بغض النظر عن تمديد لجنة الاحتراف لنادي الاتحاد عشرين يومًا لتسوية ديونه إلا أن اللجنة بقيادة الرجل الخبير عبدالله البرقان قامت بخطوات مثالية حتى الآن تستحق الثناء في مجال التوعية والتثقيف والتواصل المستمر مع الأندية بالخطابات الرسمية التي تذكرها بمواعيد التسجيل وضرورة تسوية القضايا المالية وشكاوى اللاعبين قبل انتهاء الفترة الأولى للتسجيل يوم الأربعاء 11 سبتمبر بعد تدشين الموسم الرياضي الجديد بأيام على طريقة الاحتراف في أوروبا، أي أن يوم 11 سبتمبر سيكون يومًا ثقيلاً (ستفجر) فيه لجنة الاحتراف كل طاقاتها لاستقبال الأندية المتأخرة أو تلك التي تسابق الزمن من أجل اللحاق بركب الأندية الأخرى التي استطاعت إنهاء مسوغات تسجيل لاعبيها مبكرًا وهي أندية بلاشك تستحق التقدير على خطوتها الاحترافية من أجل التفرغ لاستعداداتها للموسم الجديد دون اضطراب بسبب مشكلات مالية أو نظامية، كما أن هناك إدارات استفادت من الأخطاء الإدارية السابقة وتلافتها وهذه خطوة تسجل لها فسجلت فارقًا في العمل الإداري الإيجابي هذا الموسم عن المواسم الماضية.. ـ وبصريح العبارة فالبرقان كما يبدو لي رجل عملي يريد تسخير خبراته السابقة في مجال الاحتراف لخدمة الأندية وبرمجة وتطوير عملها الاحترافي فيما يتعلق بمديونياتها أو مسيرات لاعبيها المحترفين ولا تكتمل هذه الخطوة إلا بالصرامة والتعامل مع الأندية سواسية بقرارات نافذة لا تحتمل التأجيل وأي تساهل في هذا الأمر سيعود الأندية على التكاسل وعدم الاهتمام الكافي بمسيرات اللاعبين وسداد الديون والالتفاف حول الأنظمة، ولعل تصريح البرقان نفسه بأن هناك ثمانية أندية في النطاق الأحمر من أصل أربعة عشر ناديًا محترفًا يعني أن الأندية تحتاج لمن يساعدها على الانتظام في عملها والوقوف إلى جانبها وكذلك إلى جانب اللاعبين المحترفين، فمسألة تمرير مسيرات اللاعبين دون توقيعهم الرسمي سيكشف عن خطورة وضع العلاقة المستقبلية بين الإدارة واللاعب عندما يأتي اللاعب ليشتكي إدارة ناديه لتقديمها شيك بدون رصيد له وهنا تقع المسؤولية على اللاعب فكيف يوقع على مسيرات مستحقاته من أجل تسهيل أمور تسجيل ناديه للاعبيه ثم يقدم على خطوة الشكوى لنفس النادي لذا لجنة الاحتراف سبق وأن نبهت في وسائل الإعلام عن خطورة هذا الوضع ولا أعتقد أن الأندية وإداراتها لا تعي مثل هذه المشكلة وإمكانية تحولها إلى فضائح إعلامية تدين العمل في إدارات الأندية وتجعلها مادة صحفية دسمة وهو ما يؤثر بلاشك على مصداقيتها والثقة بعملها وكوادرها وحتى ينعكس ذلك على علاقتها بجماهير النادي. ـ أما الأندية التي تقوم بخطوات استباقية وتستفيد من أخطاء غيرها في الجوانب الاحترافية وفي مسألة إبرام التعاقدات وتسديد المستحقات فإنها تستحق الشكر لكونها تظل واجهة حضارية لأنديتنا وفي مقدمتها الأهلي والفتح والشباب وهي الأندية التي بادرت بإغلاق هذه الملف باكرًا وفرغت نفسها تمامًا للإعداد للموسم الجديد وكأني بها تدلل من جديد على أنها تقوم بعمل يتوافق وأنظمة الاحتراف من واقع التفاعل والوفاء بمستحقات اللاعبين والمبادرة بكل عمل من شأنه أن يضع النادي في مصاف الأندية المتقدمة احترافيًا وحضاريًا، وبعيدًا عن التوقعات لتأثير تلك الجوانب العملية المميزة على المنافسة على الألقاب فإن من المهم القول بأن مثل هذه الخطوات تخلق بيئة مناسبة ومناخ ملائم للنجاح وتزرع روح الاستقرار والتوازن المعنوي لدى اللاعبين والنادي الذي يدرك أهمية هذا الجانب فهو بلاشك يملك فكرًا إداريًا مقتدرًا.. ـ وبمناسبة الحديث عن الاحتراف والمحترفين فمن السابق لأوانه الحديث عن إمكانيات اللاعبين الجدد وتأقلمهم مع أنديتهم ما لم يندمج اللاعبون في مجتمعهم الجديد لفترة زمنية كافية ويمكن أن يكون الحكم منطقيًا بعد مرور جولتين أو ثلاث من منافسات الموسم الجديد، والمشكلة هنا تكمن في الأندية التي تحضر محترفيها متأخرين عن معسكراتهم وتجاربهم الودية ثم تجابه بحنق جماهيري وربما إعلامي على عدم تأقلم لاعبيها أو عدم بروزهم بإمكانياتهم فمن يتحمل المسؤولية هنا هو الإدارة التي تلكأت في تنفيذ المتطلبات الفنية وقضت جل صيفها ووقتها في مواجهة أزماتها المالية.