أفضل ما يمكن أن نطلقه على هذا الأسبوع بأنه أسبوع الفرح الآسيوي بتحقيق ممثلينا الأربعة للانتصارات داخل وخارج أراضينا والسعادة الأكبر في أن اثنين منهم ضمنوا التأهل لدور الستة عشر من دوري أبطال آسيا وهما الأهلي والشباب تقريبًا ونتمنى أن يلحق بهما الهلال لكونه يملك فرصة سانحة باستضافة أكبر منافسيه العين الإماراتي وفوزه عليه يقطع كل الشكوك في تأهله، وكذلك الاتفاق الذي يجب أن يستمد من فوزه الكبير على الشباب الإماراتي الطاقة المعنوية للاستمرار في رحلة الانتصارات من أجل الصعود للدور الثاني وليس ذلك ببعيد، ولعل ما يشد الأنظار في رحلة ممثلينا الأربعة هو ثبات نتائج الملكي على طريق الانتصار وحصاده للعلامة الكاملة من جولاته الأربع الماضية واستحواذه على نصيب الأسد من الإشادة والثناء كأفضل فريق كرة قدم آسيوي، وفي اعتقادي أن هذا الإطراء يستحقه الأهلي ولكن يجب أن يتم التعامل معه على أنه حافز لهذا الفريق للاستمرار في العطاء والحماس والروح القتالية لإسعاد الجماهير الأهلاوية التي لم تقصر أبدًا في واجبها تجاه اللاعبين ورفع درجة استعدادهم المعنوي أما الأمر الملفت الآخر هو أنه لا الجماهير ولا الإعلام شعروا أن الأهلي الذي يلعب أمام متصدر الدوري الإيراني يفتقد أحد أبرز أسلحته وهو المهاجم البرازيلي فيكتور فالوسط تكامل مع الهجوم لأداء أدوار ناجحة أثمرت عن أربعة أهداف كانت قابلة للزيادة وهنا يأتي دور البديل الناجح أو الخيارات المتنوعة للمدرب في كل الخطوط لمواجهة خطر الإيقافات أو الإرهاق وهو ما يتوفر في الأهلي الذي يجب أن يستفيد من هذه الميزة ويجعل كل لاعبيه دائمًا على أهبة الاستعداد للمشاركة، وإذا كنا نؤمن بأن الأهلي الذي وصل لنهائي النسخة الماضية هو الأكثر تمرسًا وخبرةً فمن المنطقي أن نذكر بأن الهلال أيضًا مرشح للوصول لمراحل أبعد في البطولة وحتى الشباب عطفًا على الإمكانيات والأهم أن يصل إلى النهائي فريق سعودي يجدد الأمل في إمكانية بلوغ المجد الآسيوي بعد أن تبوأت فرق شرق القارة القمة طوال السنوات الماضية نتيجة تفوقها الكروي وعودتنا للسباق لا تأتي إلا بالعمل الجاد والمنظم والتخطيط الاحترافي السليم والاهتمام منذ الآن خاصة للفرق التي ينتظر تأهلها مراعاة برنامج معسكراتها ودعم استقرارها الفني والتكتيكي والعناصري للاستعداد للمراحل النهائية للبطولة التي تقام بعد فترة التوقف لدينا .. ـ وبمناسبة الحديث عن التخطيط الاحترافي السليم فيجب الإشادة بما حققه فريق الأهلي الأولمبي بالحفاظ على بطولة الدوري للسنة الثانية على التوالي بما يؤكد وجود دعامة قوية من العناصر للفريق الأول وبات الحديث منذ تحقيق الأبطال لبطولتهم عن مصير كل هؤلاء اللاعبين في ظل الوفرة العناصرية التي يعيشها الفريق الأهلاوي الأول فجاء الجواب شافيًا وكافيًا في ثنايا حديث رمز الأهلي وقلبه النابض الأمير خالد بن عبدالله الذي تحدث عن أن اللاعبين الصاعدين للفريق الأول لن يكون بمقدورهم جميعًا المشاركة في الموسم القادم وأن الاحتياج يكمن في أربعة أو خمسة لاعبين والبقية سيتم إعارتهم لأندية أخرى مع تكفل الأهلي بمرتباتهم واشتراط مشاركتهم في نسبة معينة من المباريات وهي فكرة رائدة تنم عن خبرة وقدرة على معالجة هذه الوفرة العناصرية وأجزم بأن أمر مشاركتهم في أنديتهم التي سينتقلون إليها ستجعلهم يجتهدون ويقدمون كل ما لديهم لإثبات وجودهم وقدرتهم على احتلال موقع في خارطة الفريق الأهلاوي مستقبلاً .. ـ وبدون مجاملة فشتان بين الفكر الذي يدار به النادي الأهلي والأندية الأخرى، فمقياس الآخرين بأن يحقق الأهلي كل البطولات مستحيل لكنه أي الأهلي متواجد في ساحة المنافسة باستمرار في الدوري ومنافسات الكأس وتحقيقه لبطولة دوري رديف الفريق الأول يعني أنه أصبح لدينًا جيل جديد مع الجيل الحالي من اللاعبين يملكون ثقافة النفس الطويل والقدرة على التواجد الدائم في المنافسة محليًا وخارجيًا إضافة للعقود الطويلة للاعبين المحترفين الأجانب كأحد بواعث الاستقرار والانسجام وسأورد هنا دليلاً على ذلك من واقع قرب ومشاهدة فالمحترف البرازيلي برونو سيزار الذي أتى من البرتغال ومن دوري أبطال أوروبا لم يكن أحد يظن بأنه سينصهر بهذه السرعة مع زملائه وسيكون لغة مدرج الملكي في وقت وجيز نظرًا للاختلاف في البيئة والمعيشة وتردده في البداية إلا أنه كسر هذا الحاجز بتفاعل مع زملائه في الميدان ومع الجماهير في المدرجات فأصبحت معنوياته مرتفعة ورغبته جامحة في أن يكون أحد أبرز الدعائم الأهلاوية لذا دائمًا في أي نادي قبل أن تعد العدة لإبرام صفقة تعاقدية كبيرة ابحث عن الجمهور الذي يخلق البيئة المحفزة لهذا اللاعب.