رحم الله محمد الخليوي فقد كان إضافةً لنجوميته كلاعب نجم وشخصية محبوبة ومعروفة بأخلاقها العالية وتعاملها الحسن مع الجميع سواءً في مشاركاته مع المنتخب أو النادي الأهلي ونادي الاتحاد، أتذكر عندما انتقل للنادي الأهلي واجه السخط الجماهيري عليه بالهدوء والتصريحات المتزنة التي تعترف بفضل ناديه السابق ويشيد بحجم النادي الكبير الذي انتقل إليه في زمن الاحتراف الذي ألغى حواجز الألوان والتمسك بالقمصان، كما أتذكر تلك الحفاوة الجماهيرية التي قوبل بها من جماهير الأهلي بغض النظر عن حجم المردود الذي قدمه اللاعب في ذلك الوقت مع أنني أختلف مع بعض من يقيمون تجربته بغير الناجحة بأنه قدم مستويات جيدة قياسًَا بسنه في ذلك الوقت وحاول قدر إمكاناته الإسهام مع زملائه في تحقيق النتائج المثلى سواءً في البطولة العربية آنذاك أو غيرها من البطولات، وكل هذه النتائج لم تكن لتلغي ما سطره الخليوي من إبداعات مع المنتخب بمشاركاته في نهائيات كأس العالم أو كأس القارة والبطولات الإقليمية والعربية وما حققه خلال فترة ذهبية طويلة مع ناديه والمنتخب من إنجازات حافلة جعلته أحد اللاعبين الأفذاذ الذين يشار لهم بالبنان في تاريخ كرة القدم السعودية ولعل أولى بوادر التقدير وحفظ المكانة وجدها اللاعب من إدارة النادي الأهلي التي يرأسها الأمير فهد بن خالد بإعلانه مقترح إقامة مباراة خيرية تجمع المتنافسين الأهلي والاتحاد يعود ريعها لذوي الفقيد وهي بادرة تؤكد عمق الأواصر والوفاء والميل للعمل الخيري في الوسط الرياضي وتمثل بادرة غير مستغربة على النادي الأهلي وإدارته على الرغم من تعدد مشاركات الأهلي المحلية والقارية في بداية الموسم إلا أنها خطوة تقدير ووفاء وأسبقية ولا أظن أن إدارة الفايز في الاتحاد إلا مكملة لهذه المبادرة الخيرية بالموافقة والعمل على خروجها لحيز التنفيذ.. ـ أجزم بأنه بات من الضروري الاعتناء بالجيل الكروي الماضي الذي اعتاد رسم البسمة على شفاهنا في الكثير من المناسبات حيث يجب تفعيل رابطة اللاعبين القدامى ببرامج تفاعلية وتوثيق لتاريخ النجوم ودعم مادي ومعنوي لأسرهم فمنهم عدد كبير لم يخرجوا من كرة القدم بما يضمن تأمين مستقبل أسرهم وكثير منهم انتقل إلى رحمة الله ولم يجد من يرافق جنازته إلى مثواها الأخير سوى بعض أفراد أسرته، بين يدينا من النجوم الأحياء من يشكو حاله ويتحدث عن عدم التواصل معه وجفوة زملائه والمسؤولين فكيف به إذا تقدم في العمر أو توفي ولماذا لا نشعرهم الآن بالاهتمام بهم حتى على المستوى الإعلامي؟ ـ أعرف أن أحمد عيد رئيس اتحاد الكرة بعد تسلمه زمام المسؤولية كان من اهتماماته العناية باللاعبين القدامى وحفظ تاريخهم وقبل تسلمه رئاسة اتحاد الكرة عرف بالتواصل الدائم وحضور مناسبات زملائه والمشاركة في أفراحهم ومواساتهم في أحزانهم واليوم أجد كما يجد غيري أن من الضروري تفعيل برامج رابطة اللاعبين القدامى وألا تكون رابطة تحمل اسمًا دون هوية واضحة ودون أن يعرف هؤلاء النجوم ما هو مصيرهم وكيفية التعامل بهم بعد أن شعروا وهم أبناء الوسط الرياضي بأن منسوبي الوسط اليوم تخلوا عنهم فيما عدا مشاركات متقطعة في بعض البرامج الرياضية والتحليلية .. ـ رحل الخليوي وسيرحل آخرون وسنبقى ننادي بآلية ذات قيمة للتواصل مع النجوم والإبقاء على ذكراهم ومعنوياتهم وإحساسهم بأنهم ما زالوا قريبين من الجماهير بل إنه متى وجد الاهتمام فسيتسرب هذا الشعور لجيل اللاعبين الحالي فيحرص كل لاعب أن يبذل كل ما لديه لترك بصمة لدى الجماهير ولدى الشارع الرياضي والوسط الإعلامي.