|


محمد الشيخي
الحوسني وأخلاقيات الأهلي
2013-07-13

ـ حتى والأهلي يواجه عقبة الوقت في التعاقد مع بديل لنجمه السابق المهاجم عماد الحوسني بسبب إخفاء تقريره الذي لا ذنب له فيه كما قال مع أني أحمله جزءًا من المسئولية إلا أن رجل الأهلي الكبير الأمير خالد بن عبدالله كرر مشاهد الوفاء بلمسة تؤكد نهج النادي الأهلي وأخلاقياته عندما وجه بعلاجه في أكاديمية اسباير على الرغم من خروجه من النادي الأهلي وبين أيدينا شواهد في أندية أخرى تكشف حقيقة علاقة النادي باللاعب المؤطرة بالمصلحة والمجردة من المباديء والأخلاقيات أيًا كان أسباب خروج اللاعب ، ولعل ما لمسته في علاقة الأهلي بلاعبيه ونجومه وأبنائه أن الوفاء يتجلى في أبهى صوره وما التكفل بعلاج الحوسني حتى بعد رحيله إلا دليل جديد على النهج الذي لا يتبدل في النادي الأهلي أيًا كانت الإدارة طالما أن من أرسى هذا النهج على رأس هرمه يعزز رؤيته الناجحة ، ولو تتبعنا مسيرة عماد الحوسني مع النادي الأهلي لوجدناها في الإطار العام مسيرة ناجحة تخللتها لحظات فرح وسعادة وبطولات وانتصارات ومقابلها لحظات حزن بفقدان بطولات وفي التفاصيل داخل إطار هذه العلاقة أتذكر بأسف كيف أن الإصابة لازمت الحوسني في أدق لحظات حاجة الأهلي لإمكانيات هذا اللاعب وخاصة في لحظات الحسم في الموسمين الأخيرين ثم كانت الطامة الأكبر التي لم تكن مفاجئة بالنسبة لي كمتابع لمسيرة اللاعب مع الإصابات تتمثل في تقرير سباير وأن اللاعب سيغيب عن الأهلي لثلاثة أشهر تقريبًا وعدم مشاركته في الدور المقبل لدوري أبطال آسيا وهو ما جعل الأهلي يفسخ العلاقة ويتجه لبديل يفترض أنه قد تمت تسميته ، وبصراحة ورغم علاقتي المميزة باللاعب الخلوق عماد الحوسني إلا أنني كنت أتطلع إلى البحث عن بديل له منذ وقت مبكر وتحديدًا منذ نهاية الموسم المنصرم لأن اللاعب نفسه ربما كان يتوقع هذه الخطوة بعيدًا عن العاطفة والعلاقة القوية التي تجمع اللاعب بالجماهير أو النادي فقد كان من الأجدى في مثل هذه القرارات الابتعاد عن العاطفة وتغليب مصلحة النادي ولكن الحكمة في الأهلي تظل حاضرة بالقدرة على جلب البديل المناسب في ظل اقتراب موعد العراك الآسيوي والمنافسات المحلية .. ـ أتذكر موقفًا للصديق عماد الحوسني لن ينساه هو ولن أنساه عندما حاصرته الجماهير الأهلاوية وهي تحتفل في ملعب الأمير محمد العبدالله الفيصل بمقر النادي مباشرةً بعد تحقيق بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال التي حققها الأهلي الموسم قبل الماضي وكان الحوسني عائدًا للتو مع زملائه من ملعب الأمير عبدالله الفيصل ومنتشيًا بالبطولة وفوجيء عند رغبته في المغادرة برفقة غرم العمري أن الجماهير تتكاثر حوله وتود منه التجديد للأهلي وعدم الرحيل ورد بالإيجاب إلا أن ردة فعل الجماهير كانت تتزايد والطريف أن منها من أحضر أوراقًا ليوقع عليها بمثابة الوعد الذي يقطعه بعدم الرحيل وحينما حاول الهرب من كثافة الجماهير ومطاردتها كانت سيارتي أقرب سيارة في موقع الحدث فاتجه إليها وقصدنا البوابة الجنوبية ثم تحولنا للشمالية دون أن نجد مخرجًا من الحصار الجماهيري سوى وعود الحوسني وكلماته للجمهور بأنه سيظل أهلاويًا في الموسم التالي وهو ما حصل بالفعل .. ـ الجماهير الأهلاوية تحب الحوسني وارتبطت بما قدمه من مجهودات وعمل إيجابي في الجانب الهجومي كما أنه في المقابل كان سعيدًا بتلك العلاقة وهذه الأجواء الجماهيرية التي لن يجدها في مكان آخر لكن ظروف إصاباته وغيابه عن مباريات مصيرية وحاسمة بسببها جعل وقع رحيله حاليًا يكون خفيفًا على جماهير الأهلي مع الاحتفاظ له بالذكريات الجميلة والمسيرة الحافلة والأهداف الراسخة في الأذهان والتي جاوزت الخمسين هدفًا .. ـ فيكتور سيموس حضر أخيرًا لمعسكر الأهلي الذي بدأ دون تواجده وهو الذي كان أول المغادرين الموسم المنصرم وقبل نهاية الموسم حرصًا من الإدارة على أن يبدأ برنامجه العلاجي وينهيه في وقت مبكر ومع علمه بالبرنامج الزمني لتحضيرات الفريق وأظن أن فيكتور أيا كان عذره مستقبلا لن يقوم بهذه الخطوة مرة أخرى في مواجهة حزم المدرب فيتور بيريرا وحرصه على الانضباط والالتزام ..