أجزم بأن الأهلي هذا الموسم بعيدًا عن أخطائه الفنية يعيش وضًعا مأساويًا على صعيد علاقته بالتحكيم أتحدى بأن واجهه فريق من الفرق الثلاثة عشر الأخرى في الدوري ولم يألفه الأهلي على هذا النحو من الغزارة في الأخطاء المتتالية في عدد من المباريات كلفته خسارة أكثر من عشر نقاط كانت كافية بتسنمه سلم الترتيب وصدارة دوري المحترفين، والأدهى والأمر أن تشهد مباراة واحدة فقط هي مباراة التعاون الأخيرة كمية أخطاء فادحة يستحيل أن تشاهدها حتى في الدوري البنجلاديشي من حكام تم منحهم فرصة إدارة منافسات دوري تقدر قيمته بملايين الريالات ويرتكبون الأخطاء تلو الأخطاء ولم نجد أو نسمع من لجنتهم سوى التبرير دون الاعتراف بتلك الكوارث..
ـ وإذا كان هذا المشهد سيتكرر على مسرح الأهلي فقط في الجولات المقبلة فإن فضاء المنافسة سيتحول إلى كتلة من التوتر والشحن وهو ما يفضي إلى قرارات انضباطية لن تنتهي فلا الجماهير ستصمت عن حق فريقها على نحو ما فعلت في لقاء التعاون الأخير بعد أن فاض الكيل وخرجت الأمور عن مسارها بسبب الوهن التحكيمي والتجرؤ على ناد يشعر بأن هناك من يحاربه ويقف أمام طموحاته المشروعة..
ـ أما الجانب الآخر المظلم في الأهلي هو ذلك الانطواء والإيمان المطلق بأن بيريرا (الداهية) صاحب التاريخ التدريبي المشرف منزه من العثرات الفنية والتكتيكية بدليل أنه يضع أبرز أسلحته العناصرية إلى جانبه في دكة الاحتياط في مواجهة الخصوم دون تفرقة بين خصم قوي وآخر ضعيف ويؤكد على أن الاستحواذ سبيله للتفوق بينما تاريخ كرة القدم يشهد بأنه ليس كل شيء وإلا لحصدت البرازيل كل البطولات التي تشارك فيها، بل إن هذه الطريقة قد تعطي الفرق المنافسة مساحة بناء خططها التكتيكية لإرهاق الأهلي والاعتماد على الجوانب الدفاعية واتباع أسلوب الهجوم المرتد الذي فاجأ الأهلي في العديد من المناسبات وأسهم في فقدانه للنقاط ..
ـ أنا مع بقاء بيريرا لسنوات مقبلة مدربًا للأهلي ولكن مع محاسبته والجلوس معه على طاولة واحدة لمناقشة دوافع منهجه التكتيكي المفاجئ في بعض المباريات فأغلب نقاط الأهلي فقدها على ملعبه وبين جماهيره ..
ـ [n1] كل من يفهم في كرة القدم يدرك أن العناصر التي تمثل الأهلي حاليًا هي من أفضل العناصر التي مرت في تاريخه في كل المراكز وهي أفضل من العناصر المتواجدة في فريقي النصر والهلال متصدر الدوري ووصيفه وبإمكان أي مدرب بناء تاريخه من جسر نجومية لاعبي الأهلي لذا فعملية الاستمرار في منهج لا يتناسب وإمكانيات الفريق يمكن تصحيحه وعدم المكابرة عليه متى ما حرصت كل الأطراف على التفكير في مصلحة الأهلي التي تستوجب التنازل عن بعض القناعات فالانتصارات وحدها هي التي تنسي الجماهير عثرة البدايات بشرط الالتفاف حول الفريق وتغليب مصلحته ..
ـ صدارة النصر لم يحكمها المستوى ونجومية عناصره بل العزيمة والإصرار والرغبة في مواصلة الانتصارات، وقد استفاد النصر من ميزة عدم خسارته حتى هذه الجولة في الدوري في الجانب المعنوي أمام الهلال مؤخرًا وللأسف فقدها الأهلي أمام التعاون وهو الذي كان يمتلك نفس الميزة.