم الخوف ولا أدري منذ متى يدخل الأهلي مواجهاته وهو بهذه الحالة المعنوية السيئة فلطالما واجه الأهلي التحديات وكسب وخسر وهذا هو حال الكرة، أما أن يشخص وضع فريقه ويصفه بالخائف من مواجهة خصم سبق له أن كسبه ويملك من الدعائم ما يجعله قادرًا على مقارعته فذلك هو الوجه الجديد الذي لم نكن ننتظره من بيريرا وهي تأتي في سياق حالة معنوية عامة كان بيريرا قد أسهم فيها منذ أن أدخل اللاعبين أجواء التوتر بحصولهم على كم وافر من الكروت الملونة لم يسبق للأهلي أن حصل عليها في تاريخه الكروي في مباريات قليلة متتابعة وغلب ذلك الطابع على أحاديثهم الإعلامية عقب المباريات بما يعكس حالة من الاستسلام لواقع كان يجب على الجهاز الفني تخليص اللاعبين من انعكاساته السلبية وما زاد من هذا التقوقع التركيز الدائم في المواجهات الماضية على أن التحكيم هو الخصم الحقيقي للأهلي لا منافسيه.

ـ ويمكن أن أفسر حديث بيريرا المفاجئ على هذا النحو عقب الخسارة بأنه يضع نفسه في قفص الاتهام بهذا الحديث بطريقة غير مباشرة لكونه المسؤول الأول عن الفريق وعن إعداده المعنوي والفني فمجرد أن تصف أسلحتك في الميدان بأنها خائفة أو مترددة فكأنك تغرس فيها روحًا مغايرة لما كان يجب أن تفعله كمنهج وعمل لاجتثاث جوانب التوتر والخوف والتردد من جراء النتائج السلبية الماضية علاوةً على التركيبة العناصرية والمتغيرات الحديثة بفقدان مقومات ودعائم كان لها مكانتها وفاعليتها في الفريق بدعائم جديدة لم تثبت حتى الآن فاعليتها، وحتى لو احترمنا فلسفته الجديدة وطالبنا بالصبر عليها وهي من أبسط حقوقه كمدرب جديد على الأهلي إلا أن غرس ثقافة الخوف والتردد لا يمكن القبول بها إطلاقًا من مدرب له اسمه ومكانته الكبيرة فلا يجوز مهما كانت النتائج أن تبرر للخسارة بتبريرات تقلل من أدواتك لضلوعك في هذا العمل بدور محوري وقيادي.

ـ الأهلي الذي كان اسمه فرقة الرعب أصبح الخوف أحد سماته في نظر مدربه مما جعل الإعلام يتداول هذا الحديث ويسلط عليه محور تحليلاته في منزلق أظن أن له تبعاته ما لم يتم تداركه بوقفة جادة تتدخل فيها جميع الأطراف التي يهمها وضع الأهلي بانتشال اللاعبين من تلك الأجواء السلبية إلى الصورة الكروية الجميلة التي كان الأهلي يمثل بروازها بين الفرق على الأقل في المواسم القليلة الماضية التي دخل فيها الأهلي منافسًا على البطولات وأحد فرسانها ولن أخوض في استلهام ماضي الأهلي الذهبي بعناصره المؤثرة التي قادته لمنصات التتويج وسأكتفي بتقييم حاضر مزعج لعشاقه ولجماهيره التي خرجت في الآونة الأخيرة بتحليلات بعضها تصف الواقع بمرارة وبعضها ذهبت إلى جوانب أخرى لا تملك نفس القدر من التأثير.

ـ لاعبو الأهلي معنيون بتغيير واقعهم من لقاء العروبة وتحسين صورتهم وإعادة الثقة إلى أقدامهم وإمكانياتهم وأتمنى أن يعودوا إلى أجواء الانتصارات لأن فقدان شخصية فريق كبير كالأهلي في خارطة المنافسة الكروية المحلية له تبعات خطيرة ليس فقط على صعيد العلاقة مع جماهير النادي الوفية بل حتى مع المحايدين والعقلانيين من يرتجون عودة الأهلي على سابق عهده كرائد من رواد الكرة الجميلة والنتائج المفرحة، وفي هذا السياق فإن أحاديث كبار اللاعبين كتيسير الجاسم وأسامة هوساوي رغم صراحتها المطلقة وشفافيتها فإنها تعد خارطة طريق وبداية استدراك لوضع نتطلع جميعًا لأن يطوي اللاعبون صفحته بصفحة جديدة تسير في نسق مختلف يحقق على الأقل نسبة بسيطة من طموحات جماهيره التي كانت تمني نفسها بأن ترى فريقًا يقارع المنافسين على صدارة الدوري فقبل بداية الدوري كان الأهلي أحد الفرق المرشحة التي لا تقل جودةً عن إمكانيات النصر والهلال.

ـ كان بالإمكان أفضل مما كان أيها الأهلي الوقور، ويجب الآن الخروج من مأزق النتائج بروح جديدة وإصرار على مسح الصورة القاتمة التي رسمها اللاعبون وجهازهم الفني فالحديث في الماضي وأخطاء الماضي لن يجدي نفعًا إلا في جانب الإصلاح واستحضار السلبيات بهدف علاجها والتخلص من تأثيراتها.

ـ خلاصة الكلام لقد واجهنا بيريرا بمسؤولياته وقراراته واستقطاباته التي ألقت بظلالها على الفريق وعليه أن يتدارك ما يمكن تداركه من أجل التغيير للأفضل وسأظل متمسكًا برأيي بأن رحيل بيريرا لن يكون حلاً للأزمة بل مكاشفته ومناقشته هي الحل.