|


محمد الشيخي
جامعة خالد الرياضية
2013-04-26

ـ لن آتي بجديد حول ما قدمه الأمير خالد بن عبدالله لرياضة الوطن وللنادي الأهلي فالهلاليون والنصراويون والاتحاديون قبل الأهلاويين وباقي الرياضيين بمختلف انتماءاتهم أنصفوا الرجل ووصفوه بأنه رجل كل المراحل والرياضي المحنك الذي ينطلق من واقع تجربة طويلة قاربت الخمسين عامًا وتلك شهادة لم يجدها رياضي أفنى سنوات عمره في خدمة وطنه ببناء المنشآت الرياضية ورعاية المواهب والدليل ما تزخر به منتخبات الفئات السنية حاليًا من مواهب كما أرسى مفاهيم عالية في الاحتراف والعمل المنظم تطبقها الآن بعض الأندية أو تحاول النهل من بعض تلك المعارف والخبرات وذلك أمر ميسور للجميع ، وعندما نتحدث عن دعم الأمير خالد بن عبدالله للنادي الأهلي فإننا لا نتحدث عن عشر سنوات أو خمس عشرة سنة بل سنوات طويلة تعاقبت فيها الإدارات على النادي واجتمعت على استنادها على دعم سموه السخي في القيام بشئون النادي وألعابه ، واليوم في ظل ما نراه حاليًا من تهافت بعض المحسوبين على الرياضة على الإعلام لاكتساب ما يمكن اكتسابه من ضوء ثم المغادرة بهدوء نجد رجل الرياضة الكبير محتفظًا برصيده الثري من التقدير والمكانة العالية التي أرادها لنفسه وأرادها له الآخرون فهو لا يبحث عن ضوء هو في غنى عنه ولا شهرة حققها قبل ولادة أجيال رياضية متعاقبة ودائمًا ما يحث منسوبي ناديه بالترفع عن الإساءات وتقديم الصورة المضيئة للمنافسة الرياضية الشريفة المقرونة بالإنجازات .. ـ لن أسرد منجزاته وأولوياته ومنشآته التي قدمها لوطنه وناديه فهي علامات مضيئة فوق الأرض وتحت السماء ومحفوظة في صفحات الإعلام وكتب التاريخ ولكن سأقدم مبادئه التي حرص على أن تكون هي النموذج لممارسة الرياضة الحقيقية والتنافس الشريف ومن أهمها البعد عن مواطن الزلل والحفاظ على المكانة والصورة الحسنة واحترام الآخرين مهما كانت إمكانياتهم وقدراتهم ، فهل نتعلم من هذه المباديء التي تعد محاضرات عملية مجانية لجميع من يعمل في الحقل الرياضي حتى بعض من يتبوأون مناصب وتسند إليهم مسئوليات ثم ما تلبث المواقف إلا أن تكشف حاجتهم للعودة لمقاعد الدراسة في جامعة الخبراء الرياضية لأنهم لم يستوعبوا أنهم في وسط رياضي يجب أن يقوم على مباديء الرياضة وأخلاقياتها ووجهها الحضاري لا على ما يبثونه من فكر لا يمكن أن يندرج في يوم من الأيام في إطار المسئولية والحصافة والحكمة التي يفترض أن تكون من صفات المسئول ليحمي مجتمع الرياضة ويحمي جماهيرها ويقلص حجم التعصب والتوتر في هذا الوسط .. ـ وسطنا الكروي أو الرياضي عمومًا بكل تجرد بحاجة ماسة للتخلص من قيود التعصب البغيض والتحامل على الآخرين بإيجاد الرياضيين القدوة والسير على نهجهم والتمثل بخطواتهم وفي مقدمة هذه النماذج الرياضي خالد بن عبدالله ، فالفوز ببطولة أو خسارة كأس لا يمكن أن تنسينا أهمية القيم والأخلاق والمنافسة الشريفة ، فالكل يعمل ويصرف الأموال ويستقطب المدربين واللاعبين الأجانب وفي النهاية البطل واحد أيًا كان اسمه ومكانته فريال مدريد وبرشلونة بميزانيتهما الضخمة أوشكا على وداع دوري أبطال أوروبا وأندية عالمية ذات قيمة وتاريخ خرجت من أول الأدوار وفقدت بطولات إلا أنها حافظت على مكانتها لإيمانها بأن الكرة مكسب وخسارة ومن يفوز اليوم يخسر غدا .. ـ في دوري أبطال آسيا ربما نحن مقبلون على نتائج مثالية بتأهل جميع الفرق السعودية الأربعة إلى دور الستة عشر والمؤشرات تؤكد ذلك فالأهلي والشباب ضمنا التأهل والهلال والاتفاق اقتربا من هذه الخطوة كثيرًا خاصةً بعد فوزيهما الأخيرين على العين الإماراتي وبختاكور الأوزبكي وكل الأماني بأن نمضي بعيدًا في هذه البطولة وأن نكسر حاجز تفوق شرق القارة منذ سنوات عدة بلقب يعيد هيبة الكرة السعودية التي عاد بعضها مع تأهل الأهلي الموسم الماضي إلى نهائي أكبر القارات .. ـ كل التعازي لغازي كيال وطارق كيال وجميع عائلة الكيال في وفاة لاعب المنتخب وقائده السابق ولاعب الاتحاد عبدالمجيد كيال ـ رحمه الله ـ وننتظرخطوة وفاء من الاتحاديين تجاه ما قدمه هذا الرجل لناديهم .