|


محمد الشيخي
المدرج صدى البطولة
2013-04-19

ـ ما أجمل أن تكون لديك كنادٍ قاعدة جماهيرية كبيرة تمنحها الألق وعناوين الفرح وتستمتع معها بالإنجازات والبطولات أما عدا لك فليس هناك صدى لأي بطولة تتحقق ما لم يكن هناك جمهور ينتظر بمقر النادي ويستقبل أهل الإنجاز ويشعرهم بحجم مجهودهم السخي وإلا فإنهم سيعانقون جدران النادي بدلاً من جمهور النادي فيسري الإحباط وتقل عزيمة الإنجاز، وحقيقةً فقد سعدت كما سعد غيري بما حققه الفتح نتيجة عمل جبار وتكامل في الأدوار وسعدت أكثر عندما شاهدت التفاعل الجماهيري الرائع مع العفالق والراشد وفتحي الجيال وإلتون وبقية رفاقه لأن مثل هذا المشهد يعد عاملاً محفزًا ومشجعًا لمستقبل أفضل تتكرر فيه مناظر الذهب ومواسم الحصاد، ولقد أعجبني مؤخرًا موقف إدارة نادي الاتفاق بقيادة الخلوق عبدالعزيز الدوسري بالموافقة الرسمية على نقل الجولة الأخيرة التي تجمع الاتفاق بالفتح إلى الأحساء ليتوج البطل بين أنصاره ومحبيه وهو موقف ربما يجسد مشاركة وجدانية من الاتفاق إدارة وجماهير مع جارهم بالأحساء دعمًا لحضور مثالي لرياضة المنطقة، فالفتح ليس كالأهلي والهلال والنصر والاتحاد التي تتواجد جماهيرها في كل أنحاء المملكة فتراها لا تأبه لمكان إقامة أماكن تتويجها كثيرًا فالأهلي مثلاً احتفل بدوري كأس فيصل بين جماهيره في الرياض والهلال سبق له أن احتفى بالدوري في جدة وكذلك النصر والاتحاد بينما تتركز جماهير أندية كالفتح والاتفاق مثلاً في مناطقها وتبحث بمشروعية كاملة عن نقل مراسم تتويجها لتكون بين جماهيرها وهذا يعد حقا من حقوقها.. ـ تابعت مسيرة الفتح في الدوري ووجدت أن الفريق قدم علاوةً على النتائج الميدانية الإيجابية صورةً جميلة للتعاطي الإداري العقلاني والواقعية في التعامل مع الآخرين ومع إمكانيات الفريق دون ضغوط لكون الفتح غير مطالب في الأصل بتحقيق البطولة ولم أشهد طوال هذه الفترة أي إساءة من إدارة الفتح أو الجهاز الفني أو حتى اللاعبين تجاه منافسيهم بل أنهم كانوا مثالاً للروح الرياضية الحقة والالتزام والأخلاق فاستحقوا احترام الجميع وتعاطفهم، والأمر الآخر هو تكاتف أبناء الأحساء لدعم هذا الفريق وتواجدهم باستمرار إلى جانب الإدارة واللاعبين وهو ما أعطى العمل في النادي قيمة معنوية وحرصا على التميز والحضور الإيجابي ويجب على الإدارة إن أرادت تكرار مشهد الحضور في المنافسة وتحقيق الألقاب الحفاظ على مكاسبها من العناصر المهمة والمحورية في الفريق والجهاز الفني المثالي بقيادة التونسي فتحي الجبال، ويذكرني الفتح الآن بجاره في الدمام الاتفاق في مطلع الثمانينات الميلادية عندما حقق الدوري وألقابا أخرى محفورة في ذاكرة التاريخ دون أن يكون مرشحًا في الأصل للمنافسة عندها كانت إدارته يقف على رأسها الخبير عبدالعزيز الدوسري وجهازه التدريبي يقف على هرمه كبير المدربين خليل الزياني ويعني ذلك التشابه أهمية روح التحدي واستشعار قيمة الإمكانيات الموجودة وعدم الارتهان للتفوق النظري للأندية الكبيرة بميزانياتها أو نجومها.. ـ لفت نظري بعد فوز الفتح أن هناك من تساءل عن الأهلي ونسي أن الأهلي هو من علم الآخرين معنى بطولة الدوري عندما كان أول من حققها عام 1969م وسبق له أن كسبها ثلاث مرات كما نافس أعواما كثيرة على تحقيقها بنظام المربع وغيره ووقفت أمامه ظروف التحكيم لتحرمه ألقابًا يستحقها، نعم الأهلي لم يحقق الدوري منذ سنوات طويلة ولكن هناك أندية محلية كبيرة أيضًا لم تصل إلى هذا اللقب إلا بعد أن أمضت أكثر من نصف قرن على تأسيسها وعمومًا فليس شرطًَا أن يكون الأهلي عنوانًا للكرة الجميلة في بلادي وأن يقترن ذلك بالبطولة فهو حديث عهد بها ومؤهل لها هذا الموسم أيضًا وفي المواسم المقبلة وعلى الأهلاويين أن يركزوا على فريقهم وأدواتهم وإمكانياتهم ويتركوا من يريد جرهم إلى هوامش الثرثرة في زمن تبرز فيه البطولات كعنوان للعمل والمنجزات محطات تاريخية لا يمكن تجاهلها.. ـ منذ انتقال محمد نور للنصر والتعليقات والتغريدات الساخرة تتزايد وهي صورة من التعاطي لا يستحقها هذا النجم ولا نادي النصر الذي أقدم على خطوة يرى أنها تفيده فأحدهم يقول غضبت جدتي وخرجت من البيت وأخشى أن توقع مع النصر في إشارة إلى كبر سن محمد نور وتعليق آخر يبرز أحد المشاهير وأنه يتحرر من السجن ويذهب ليوقع للنصر في إشارة إلى أن نور تحرر من قيود الاتحاد، وهنا نقول ليس عيبًا أن يذهب نور للنصر بل أظن أن النصر سيحقق فائدة استثمارية وفنية من وراء هذا التعاقد وعندها سيصاب أصحاب هذه التعليقات في مقتل وستنقلب شتائمهم إلى مدائح.