ـ فيما لو أصبحت مهنة لاعب كرة قدم محترف مهنة رسمية معتمدة مثلها مثل أي وظيفة أخرى كما ذهب إلى ذلك خبر صحفي طالعته في عكاظ، فإنها ستكون خطوة تاريخية تحسب لأول اتحاد كرة قدم منتخب برئاسة أحمد عيد الذي كان هذا الطموح في قائمة ملفه الانتخابي، بل إنه يجسد أن هناك رؤية بدأت تأخذ حيز التنفيذ من حيث العمل على إيجاد أجواء آمنة لممارسي كرة القدم من المحترفين ووضع آليات وأنظمة تضفي عليها طابع الرسمية والاعتراف بها كوظيفة ومصدر رزق ، وهذا الإجراء متى ما اكتمل في صورته النهائية واتخذ منحى التطبيق الفعلي فإنه سيضفي واقعًا جديدًا على حياة اللاعب السعودي المحترف الذي يبحث عن وضعية آمنة لمستقبله ولرؤية المجتمع له كلاعب كرة قدم سبق أن عانى بعض نظرات الازدراء لقيمته المعنوية وليس المادية، حيث إن المادة ليست كل شيء في ظل أن صورة اللاعب ظلت مهزوزة جراء التعاطي الإعلامي أو جراء بعض الممارسات الفردية، وسريان القرار الجديد مستقبلاً يعطي اللاعب المحترف جانبًا أكبر من التقدير ولكن يظل عليه واجب الاهتمام بمهنته والإخلاص لها وتحسين صورته بالابتعاد عن أي ممارسة خاطئة أو سلوك غير سوي، وأن يكون قدوة للنشء الذين يتابعونه ويتطلعون في المستقبل لأن يصبحوا مثله متى ما توفرت فيهم القدرة الكروية والموهبة. ـ أما اتحاد أحمد عيد الذي أراه يعمل بصمت، فهو سيحقق بهذه الخطوة إنجازًا ملحوظًا يرد فيه على من يقول إن اتحاد الكرة لم ينجز شيئًا حتى الآن وهو بالكاد شكل لجانه، وتغيير هذه الصورة أو هذا الانطباع السائد عند من يريد أن يكون اتحاد الكرة بلا معالم واضحة لايأتي إلا بالعمل الجاد والإقناع للآخرين أو المناوئين لاتحاد عيد ببلورة الأفكار والخطط التطويرية على أرض الواقع، حينها سيتحولون إلى خندق الاتحاد وسيصطفون إلى جانب رئيسه على الأقل مؤقتًا بدلاً من النقد الدائم الذي يصور اتحاد الكرة الجديد وكأنه بلا إيجابيات، وحتى نكون منصفين فإن هناك محاولات جادة لتحسين بيئة العمل وسن نظام رياضي يرفض التجاوزات علاوةً على أهمية التوعية لشرائح الرياضيين من مسؤولين ولاعبين وأندية وإعلام وجماهير بأهمية احترام كرة القدم كمهنة وكنظام يؤطر منافساتها، وقد سعدت بتنظيم اتحاد الكرة ورابطة دوري المحترفين لورشة عمل عن مخاطر التلاعب بنتائج المباريات والتعريف بالطرق المستخدمة بالتلاعب في النتائج وأبرز الحالات المضبوطة وكذلك العقوبات القانونية المترتبة على هذه المخالفات، ولا أعلم إن كانت أنديتنا وهي تعي أهمية المنافسة الشريفة قد حرصت على المشاركة في هذه الورشة أو على الأقل استيعاب خطورة مثل هذه المخالفات وتأثيرها على سير المنافسة والأحقية بالمنجز، فكم سمعنا وقرأنا بخفايا تتويج فرق ببطولات بشائبة التلاعب بالمباريات أو إغراء لاعب ورشوته وغير ذلك من الأساليب الملتوية، وهذه القضايا بمجرد أن تظهر في ساحتنا تختفي بسرعة ولايظهر في النهاية ما إذا كانت الوسيلة الإعلامية التي سلطت الضوء على هذا الجانب محقة في طرحها أم لا، أو أن من تحدث عن هذا الموضوع تحدث عن وقائع حقيقية أم وهمية. ـ اتحاد الكرة ورابطة دوري المحترفين يقع على عاتقهما تكثيف الدور التوعوي بالمزيد من ورش العمل والمحاضرات في شتى جوانب العمل الرياضي، وإجبار الأندية ومنسوبيها على الحضور لهذه الورش وتطبيقها في الأندية بمتابعة اتحاد الكرة والرابطة، فهناك حاجة ملحة لمثل هذه الورش في ظل ما نطالعه وتكشف عنه وسائل الإعلام من ممارسات خاطئة تغيب مفهوم الاحتراف الرياضي وتقدم الأندية على أنها تعيش في عصر الهواية وهذا نلحظه في أغلب الأندية عدا قلة قليلة منها. ـ رئيس لجنة الاحتراف عبدالله البرقان يملك الكثير من الخبرة اكتسبها من ممارسته لهذا المجال بنجاح، إلا أن المتابع لتصريحاته الحادة تجاه الأندية المتأخرة في مستحقاتها تجاه لاعبيها وأن اللجنة لن تمكنها من تسجيل لاعبين جدد ربما يشبهها المتابع بتصريحات سابقة لمسؤولين في هذا الجانب رضخوا في النهاية للف ودوران الأندية حول النظام وبالون الاختبار في لجنة الاحتراف الجديدة هي القدرة على مواجهة التجاوزات بتوضيح مفصل لوسائل الإعلام كيف أنها سجلت على سبيل المثال للأندية التي يصرخ لاعبوها في الإعلام من عدم استلام مستحقاتهم المالية.